حقول النفط والغازالتقاريررئيسيةسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل الفيل في ليبيا.. 1.2 مليار برميل نفط تتحدى الأزمات (تقرير)

أحمد بدر

يؤدي حقل الفيل النفطي في ليبيا دورًا محوريًا وفعالًا بالنسبة لاقتصاد الدولة، على الرغم من كونه مسرحًا لكثير من الحراك السياسي والأمني، مع تكرار استهدافه من جانب المسلحين خلال الحرب، واستهدافه خلال أحداث سياسية حدثت بعدها.

ويقع الحقل العملاق في حوض مرزق، جنوب غرب الدولة الليبية، في قطعة تسمى "م ن 174"، ويعدّ أكبر حقل نفطي في هذا الحوض، وهو مشروع مشترك الإدارة بين مؤسسة النفط الليبية وشركة إيني الإيطالية (Eni)، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في شهر أبريل/نيسان من عام 2008، دخلت شركة غازبروم الروسية (Gasprom) في المشروع بصفتها طرفًا ثالثًا في حقل الفيل النفطي، وذلك بعدما اشترت من شركة إيني الإيطالية حصة الثلث، لتصبح الشريك الثالث في الحقل العملاق.

ويتكرر إغلاق وفتح حقل الفيل النفطي في ليبيا تبعًا للأزمات السياسية أو الأمنية، والتي كان آخرها وأشهرها توقُّف الإنتاج فيه في شهر يوليو/تموز الماضي 2023، عندما أغلقه محتجّون بعد القبض على مسؤول سابق شغلَ منصب وزير المالية، وكان مرشحًا لرئاسة المصرف المركزي الليبي.

تاريخ اكتشاف حقل الفيل

في عام 1991، بدأت عمليات الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في منطقة حقل الفيل النفطي بحوض مركز، من خلال ائتلاف تقوده شركتا "لاسمو" البريطانية و"إيني" الإيطالية، ويضم 5 شركات كورية أخرى، وفق ما نشره موقع شركة "مليتة"، التي تدير الحقل.

وكانت شركة مليتة للنفط والغاز قد تأسست بموجب اتفاق بين مؤسسة النفط الليبية وشركة إيني الإيطالية، لتصبح شركة مشتركة بين الجانبين، هدفها الرئيس هو إدارة الحقل، بالإضافة إلى عدد من الحقول الأخرى، من بينها حقل الشرارة النفطي العملاق.

شعار شركة إيني الإيطالية
شعار شركة إيني الإيطالية - الصورة من موقعها الإلكتروني

وبحلول عام 1997، كانت هذه الشركات قد حفرت 7 آبار استكشافية في الحقل قبل أن يبدأ الإنتاج الفعلي في عام 2004، بطاقة إنتاجية أولية بلغت 10 آلاف برميل يوميًا، من عدد محدود من الآبار، التي بدأت زيادة أعدادها في عام 2005.

وفي عام 2010، ارتفع حجم إنتاج النفط من حقل الفيل إلى 125 ألفًا و700 برميل يوميًا، قبل أن يرتفع هذا الرقم في وقت لاحق من عام 2014 إلى نحو 130 ألف برميل يوميًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ولكن مع اندلاع أحداث الثورة الليبية، التي أدت لاحقًا إلى موجات من الاقتتال الداخلي، تراجع إنتاج الحقل إلى ما بين 70 و125 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، لا سيما خلال السنوات بين 2015 و2019.

إنتاج النفط في ليبيا

ويذهب معظم إنتاج الحقل النفطي العملاق عبر خطوط الأنابيب إلى مجمع مليتة للنفط والغاز، إذ يؤدي الحقل دورًا مهمًا في دعم اقتصاد الدولة الليبية، لا سيما مع مساعي الدولة إلى زيادة إنتاجها لمستوى 3 ملايين برميل يوميًا بحلول نهاية العقد الحالي.

وفي 20 أبريل/نيسان من العام الماضي 2023، دعم الحقل إنتاج النفط الليبي، بنحو 225 ألف برميل من النفط الخام، بعدما تمكنت الشركة من حفر بئر جديدة، تنتج نحو 7500 برميل يوميًا.

احتياطيات حقل الفيل

تبلغ احتياطيات حقل الفيل النفطي ما يزيد عن 1.2 مليار برميل من النفط الخام، الأمر الذي جعل هذا الحقل هو الأكبر في حوض مرزق، الذي يبعد نحو 750 كيلومترًا جنوب العاصمة الليبية طرابلس.

في الوقت نفسه، تواصل مؤسسة النفط الليبية مساعيها لزيادة هذه الاحتياطيات، من خلال حفر آبار جديدة، كان آخرها في مايو/أيار 2024، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

مؤسسة النفط الليبية
مقرّ مؤسسة النفط الليبية - الصورة من موقعها الإلكتروني

وكانت مؤسسة النفط الليبية قد أعلنت أن شركة مليتة للنفط والغاز تمكنت من حفر بئر جديدة في حقل الفيل النفطي، تبلغ قدرتها الإنتاجية نحو 5 آلاف و56 برميلًا من النفط الخام يوميًا، تضاف إلى الطاقة الإنتاجية الحالية للحقل، البالغة نحو 70 ألف برميل يوميًا.

تاريخ أزمات حقل الفيل

في أبريل/نيسان 2015، أغلقت السلطات الليبية حقل الفيل، بعد فتحه بمدّة وجيزة، إذ كان مغلقًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، بسبب تعطُّل خط الأنابيب الذي ينقل الإنتاج إلى مجمع مليتة، ولم تُعِد السلطات فتح الحقل إلّا في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، بطاقة إنتاجية 90 ألف برميل يوميًا، انخفاضًا من 130 ألف برميل يوميًا قبل الإغلاق.

ولكن هذا العمل لم يستمر طويلًا، إذ سرعان ما تعرَّض الحقل للإغلاق في مارس/آذار 2016، قبل أن يُعاد إلى الإنتاج مجددًا في ديسمبر/كانون الأول من عام 2016، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

حقل الفيل النفطي في ليبيا
حقل الفيل النفطي في ليبيا - الصورة من موقع شركة مليتة للنفط والغاز

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، سقط الحقل في يد مجموعة مسلحة بعد قصف جوي، ما أدى إلى توقّف ضخ النفط فيه، ونقل جميع الموظفين، بعدما استهدف القصف بوابات الحقل، والمجمّع السكني الخاص بموظفي مؤسسة النفط الليبية.

وواجه الحقل إغلاقات أخرى، أبرزها في ديسمبر/كانون الأأول 2021، عندما أغلقه حرس المنشآت النفطية بالقوة، للمطالبة بتحسين أوضاعهم، وهو ما استمر حتى 11 يناير/كانون الثاني 2022، قبل أن تعيد السلطات الليبية فتحه وضخ الإنتاج منه.

وفي يوليو/تموز 2023، شهد حقل الفيل النفطي في ليبيا احتجاجات قوية أدت إلى إغلاقه، بعد اعتقال حكومة الوفاق الوطني المؤقتة وزيرَ المالية الليبي السابق فرج بومطاري، ما دفع أنصاره وأسرته إلى التظاهر ووقف إنتاج الحقل.

نرشح لكم..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق