إنتاج النفط النيجيري يستهدف 3 ملايين برميل يوميًا.. هل يتوافق مع أوبك+؟
هبة مصطفى
بدأ إنتاج النفط النيجيري منذ سنوات قليلة رحلة كفاح لملاحقة أعمال السرقة والتخريب، التي أدت إلى هروب المستثمرين وتخارجهم، وأثّرت سلبًا في حجم الإنتاج وخسائر العوائد.
وفي مقابل ذلك، يبدو أن الآونة المقبلة ستشهد نقلة نوعية للقطاع في ظل هدف طموح كشفه وزير النفط هاينكن لوكبوبيري، برفع إنتاج الخام في البلاد إلى 3 ملايين برميل يوميًا، بدءًا من العام المقبل 2025.
ورغم أن الهدف يعدّ واعدًا إلى حدّ كبير، فإنه محاط بتحديات قوية، من بينها: تجاوز الحصة المقررة من قبل تحالف أوبك+، بالإضافة إلى استمرار أعمال التخريب والهجمات التي يتعرض لها خط "ترانس نيجر".
ووفق تحديثات إنتاج النفط العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أنتجت نيجيريا 1.4 مليون برميل يوميًا، بنهاية العام الماضي 2023.
ووفق تقديرات منصة الطاقة، فإن هدف الوصول لـ3 ملايين برميل يوميًا -حتى إذا تضمَّن المكثفات- لا يبدو واقعيًا إطلاقًا.
إنتاج النفط النيجيري في 2024
بلغ إنتاج النفط النيجيري في 2024، نحو 1.8 مليون برميل يوميًا وفق أحدث البيانات.
ويُشير هدف زيادة إنتاج النفط إلى طفرة تقل قليلًا عن الضعف، وسط تطلُّع لدور قوي للأسطول البحري في البلاد لحماية الأصول.
وربط وزير النفط "هاينكن لوكبوبيري" تحقيق هذا الطموح بالتعاون مع الهيئات البحرية المعنية بالأمن، وفق ما نقله عنه موقع نيشن المحلي.
ودعم لوكبوبيري طموح زيادة إنتاج النفط النيجيري بإجراءات أمنية جديدة تلاحق عمليات السرقة، عبر إطلاق المرحلة الثانية من حملة "دلتا سانيتي" الأمنية في مدينة بورت هاركورت عاصمة ولاية ريفرز.
وكانت الإجراءات الأمنية للمرحلة الأولى -المعلنة في 10 يناير/كانون الثاني 2024- قد ألقت بظلال إيجابية على أرقام الإنتاج، ما شجع القطاع النفطي والهيئات الأمنية المعنية على إطلاق المرحلة الثانية، بالتزامن مع نهاية العام الجاري.
وشهدت المرحلة الأولى ملاحقة الناقلات الصغيرة غير الشرعية المحمّلة ببراميل النفط، وإلقاء القبض على اللصوص والمخالفين، وتدمير مرافق المواقع غير القانونية للتكرير والمعالجة.
وعوّل "لوكبوبيري" على الدور الأمني لأسطول البلاد البحري، في مواصلة السيطرة على أعمال سرقة النفط التي كبّدت خزينة الدولة 410.7 ملايين دولار في مايو/أيّار الماضي، وكذلك تخريب الخطوط والمرافق، خاصة خط "ترانس نيجر" الرئيس الذي يعدّ أكبر تحديات القطاع حاليًا.
زيادة إنتاج النفط النيجيري وحصة أوبك+
هناك فجوة رُصدت بين زيادة إنتاج النفط النيجيري وحصة أوبك+ المقررة وفق تمديد خفض الإنتاج لعامي 2025 و2026.
واللافت للنظر أن إعلان هدف زيادة إنتاج النفط النيجيري إلى 3 ملايين برميل يوميًا، جاء عقب أقل من شهر من إعلان حصص دول تحالف أوبك+.
وبعد قرار وزراء التحالف بتمديد تخفيضات الإنتاج حتى عام 2026، شهدت حصص إنتاج دول التحالف تغييرات عدّة.
ووفق أحدث تعديلات في قاعدة بيانات الإنتاج لدى منصة الطاقة المتخصصة، تقتصر حصة أبوجا على 1.5 مليون برميل خلال العامين المقبلين.
ويفتح هذا باب التساؤل حول المفارقة الضخمة بين تقدير حصة أوبك+ لنيجيريا وهدف البلاد الطموح.
وبدوره، استبعد محلل أسواق النفط بالشرق الأوسط في منصة آرغوس ميديا المتخصصة، نادر إیتیّم، قدرة نيجيريا على تحقيق طفرة الإنتاج وفق المعطيات الواقعية، بالإضافة إلى عدم ترحيب بقية دول أوبك+.
وأرجع ذلك إلى ضرورة التزام نيجيريا بحصّتها الإنتاجية المقدّرة بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا وفق تحالف أوبك+، حتى عام 2026، حسب تدوينة بصفحته الشخصية في موقع إكس.
وأشار إلى تباين تقدير نيجيريا الحالي لمستويات الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ1.42 مليون برميل قدرتها "أرغوس" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويشير الجدول أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إلى حصة نيجيريا المقررة وفق دول أوبك+ خلال العامين المقبلين:
واقع قطاع النفط في نيجيريا
تطرَّق مدير وحدة أبحاث منصة الطاقة أحمد شوقي إلى واقع قطاع النفط في نيجيريا، مشيرًا إلى أن هدف 3 ملايين برميل يوميًا هو استمرار لطرح المستهدفات التي لا تستند إلى الواقع الحالي في البلاد.
ولفت إلى أن هيئة تنظيم قطاع النفط في نيجيريا سبق أن أعلنت هدفًا لزيادة إنتاج الخام والمكثفات إلى 2.6 مليون برميل يوميًا، بحلول 2026.
وأضاف أن وحدة الأبحاث تقدّر إنتاج النفط الخام النيجيري في المتوسط عند 1.4 مليون برميل يوميًا في 2024، بالنظر إلى المعطيات الحالية، ما يجعل مضاعفة إنتاج البلاد النفطي خلال عام أو عامين "أمرًا غير واقعي".
وقال: "حتى إن استبعدنا التحدي المتمثل في حصة البلاد باتفاق تحالف أوبك+، فهناك تحديات داخلية أكثر صعوبة، فرغم استقرار الوضع الأمني نسبيًا خلال 2024، فإن نيجيريا تحتاج إلى بضع سنوات أخرى حتى تستطيع توفير بيئة آمنة تحفّز المستثمرين على العودة مجددًا".
ووصف شوقي هدف إنتاج 3 ملايين برميل يوميًا بأنه "تحدٍّ طموح للغاية"، خاصة إن إنتاج النفط النيجيري لم يصل إلى هذا المستوى أو حتى اقترب منه على مدار تاريخه، حتى في أوقات الاستقرار.
وأشار إلى أن الإنتاج بلغ ذروته عند 2.5 مليون برميل يوميًا في عام 2010، ومنذ ذلك الحين يسجّل انخفاضًا مستمرًا.
ويرصد الرسم البياني أدناه -ضمن ملف حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024- تدرُّج إنتاج النفط في نيجيريا:
يمكنكم مطالعة ملف "حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024، وتوقعات الأسواق في 2025" كاملًا من (هنا).
موضوعات متعلقة..
- النفط النيجيري يواجه مستقبلًا صعبًا مع استمرار تخارج الشركات العالمية
- خطة لتنشيط آبار النفط القديمة في نيجيريا بعد الاستحواذ على أصول إكسون موبيل
- إكوينور النرويجية تنتهي من بيع أصولها في نيجيريا
اقرأ أيضًا..
- أسعار الغاز في أوروبا تصعد إلى أعلى مستوى خلال 2024
- 5 خبراء يضعون توقعات سهم أرامكو 2025.. هل يصل إلى 35 ريالًا؟
- بنود صفقة الغاز التركمانستاني إلى العراق.. وردود رسمية لأول مرة (مقال)
المصادر:
- خطة زيادة إنتاج النفط النيجيري إلى 3 ملايين برميل يوميًا في 2025، من موقع نيشن المحلي.
- محلل أرغوس ميديا نادر إيتيّم يستبعد قدرة نيجيريا على تحقيق هدف زيادة الإنتاج، من تغريدة له في إكس.
