رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

أول مشروع لإنتاج الوقود الاصطناعي بالهيدروجين يقترب من بدء التشغيل

دينا قدري

أحرز أول مشروع لإنتاج الوقود الاصطناعي بالهيدروجين الأخضر، تقدمًا جديدًا مع وصول المعدات اللازمة لبدء التشغيل، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأعلنت شركة إتش آي إف غلوبال (HIF Global)، الرائدة عالميًا في مجال الوقود الاصطناعي، وصول أول وحدة لالتقاط الهواء المباشر (DAC) إلى تشيلي.

وتسعى الشركة إلى دمج هذه التقنية المبتكرة التي تسمح باستخلاص ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الغلاف الجوي، مع الهيدروجين الأخضر لإنتاج البنزين الاصطناعي في مصنعها "هارو أوني" في تشيلي.

ومع إضافة وحدة التقاط الهواء المباشر، سيكون المصنع قادرًا على التقاط 600 طن من ثاني أكسيد الكربون من الهواء سنويًا، وهو مكون أساسي لإنتاج الوقود الاصطناعي.

مشروع إنتاج الوقود الاصطناعي بالهيدروجين

وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يقع مصنع "هارو أوني"، الذي سيشهد أول مشروع لإنتاج الوقود الاصطناعي بالهيدروجين الأخضر، في أقصى جنوب منطقة ماغالانيس في تشيلي.

ووصلت الأجزاء الأولى من المعدات إلى تشيلي من هامبورغ في ألمانيا، ومن المقرر أن يكتمل التجميع خلال الربع الأول من عام 2025.

ويُنتج الهيدروجين الأخضر في الموقع من جهاز التحليل الكهربائي لغشاء تبادل البروتون التابع لشركة سيمنس (Siemens)، الذي يعمل بمحرك رياح من شركة سيمنس غاميسا (Siemens Gamesa) بقوة 3.4 ميغاواط، قبل دمجه مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج الميثانول، ثم معالجته بشكل أكبر في البنزين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إتش آي إف لاتام (HIF Latam) فيكتور توربو: "لقد أثبتنا أنه يمكننا إنتاج الوقود بقوة الرياح في ماغالانيس".

وشدد على أن "القدرة على تطوير وتثبيت وحدة التقاط الهواء المباشر هذه في إتش آي إف هارو أوني هي قفزة كبيرة في الابتكار، مع حل تكنولوجي فعّال وسهل الوصول إليه".

وتابع: "هذه الخطوة تسمح لنا بمواصلة التقدم في البدائل المستدامة لمكافحة تغير المناخ مع الشعور بالحاجة الملحة".

تقنية التقاط الهواء المباشر

تعمل تقنية التقاط الهواء المباشر بفضل نظام معياري يستخلص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، باستعمال مواد متخصصة لامتصاصه.

ويُخزن ثاني أكسيد الكربون الملتقط في شكل نقي، ويُمكن استعماله بوصفه مادة خامًا لإنشاء وقود اصطناعي، مثل الميثانول الاصطناعي للسفن، أو البنزين الاصطناعي للسيارات، أو الوقود الحيوي للطائرات.

بالإضافة إلى ذلك، تمتص هذه التكنولوجيا الرطوبة الجوية التي يُمكن استخراج الماء منها لعملية إنتاج الوقود الاصطناعي.

وكان من المفترض في الأصل توفير تقنية التقاط الهواء المباشر من قِبل شركة غلوبال ترموستات (Global Thermostat)، ولكنها طُوِّرَت بدلًا من ذلك داخليًا من قِبل "إتش آي إف غلوبال" وشركائها في المشروع بورشه (Porsche) وفولكسفاغن (Volkswagen) ومان إنرجي سولوشنز (MAN Energy Solutions).

أول مشروع لإنتاج الوقود الاصطناعي بالهيدروجين
مصنع "هارو أوني" في تشيلي - الصورة من الموقع الرسمي لشركة "إتش آي إف غلوبال"

وبينما أُعلِن المشروع في الأصل على أنه يستعمل التقاط الهواء المباشر، إلا أنه في الواقع ينتج وقودًا اصطناعيًا باستعمال ثاني أكسيد الكربون الحيوي من مصنع جعة قريب منذ بدء التشغيل في عام 2022.

يُذكر أن شركة "إتش آي إف" شحنت أول لترات من البنزين الاصطناعي من مصنع "هارو أوني" إلى بورشه في نهاية عام 2022؛ إلا أنها لم تكشف عن علاوة هذه الأحجام، والتي اقترح المحللون أنها قد تصل إلى 100 ضعف سعر البنزين الأحفوري، وفق ما نقلته منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).

مشروع آخر لإنتاج الوقود الاصطناعي

في سياقٍ متصل، تطوّر شركة "إتش آي إف غلوبال" مشروعًا آخر لإنتاج الوقود الاصطناعي؛ إذ وقعت في سبتمبر/أيلول المنصرم، عقد حجز أرض مع ميناء أكو، أحد المواني الرئيسة في البرازيل، لتطوير منشأة لإنتاج ما يصل إلى 800 ألف طن سنويًا من الميثانول الاصطناعي.

وبموجب عقد حجز الأرض الذي أُضفِيَ الطابع الرسمي عليه في حفل أقيم خلال معرض الطاقة في ريو دي جانيرو، تحتفظ "إتش آي إف غلوبال" بمساحة كبيرة داخل مجمع ميناء أكو لتطوير منشأة الميثانول الاصطناعي الخاصة بها.

وسيوفر الميناء الدعم في العديد من الجوانب المتعلقة بتطوير مشروع "إتش آي إف"، وفق ما جاء في بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة إتش آي إف غلوبال، سيزار نورتون: "لقد كنا ندير أول منشأة للوقود الاصطناعي في العالم لأكثر من عام في جنوب تشيلي؛ ما يثبت أن الوقود الاصطناعي هو حل حقيقي وملموس لمكافحة تغير المناخ الآن".

وأضاف: "سيكون ميناء أكو ركيزة أساسية في بناء مستقبل مستدام، ونحن متحمسون للعمل معًا على أول تطوير لشركة إتش آي إف غلوبال في البرازيل".

وقد حصل ميناء أكو، الواقع في ولاية ريو دي جانيرو، على الترخيص البيئي الأولي لتطوير مركز للهيدروجين ومشتقاته؛ ويبرز الميناء بوصفه مركزًا لوجستيًا وصناعيًا مهمًا، ويضع نفسه الآن بوصفه لاعبًا في قطاع الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تطورات أول مشروع لإنتاج الوقود الاصطناعي بالهيدروجين الأخضر من منصة "هيدروجين إنسايت".
  2. وصول معدات التقاط الهواء المباشر لإنتاج الوقود الاصطناعي من الموقع الرسمي لشركة "إتش آي إف غلوبال".
  3. مشروع آخر لإنتاج الوقود الاصطناعي في البرازيل من الموقع الرسمي للشركة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق