ترمب يُنعش استثمارات الهيدروجين الأزرق في أميركا (تحليل)
أسماء السعداوي
يترقّب قطاع الهيدروجين الأزرق في أميركا تطورات إيجابية خلال العام المقبل (2025) بدعم من عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني.
وعلى النقيض من سابقه جو بايدن، وعد ترمب بدعم حظر الرياح البحرية وزيادة التنقيب عن النفط والغاز وعدم التضحية بثروة بلاده مقابل "أحلام وطواحين الهواء" وخدعة الاحتباس الحراري الصينية.
ويُنظر إلى الهيدروجين الأزرق بوصفه بديلًا أقل تلويثًا من مصادر الوقود الأحفوري لإزالة الكربون من قطاعات صعبة الكهربة مباشرة مثل النقل.
وفي المقابل، سيواجه الهيدروجين الأخضر معوقات كبرى فضلًا عن تضاؤل حجم الفرص؛ إذ ستستمر تحديات تنظيمية ومالية مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج من بين أخرى.
وبحسب موسوعة مفاهيم الطاقة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يُنتج الهيدروجين الأزرق من الغاز الأحفوري مع استعمال تقنيات احتجاز الكربون، أما الهيدروجين الأخضر فيستعمل أجهزة التحليل الكهربائي التي تعمل بالطاقة المتجددة.
إنتاج الهيدروجين الأزرق في أميركا 2025
تشير تقديرات شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي (Wood Mackenzie) إلى توقعات متفائلة بجذب قطاع الهيدروجين الأزرق في أميركا لاستثمارات قوية خلال العام الجديد وأن تصبح الولايات أكبر منتجي الهيدروجين في العالم.
ومن المتوقع وصول 3 مشروعات كبرى بإجمالي قدرات إنتاج 1.5 مليون طن سنويًا إلى مرحلة اتخاذ قرار الاستثمار النهائي.
ويقول التقرير بعنوان: "الهيدروجين: 5 أمور لرصدها في 2025" إن التطورات السياسية ولاسيما وصول الرئيس دونالد ترمب إلى السلطة ستعزز توجه السوق الأميركية نحو الهيدروجين الأزرق المفضل لشركات النفط والغاز.
وستكون القدرات الجديدة لإنتاج الهيدروجين الأزرق في أميركا أكبر من الهيدروجين الأخضر بمقدار 10 مرات، بحسب التحليل.
وخلال العام الماضي (2023)، تصدّرت منطقة أميركا الشمالية كبار منتجي الهيدروجين الأزرق في العالم بإجمالي ألفين و91 كيلو طن.
وجاءت منطقة آسيا المحيط الهادي في المركز الثاني بألف و929 كيلو طن ثم الشرق الأوسط 621.9 كيلو طن وأوروبا 44.1 كيلو طن.
وإجمالًا، كانت إنتاج الهيدروجين الأزرق عالميًا أكبر من الأخضر بإجمالي 4 آلاف و684 كيلوطن مقابل 147.6 كيلو طن فقط، مع حلول أميركا الشمالية بالمركز الثاني بعد آسيا المحيط الهادئ.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الطاقة الإنتاجية للهيدروجين الأزرق عالميًا خلال 10 سنوات:
استثمارات الهيدروجين الأزرق في أميركا
ستعزز مشروعات الهيدروجين الأزرق المتوقع اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأنها في 2025 مكانة أميركا الرائدة عالميًا.
وحاليًا، تحتضن أميركا على أراضيها مشروعات هيدروجين أزرق تخطت مرحلة اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بأكثر من أي دولة أخرى بالعالم.
وسيعزز النمو المستقبلي التوقعات باستمرار دعم القطاع ماليًا من قِبل الحوافز الضريبية التي يقدمها قانون خفض التضخم الذي أقره الرئيس المنتهية ولايته جون بايدن في 2022.
وبموجب ذلك، سيحصل منتجو الهيدروجين الأزرق على 85 دولارًا عن كل طن، فضلًا عن "الدعم القوي" من قطاع النفط والغاز.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، تتصدر الولايات المتحدة قائمة أكبر منتجي الغاز الطبيعي ومصدري الغاز المسال عالميًا.
وبحسب وود ماكنزي: "سيساعد هذا الدعم الجدوى المالية لمشروعات الهيدروجين الأزرق ويعزز الاستهلاك المحلي ويحافظ على مكانة أميركا المميزة في سوق التصدير مع ارتفاع الطلب في أسواق من بينها اليابان وأوروبا".
ومن المتوقع ارتفاع حجم سوق الهيدروجين الأزرق من 20.4 مليار دولار في العام الماضي (2023) إلى 64.98 مليار دولار في 2033.
وتفصيليًا، ثمة توقعات بأن تحصد أميركا الشمالية ولا سيما الولايات المتحدة ثم كندا الجزء الأكبر من كعكة سوق الهيدروجين الأزرق بدعم من وفرة موارد الغاز اللازم للإنتاج وتوافر مرافق البنية الأساسية.
ويُنتج الهيدروجين الأزرق من خلال عملية الإصلاح البخاري؛ حيث يُمزج الغاز الطبيعي بالماء الساخن لتوليد البخار، وعلى عكس الهيدروجين الرمادي تُستعمل تقنية احتجاز الكربون ثم تخزينه أو استعماله للأغراض الصناعية أو تخزينه تحت الأرض.
الهيدروجين الأخضر في أميركا
تزيد تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر مقارنة بالأنواع الأخرى بسبب ارتفاع تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة، فضلًا عن أن تشغيل أجهزة التحليل الكهربائي كثيف استهلاك الكهرباء وتحوم حول كفاءتها التكنولوجية الشكوك.
وفي هذا السياق، تتوقع شركة وود ماكنزي أن يواجه تطوير مشروعات جديدة بقطاع الهيدروجين الأخضر معوقات كبرى خلال العام المقبل (2025).
ورغم التوقعات باستمرار دفع المشروعات بقدرة 1 غيغاواط أو أكثر قدمًا؛ فإنه سيصل مشروع واحد على الأقل بقدرة تزيد على 1 غيغاواط إلى قرار الاستثمار النهائي (مقارنة بـ3 في حالة الهيدروجين الأزرق).
وحتى هذا الوقت من العام، تجاوزت مشروعات هيدروجين أخضر بقدرة 16 غيغاواط مرحلة قرار الاستثمار النهائي لكن الطريق لن يكون مفروشًا بالورود، في ظل تحديات تأمين اتفاقيات الشراء وتجاوز تعقيدات البيئة التنظيمية وتوافر الإعانات الحكومية الحاسمة.
موضوعات متعلقة..
- مفارقة.. إنتاج الهيدروجين الأزرق يستلزم تطوير البنية التحتية للوقود الأحفوري (تقرير)
- رسالة من أرامكو: الهيدروجين الأزرق السبيل إلى مجتمع محايد كربونيًا
- الهيدروجين الأزرق في أميركا يواجه انتقادات.. ليس نظيفًا ولا منخفض الكربون
اقرأ أيضًا..
- قائمة صادرات الطاقة الروسية تشهد ظهورًا نادرًا لمصر.. ماذا استوردت؟
- الاستثمار في أنظمة البطاريات قد يصبح مجديًا دون دعم حكومي (تقرير)
- حقول النفط في سوريا.. واقع مأزوم واحتياطيات هائلة تنتظر حلولًا
- هل تصمد سلاسل توريد الرقائق الإلكترونية في وجه تغير المناخ وندرة المياه؟
المصادر:
1- توقعات وود ماكنزي لاستثمارات الهيدروجين الأزرق والأخضر في أميركا خلال 2025