التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

آفاق مبشرة لصناعة النفط في 5 دول عربية.. وتحذير من ناقوس خطر

هبة مصطفى

تبدو آفاق صناعة النفط في منطقة الشرق الأوسط واعدة إلى حد كبير، في ظل زيادة الطلب المتوقعة، وقد يؤدي ذلك إلى نمو الشراكات والتوسع في صفقات الاندماج والاستحواذ خلال الآونة المقبلة.

وبحسب رؤى تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فإن دول المنطقة -وفي مقدمتها السعودية، إلى جانب الكويت والعراق والإمارات والجزائر- تعد مصدر جذب قويًا للاستثمارات الأجنبية الراغبة في الاندماج وسط كيانات نفطية كبيرة الحجم.

ورغم ذلك؛ فقد تُعَد الأحداث الجيوسياسية ناقوس خطر يهدد بهروب الشراكات الدولية حتى مع وفرة الإمدادات والسيولة النقدية؛ إذ تزداد مخاوف تأثير هذه الأحداث في نمو المشروعات والسوق.

ولا تعد الآفاق المستقبلية لصناعة النفط بمعزل عن المطالبات بالاستدامة، في ظل ضغط الجماعات البيئية والمناخية، ما يشير إلى ضرورة تطبيق المصدرين إستراتيجيات في قطاع المصب لتجنب المطالب بالتخلي عن تطوير ومعالجة منتجات البتروكيماويات والتكرير ومشتقاتهما مثل البلاستيك.

وفي هذا التقرير، نناقش رؤية طرحها خبيران خلال جلسات الانعقاد السنوي لملتقى الطاقة العربي، في العاصمة السعودية الرياض.

شراكات النفط والغاز

تزايدت وتيرة شراكات النفط والغاز في أعقاب أحداث مفصلية أثرت في الأسواق الدولية، هي: انتشار جائحة كورونا، واندلاع الحرب الأوكرانية.

ووفق مهندس النفط رضا الركابي، عدلت شركات النفط والغاز الدولية إستراتيجيتها للتعامل مع التداعيات السابق ذكرها.

وقال الركابي إن السنوات الماضية شهدت تأرجح أسعار النفط بين 60 و80 دولارًا للبرميل، ولا يبدو أنها ستتجه إلى الانخفاض خلال السنوات الـ5 المقبلة، وفق توقعات أسعار السلع الأساسية.

ويدفع هذا -بحسب الركابي- باتجاه بحث شركات النفط والغاز الدولية عن شراكات تجارية أكبر وأكثر استدامة، ما عزز نشاط الاندماج والاستحواذ.

وأوضح أن صناعة النفط والغاز في أميركا جذبت غالبية الاستثمار العالمي خلال العام الماضي (2024)، مسجلة أعلى مستوياتها منذ 35 عامًا، وفق تقديره.

وكشف عن أنه في ظل هذه المتغيرات، تحتاج الشركات الدولية العاملة في السوق الأميركية إلى توحيد مصادرها والحفاظ على استثماراتها، خاصة في التعامل مع تقلبات ثورة النفط الصخري.

المهندس رضا الركابي خلال مشاركته في ملتقى الطاقة العربي
المهندس رضا الركابي خلال مشاركته في ملتقى الطاقة العربي

فرص الشرق الأوسط

في ظل هذه المتغيرات، سلط المهندس رضا الركابي الضوء على فرص صناعة النفط في الشرق الأوسط ضمن خريطة الشراكات العالمية.

وأكد أن هناك فرصًا كبيرة لدى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في عقد شراكات سواء مع مستثمرين أو شركات النفط المحلية والإقليمية.

وأرجع ذلك إلى "جودة" إنتاج المنطقة، وخوض الشركات في شراكات نفط وغاز دولية صُنفت بأنها "نموذجية".

ولفت الركابي إلى أن دول منطقة الشرق الأوسط تمتلك خصائص جذب الشركات والمشغلين، ومن بين هذه الخصائص: انخفاض تكلفة الإمدادات، وتوافر رأس المال.

وكشف عن أن هناك دراسات أظهرت امتلاك كل من: (السعودية، الكويت، العراق، الإمارات، الجزائر) أقل متوسط تكلفة لدورة الإمدادات النفطية الكاملة.

وقال إن المستثمرين يفضلون شركات الطاقة الأكبر حجمًا وذات المحافظ الاستثمارية المنخفضة، لزيادة صفقات الاندماج والاستحواذ.

وأوضح الركابي أن السعودية ضمن أسواق المنطقة الجاذبة للشراكات لتوافر السيولة، وفائض الإنتاج المحلي.

البتروكيماويات والبلاستيك

تتضمن الآفاق المستقبلية لصناعة النفط الحفاظ على توسعات قطاع البتروكيماويات -خاصة البلاستيك- في مقابل ما تمارسه الجماعات والمنظمات البيئية من ضغوط على هذه الصناعات.

وفي هذا الشأن، تطرقت عضوة ملتقى الطاقة العربي، الكاتبة المتخصصة في السياسات والتشريعات الدولية للاستدامة والتغير المناخي وتحول الطاقة إيمان أمان، للحديث حول الإستراتيجيات اللازم توظيفها في قطاع المصب لضمان التوازن بين استمرار الصناعة وحماية البيئة عبر الحد من التلوث البلاستيكي.

وأوضحت "أمان" أن الصناعة تشاطر العالم الاهتمام بمكافحة تلوث البيئة بالنفايات البلاستيكية.

الكاتبة المتخصصة في السياسات والتشريعات الدولية للاستدامة والتغير المناخي وتحول الطاقة
الكاتبة المتخصصة في السياسات والتشريعات الدولية للاستدامة والتغير المناخي وتحول الطاقة إيمان أمان

وقالت إن استدامة قطاع البتروكيماويات والبلاستيك ضرورية، لضمان استدامة الطلب على النفط والغاز، وللحفاظ على الدور الذي يؤديه البلاستيك في الصناعات النظيفة.

وتابعت أن قطاع البتروكيماويات سيستحوذ على أكثر من 30% من نمو الطلب على النفط في 2030، و50% بحلول 2030.

وشددت على دور بوليمرات البلاستيك في تصنيع مكونات السيارات وترشيد استهلاك الوقود، ما ينعكس إيجابًا على خفض معدل الانبعاثات وحفظ الموارد.

وفي الوقت ذاته، طالبت "أمان" بتبني سياسات الاقتصاد الدائري عبر تعزيز منظومة جمع وإدارة النفايات البلاستيكية، مع تقديم الحوافز والدعم لاستثمارات مشروعات إعادة التدوير، لحماية القطاع.

وبجانب ذلك، يمكن العمل على تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث وتطوير تقنيات وحلول استدامة صناعة البلاستيك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق