التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

صناعة وقود الطيران المستدام في كوريا الجنوبية تترقّب انطلاقة كبرى (تقرير)

أكبر دولة مصدرة لوقود الطائرات التقليدية في العالم

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • وقود الطيران المستدام أحد أنواع الوقود الحيوي البديلة لنظيره الأحفوري
  • يُستخلص من الزيوت والشحون والدهون ونفايات الطعام والطحالب وغيرها
  • صناعة الطيران مسؤولة عن 2 إلى 3% من الانبعاثات الكربونية العالمية
  • كوريا الجنوبية لديها أنظمة متقدمة جدًا في تدوير النفايات بنسبة 86%
  • أنظمة التدوير المتقدمة تفتح فرصًا هائلة للوقود المستدام في كوريا

تشهد صناعة وقود الطيران المستدام في كوريا الجنوبية تطورات متسارعة خلال الآونة الأخيرة على مستوى السياسات والبرامج الداعمة، وسط توقعات طموحة بتحول البلاد إلى مركز لإنتاجه وتصديره عالميًا.

وتمتلك كوريا الجنوبية إمكانات هائلة لتعزيز إنتاج هذا الوقود عبر الاستفادة من نظام إعادة التدوير المتقدم لديها؛ ما قد ينطوي على فرص اقتصادية وبيئية هائلة للبلاد، بحسب تقرير حديث اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وأقرّت كوريا الجنوبية في أغسطس/آب الماضي برنامجًا إلزاميًا يقضي بمزج وقود الطيران المستدام بنسبة 1% في جميع الرحلات الجوية الدولية المغادرة من البلاد بحلول عام 2027.

ويأتي هذا البرنامج في إطار خطة الحكومة لخفض انبعاثات قطاع الطيران المسؤول عن 2 إلى 3% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم.

طرق إنتاج وقود الطيران المستدام وعيوبها

يُستخلص وقود الطيران المستدام من المواد الخام البديلة مثل الدهون والزيوت والشحوم والنفايات الصلبة ونفايات الطعام والطحالب والكائنات الحية الضوئية في أعماق البحار.

ويوفّر هذا الوقود بديلًا سريعًا لإزالة الكربون من قطاع الطيران، إذ يتطلّب تعديلات بسيطة على الطائرات والبنية التحتية التي تسمح -حاليًا- بمزجه مع الوقود التقليدي بنسبة تصل إلى 50%.

وعلى الرغم من فوائد وقود الطيران المستدام على مستوى البيئة، فإنه يواجه تحديات توافر المواد الخام المحدودة، وتكاليف الإنتاج المرتفعة التي تفوق الوقود الأحفوري بمرتين أو 5 مرات، بحسب التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.

شاحنات تنقل وقود الطيران المستدام إلى المطارات
شاحنات تنقل وقود الطيران المستدام إلى المطارات - الصورة من Neste

كما يواجه هذا الوقود قيودًا تقنية في إنتاجه، إذ تعتمد الطريقة الإنتاجية السائدة على مواد خام ذات معروض ضعيف في العالم، وأبرزها زيت الطهي المستعمل والدهون الحيوانية.

وتؤدّي ندرة المواد الخام وعدم القدرة على تحمل التكاليف إلى تحول بعض المصنّعين إلى إنتاجه بطرق أخرى أرخص تعتمد على مواد خام نباتية ذات وفرة مثل فول الصويا وزيت النخيل.

ورغم أن هذه الطريقة قد تساعد في دعم صناعة وقود الطيران المستدام بكميات أكبر في العالم، لكنها تتعرّض لانتقادات بيئية من منظور آخر يركز على مخاوف الاستدامة وإزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي.

كما يخشى آخرون من تأثيرات هذه الطريقة الإنتاجية في استهلاك المياه ومنافستها للمحاصيل الغذائية، بالإضافة إلى زيادة انبعاثات استعمال الأراضي التي قد تتجاوز تأثيرات الوقود الأحفوري.

بالإضافة إلى ذلك، لا تحقّق جميع الطرق الإنتاجية الدرجة نفسها من خفض الكربون، إذ لا تزال بعض الطرق ذات بصمة كربونية أعلى من غيرها.

لماذا تمتلك كوريا الجنوبية فرصة أكبر؟

تستفيد صناعة وقود الطيران المستدام في كوريا الجنوبية من وجود نظام إعادة تدوير متقدم جدًا داخل البلاد قادر على تدوير النفايات بنسبة تصل إلى 86%؛ ما جعلها تُصنّف في المرتبة الثانية بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في هذا المجال.

ويمثّل هذا المستوى المتقدم لنظام التدوير فرصة هائلة أمام إنتاج وقود الطيران المستدام بكميات كبيرة مع امتلاك سلسلة توريد خاصة بها خلافًا لدول أخرى، بحسب تحليل معهد اقتصادات الطاقة.

وتُصنّف كوريا الجنوبية -حاليًا- بوصفها أكبر مصدر لوقود الطائرات التقليدي عالميًا بمبيعات وصلت إلى 92 مليون برميل عام 2023، أو ما يمثّل 4% من تجارة وقود الطائرات العالمية.

كما تشكل المنتجات النفطية في البلاد، بما في ذلك وقود الطائرات، قرابة 9% من إجمالي الصادرات السنوية لكوريا الجنوبية في التصنيف الثالث بعد صادرات الرقائق الإلكترونية والسيارات.

على الجانب الآخر، تسجل صناعة الطيران الكورية كثافة كربونية عالية جدًا، إذ تُصنّف الخطوط الجوية الكورية ضمن أكبر الشركات من حيث الكثافة الكربونية على مستوى البلاد.

وتخطط الحكومة الكورية لإدخال تغييرات تدريجية على نظام الوقود المستعمل في قطاع الطيران ضمن خطط خفض الانبعاثات والوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050.

إحدى طائرات الخطوط الجوية الكورية
إحدى طائرات الخطوط الجوية الكورية - الصورة من Asian aviation

توقعات وقود الطيران المستدام العالمية

من المتوقع ارتفاع عدد الركاب في قطاع الطيران إلى 10 مليارات راكب على مستوى العالم بحلول عام 2050؛ ما قد يؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بمعدل سنوي مركب يبلغ 13%، ليصل الإجمالي إلى 21.2 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، بحسب تقديرات اتحاد النقل الجوي الدولي.

ورغم ذلك، لم تدرج صناعة الطيران ضمن اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، بسبب تعقد الصناعة وتضارب المصالح بين عديد من البلدان والشركات وأصحاب المصلحة، ما أدى إلى استبعادها وتأخر جهود إزالة الكربون منها.

وتحتاج صناعة وقود الطيران المستدام في العالم إلى إنتاج 449 مليار لتر بحلول عام 2050، لتحقيق الحياد الكربوني في القطاع؛ ما يتطلّب معدل نمو سنوي مركب بنسبة 17.5% مقارنة بمستواه الحالي.

ويتوقع معهد اقتصادات الطاقة ارتفاع القيمة السوقية لهذا الوقود من 0.6 مليار دولار عام 2022 إلى 45 مليار دولار عام 2030، بزيادة تقارب 75 ضعفًا.

ويستند هذا التقدير المتفائل للغاية إلى الآثار المتوقعة من تشديد اللوائح العالمية للانبعاثات في قطاع الطيران واتجاه الدول الكبرى لطرح تفويضات أكبر لمزج الوقود المستدام؛ ما سيؤدي إلى استمرار الطلب عليه خلال السنوات المقبلة.

ملخص:

إنتاج وقود الطيران المستدام في كوريا الجنوبية يمتلك فرصًا هائلة للنمو خلال السنوات المقبلة، استنادًا إلى أنظمة تدوير النفايات المتقدمة فيها التي تصل معدلاتها إلى 86%، وتُصنّف ضمن الأفضل أداءً في العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تحليل فرص صناعة وقود الطيران المستدام في كوريا الجنوبية من معهد اقتصادات الطاقة.
  2. توقعات الطلب على الطيران بحلول عام 2050 من اتحاد النقل الجوي الدولي.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق