بدأت 7 مشروعات هيدروجين أوروبية اتخاذ خطوات حاسمة خلال الربع الأخير من العام الجاري (2024)، فيما يُشير إلى أن العام المقبل قد يحمل آفاقًا أفضل للصناعة.
وكانت الصناعة قد واجهت تحديات جمة على مدار العام الجاري، أدّت إلى إلغاء عدد كبير من المشروعات، وإرجاء قرار الاستثمار النهائي لمشروعات أخرى.
ووفق تحديثات قطاع الهيدروجين العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شهد عام 2024 تراجع شركات طاقة كبرى ذات صلة بالطاقة النظيفة عن تعهداتها ومستهدفاتها لنشر الهيدروجين؛ ما شكل ضربة قاصمة للصناعة.
وعلى العكس من الأداء الضعيف للقطاع، خطت مشروعات وشركات خلال الأشهر الأخيرة خطوات يبدو أنها ستعيد للصناعة رونقها مرة أخرى خلال 2025 والأعوام اللاحقة.
تطورات 7 مشروعات هيدروجين أوروبية
تُشير تطورات 7 مشروعات هيدروجين أوروبية إلى اتجاهها لشغل حيز مهم في خريطة الصناعة الإقليمية والعالمية خلال 2025.
واللافت للنظر في بعض هذه المشروعات أنها دمجت الهيدروجين في عدد من الصناعات، ما يعيد للأذهان إمكان نشر تقنيات الطاقة النظيفة.
وحملت غالبية المشروعات الـ7 قاسمًا مشتركًا فيما بينها، سواء بتأمينها قدر ملائم من التمويل، أو تلقي دعم تنظيمي من الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا التقرير، تستعرض منصة الطاقة تطورات هذه المشروعات خلال الأشهر القليلة الأخيرة، والخطط المرتقب استكمالها خلال العام المقبل.
1) مشروع مادوكوا باور تو إكس "البرتغال - هولندا":
يشكل تحالف مادوكوا باور تو إكس (MadoquaPower2X) إحدى أبرز خطوات 7 مشروعات هيدروجين أوروبية لإنقاذ الصناعة، العام المقبل.
ويتألف الاتحاد من: شركة "مادكوا رينيوابلز" البرتغالية، وشركة "باور تو إكس" الهولندية، وشركة كوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز الدنماركية.
ويستعد التحالف لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول نهاية العام المقبل (2025)، بعدما وقّع مؤخرًا مذكرة تفاهم مع مواني: سينس البرتغالي، وروترادم الهولندي، ودويسبورت الألماني.
وتنظم مذكرة التفاهم تطوير ممر الهيدروجين الأخضر، بما يعزز صادرات الهيدروجين ومشتقاته وثاني أكسيد الكربون.
وتغطي المذكرة استثمارات بقيمة 500 مليون يورو (525 مليون دولار أميركي)، بعدما نجحت المرحلة الأولى من المشروع (بقدرة 500 ميغاواط) في تأمين تمويل بقيمة 245 مليون يورو من بنك الهيدروجين الأوروبي.
وبجانب ذلك، يطور التحالف مشروع هيدروجين في هولندا بقدرة 1.2 غيغاواط، لإنتاج الوقود النظيف والأمونيا الخضراء.
2) حزمة تمويل "إينوفا" - النرويج:
يتبع صندوق إينوفا (Enova Fund) وزارة المناخ والبيئة النرويجية، ويهدف لتسريع وتيرة خفض الانبعاثات.
وقرر "إينوفا" دعم مشروعات إنتاج الهيدروجين بوصفه وقودًا داعمًا للصناعة البحرية، بقيمة تتجاوز 777 مليون كرونة نرويجية (69 مليون دولار أميركي).
(الكرونة النرويجية = 0.089 دولارًا أميركيًا)
ويمول الصندوق 5 مشروعات صغيرة تقع على ساحل النرويج؛ ما يعزز سلسلة قيمة هيدروجين قوية في مجال وقود النقل البحري المستدام.
وتعادل قدرة التحليل الكهربائي للمشروعات 120 ميغاواط، بإنتاج يصل إلى 40 طنًا يوميًا من الهيدروجين، بما يسهم في تجنب 200 ألف طن سنويًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
3) مشروع ميثافيرت للميثانول المتجدد - فرنسا:
تدعم فرنسا مشروع ميثافيرت (Methavert) الذي يستهدف إنتاج 200 ألف طن سنويًا من الميثانول المتجدد لخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل البحري، وهو أحد 7 مشروعات هيدروجين أوروبية أحرزت خطوات مهمة.
وتدعم شركة "قير Qair" الفرنسية للطاقة المتجددة مشروع الميثانول الأخضر بنحو 500 مليون يورو (524 مليون دولار أميركي)، ويقع "ميثافيرت" في نطاق مشروعات تتمتع بدعم الحكومة الفرنسية.
وكانت باريس قد خصصت قطعة أرض تتسع لتطوير 3 مشروعات في مدينة "لوهافر"، ومن المقرر أن ينتج مشروعان منهما الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.
4) مشروع فيلهلمسهافن - ألمانيا:
تطور شركة "يونيبر" مشروع فيلهلمسهافن في ألمانيا، وهو مشروع لتحويل منشأة محطة كهرباء كانت تعمل بالفحم إلى مركز ينتج الطاقة المتجددة، ويستقبل واردات الأمونيا.
وكان المشروع قد بدأ مراحل الهندسة الأولية في أكتوبر/تشرين الأول 2024، ومن المقرر أن تزود شركة "إلكتريك هيدروجين" المرحلة الأولى للمشروع (المستهدفة بحلول 2028) بمحلل كهربائي بقدرة 200 ميغاواط.
ومن المأمول أن ينتج المركز -الذي تعمل محللاته الكهربائية بالرياح- هيدروجينًا خاليًا من الكربون لتعزيز قطاعات: (الكيماويات، وصناعة الصلب، والنقل) بالإمدادات.
وتغذي محطة الأمونيا الملحقة بالمشروع شبكة الهيدروجين الألمانية بالإمدادات اللازمة.
ويُخطط لأن تصل قدرة التحليل الكهربائي للمشروع بحلول 2030 إلى 1 غيغاواط، في حين تمتع المشروع بدعم من الاتحاد الأوروبي بوصفه مشروعًا ذا منفعة مشتركة.
5) مشروع مصفاة لاميد - فرنسا:
تتولى شركة إير ليكيد الفرنسية للغازات تطوير وتشغيل مرافق إنتاج الهيدروجين في مصفاة الوقود الحيوي التابعة لشركة توتال إنرجي "لاميد"، بما يتوافق مع أهداف الأخيرة باستعمال هيدروجين نظيف خالٍ من الكربون في مصافيها الأوروبية، بحلول 2030.
ويستهدف المشروع إنتاج الهيدروجين عبر احتجاز الكربون -المنتج من وحدة معالجة الميثان بالبخار- وتخزينه، ومن المتوقع أن يدخل حيز التشغيل بحلول عام 2028.
وتوجه توتال إنرجي الهيدروجين المنتج من المشروع (بمعدل 25 ألف طن سنويًا) إلى إنتاج أنواع وقود مستدامة، مثل: الديزل الحيوي ووقود الطائرات المستدام، مع الاستفادة من مخلفات التكرير في المصفاة بإعادة تدويرها.
وتضخ الشركتان الفرنسيتان في مشروع إنتاج الهيدروجين بمخلفات التكرير في مصفاة "لاميد" للوقود الحيوي، استثمارات تصل إلى 150 مليون يورو (157.5 مليون دولار أميركي).
6) مشروع نارفيك للأمونيا - ألمانيا/النرويج:
تطور شركة "ستاتكرافت" النرويجية مشروع محطة "نارفيك" لإنتاج الأمونيا الخضراء بقدرة 600 ميغاواط، والذي يتوقع إنتاجه 450 ألف طن سنويًا من الأمونيا.
ومؤخرًا، وقعت شركة آكر هورايزونز النرويجية اتفاقًا أوليًا مع شركة "في إن جي"، وبموجب الاتفاق تستورد الشركتان الأمونيا من مشروع "نارفيك" بمعدل 150 ألف طن سنويًا، بدءًا من عام 2029.
وبموجب الصفقة، تزود شركة "في إن جي" المستهلكين في ألمانيا بالهيدروجين والأمونيا من محطة "نارفيك" النرويجية؛ ما يعزز إنتاج وتوزيع الوقود النظيف ومشتقاته كأحد أبرز 7 مشروعات هيدروجين أوروبية يجري تطويرها حاليًا.
7) مشروع غرين روت - ألمانيا:
تطور ألمانيا مشروع "غرين روت Green Root" بقدرة تحليل كهربائي تصل إلى 500 ميغاواط.
ويهدف المشروع -الواقع وسط أكبر الاقتصادات الأوروبية- إلى دعم خفض الصناعات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتعزيز تطوير سوق الهيدروجين الألمانية عبر تغذية شبكة الوقود النظيف في البلاد بالإمدادات.
ومن المقرر الانتهاء من المشروع بحلول عامي 2026 و2027، وقد يدخل حيز التشغيل بحلول عام 2029.
وتسعى الشركات المطورة للمشروع إلى تأمين مشترين للهيدروجين عبر صفقات توريد، ومن بينها المشتري المحتمل "إس كيه دبليو بيستريتز SKW Piesteritz".
موضوعات متعلقة..
- خطة بريطانية لتنفيذ مشروعات هيدروجين بقيمة 13 مليار دولار
- أكبر 10 مشروعات هيدروجين أخضر يترقّبها العالم.. نصفها عربية
- التحول من الغاز إلى الهيدروجين يواجه عدة تحديات.. هل تتبدّد طموحات أوروبا؟
اقرأ أيضًا..
- اليوم العالمي للّغة العربية.. هذه لغة الطّاقة.. ميزان واقتصاد
- وكالة الطاقة الدولية تعلن توقعاتها لذروة الطلب على الفحم
- حقل الشاهين النفطي.. قصة 15 مليار برميل تطورها قطر للطاقة
المصادر:
