رئيسيةتقارير الكهرباءكهرباء

مخاوف من انقطاع الكهرباء في بريطانيا.. وطاقة الرياح تخيب الآمال

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تكافح شبكة الكهرباء الوطنية من أجل تدبير إمدادات الكهرباء الكافية
  • يتزامن نقص إمدادات الكهرباء مع ظروف طقس باردة
  • توقعات بزيادة استهلاك الكهرباء في بريطانيا خلال الشتاء
  • يطالب مشغّل شبكة الكهرباء محطات الطاقة بزيادة إمدادات الكهرباء
  • خطوط الربط الكهربائي بين بريطانيا وأوروبا معطّلة

تتزايد المخاوف من انقطاع الكهرباء في بريطانيا في ظل معاناة مشغّل شبكة الكهرباء الوطني "نيسو" من أجل تعزيز الإمدادات، لا سيما مع انخفاض درجات الحرارة.

واضطرت الأسر إلى دفع ما يعادل مليوني جنيه إسترليني (2.46 مليون دولار أميركي) في الساعة لمحطات الكهرباء العاملة بالغاز في 8 يناير/كانون الثاني الجاري بعدما تسبَّب تراجع إنتاج طاقة الرياح وطقس شتوي متطرف في معاناة مشغّل شبكة الكهرباء الوطني من أجل تدبير الإمدادات الكافية.

*(الجنيه الإسترليني = 1.23 دولارًا أميركيًا).

إلى جانب ذلك، وضع تراجع عدد خطوط الربط الكهربائي بين المملكة المتحدة وأوروبا ضغوطًا إضافية على الشبكة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتحتاج "نيسو" إلى سعة توليد كهرباء إضافية قوامها 1700 ميغاواط لتجنُّب انقطاع الكهرباء في بريطانيا، وإتاحة الطاقة اللازمة لتشغيل المنازل والشركات.

ارتفاع استهلاك الكهرباء

يُتوقع أن يُشعل الطقس البارد ارتفاعًا في استهلاك الكهرباء في المملكة المتحدة مع بقاء عدد أكبر من الأشخاص في منازلهم، وارتفاع معدلات استعمال الأجهزة المنزلية الكهربائية بمختلف أنواعها.

وفي معرض استجابتها لتلك الأوضاع، أصدرت "نيسو" التي تدير أنظمة الطاقة في إنجلترا وإسكتلندا وإمارة ويلز تحذيرات تطالب فيها شركات توليد الكهرباء والمورّدين برغبتها في تعزيز الإمدادات بشكل أكبر.

ولا يوجد هناك مقترحات -حاليًا- بتطبيق جولات انقطاع الكهرباء قريبًا، غير أن مصادر قالت: إنه "في المدى القصير، سنرغب في أن يكون هناك توازن بين العرض والطلب في سوق الكهرباء".

محطة توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي في جزيرة آيل غراين بالمملكة المتحدة
محطة توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي في جزيرة آيل غراين بالمملكة المتحدة – الصورة من بلومبرغ

سوق السعة

في 8 يناير/كانون الثاني (2024)، أصدر مشغّل نظام الكهرباء الوطني إخطارًا قبل أن يسحبه بعدها بمدّة وجيزة بشأن ما يُطلَق عليه "سوق السعة"، وهو عبارة عن نظام دعم يستهدف منع انقطاع الكهرباء في بريطانيا خلال "الأوقات الضاغطة".

ووجّه الإخطار ذاته كل شركات إنتاج الكهرباء المرتبطة بعقود مع الحكومة بضرورة الاستعداد للعمل بحلول الساعة 4.40 مساءً بالتوقيت المحلي من يوم أمس الأربعاء.

لكن سرعان ما سُحِب الإخطار بعد صدوره بـ30 دقيقة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

انقطاع الكهرباء في بريطانيا

قالت محللة الطاقة المستقلة كاثرين بورتر، إن مخاطر انقطاع الكهرباء في بريطانيا ما تزال منخفضة؛ نظرًا إلى أنه كانت هناك توقعات بهامش توليد كهرباء احتياطية بنحو 500 ميغاواط خلال مساء أمس الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني.

لكن ما تزال تلك السعة تقلّ كثيرًا عن مستوى الهامش الطبيعي المقدَّر بنحو 3 غيغاواط.

وأوضحت بورتر: "تحذّر نيسو من أن سوق الكهرباء باتت مضغوطة بأكثر مما تبدو عليه، وأن العمل كالمعتاد قد لا يكون جيدًا بما يكفي لسدّ الطلب، ومن ثم قد نضطر إلى البدء في استعمال بعض الصلاحيات التي لدينا والأحكام الموجودة لمثل تلك الظروف".

ومن الممكن أن تشتمل تلك الإجراءات على تفعيل "سوق السعة"، أو حتى إصدار تعليمات طوارئ، من أجل تشغيل محطات الكهرباء التي ليس من المقرر دخولها حاليًا حيز التشغيل، بحسب بورتر.

ووجّه الإخطار الصادر في 8 يناير/كانون الثاني 2025 كذلك مورّدي الكهرباء بإعلان أي "سيطرة إضافية على الطلب"، التي من الممكن أن تشتمل على مطالبة المصانع بإيقاف التشغيل مؤقتًا.

في السياق ذاته، قالت بورتر: "تلك الصلاحيات لا تُستعمَل غالبًا، وفي معظم الأوقات تُلغى حينما تصدر هذه الأنواع من الإخطارات، لأن السوق هي التي لديها الإجابة".

وتابعت: "والآن فإن قدرة السوق على أن تأتي بالإجابة محدودة أكثر مما كانت عليه قبل ذلك".

خطوط ربط كهربائي في بريطانيا
خطوط ربط كهربائي في بريطانيا - الصورة من رويترز

تعطُّل خطوط الربط الكهربائي

أشارت محللة الطاقة المستقلة كاثرين بورتر إلى تعطُّل خطوط الربط الكهربائي مع أوروبا، وتحديدًا خط إليك لينك (ElecLink) مع فرنسا وخط بريت نيد (BritNed) مع هولندا معطّلان حاليًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

في الوقت نفسه، كان من المتوقع أن يهبط إنتاج طاقة الرياح بواقع 2 غيغاواط في 8 يناير/كانون الثاني الحالي، مقارنةً بنحو 17 غيغاواط في اليوم السابق.

وبحلول صباح أمس الأربعاء، شكّلت طاقة الغاز 53% من الكهرباء المولدة في بريطانيا، بينما استأثرت طاقة الرياح بنحو 18%، وفقًا لبيانات نيسو.

في المقابل، أسهمت الطاقة النووية بنحو 12% من إجمالي الكهرباء المنتجة في المملكة المتحدة، في حين شكّلت الكتلة الحيوية 6%، ويُستورَد الباقي.

تحديات تواجه الحكومة

تسلّط تحذيرات نيسو الضوء على التحديات التي تواجه الحكومة في الوقت الذي تتحول فيه الحكومة إلى نظام كهرباء قائم أساسًا على محطات الشمس والرياح ذات الطبيعة المتقطعة، علمًا بأن مورد الرياح أصبح أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في بريطانيا عام 2024.

وقال متحدث باسم شركة "نيسو: "الإخطارات تشكّل جزءًا من مجموعة الآليات التشغيلية التي في أيدينا، وهي آليات عادةً ما نلجأ إليها في في معظم فصول الشتاء"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف : "هذه الإخطارات تستهدف تنبيه القائمين على صناعة الطاقة للحاجة إلى تدبير إمدادات كهرباء إضافية للمحافظة على الاحتياطيات التشغيلية لشركة نيسو خلال تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية".

وتابع: "تلك الإخطارات لا تعني أن إمدادات الكهرباء في خطر، أو أنه لا يوجد هناك كهرباء كافية لسدّ الطلب".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.مشغل شبكة الكهرباء في بريطانيا يطالب محطات الكهرباء بزيادة الإمدادات من تيليغراف.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق