انبعاثات تطبيق تيك توك قد تتخطى ما تصدره اليونان (تقرير)
يوتيوب في المرتبة الثانية
نوار صبح
- انبعاثات تطبيق تيك توك تُعد الأكثر غموضًا بين منصات التواصل الاجتماعي
- شركات التواصل الاجتماعي الأخرى تعهّدت بتشغيل مراكز بياناتها بالطاقة النظيفة
- منصة تيك توك تعهّدت بأن تصبح محايدة كربونيًا بحلول عام 2030
قد تتخطى انبعاثات تطبيق تيك توك، المعني بنشر مقاطع الفيديو القصيرة على شبكة الإنترنت، ما تطلقه دولة اليونان الأوروبية ومنصات تواصل اجتماعي شهيرة أخرى.
ومن المتوقع أن تكون البصمة الكربونية السنوية لتطبيق تيك توك أكبر من اليونان؛ إذ يولّد المستهلك العادي غازات دفيئة تعادل قيادة لمسافة 123 ميلًا (197.94 كيلومترًا) إضافية في سيارة تعمل بالبنزين سنويًا، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتقدّر تقديرات "غرينلي" Greenly، وهي شركة استشارية لحساب الكربون، مقرها باريس، انبعاثات تطبيق تيك توك لعام 2023 في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بنحو 7.6 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون أعلى من تلك المرتبطة بموقعي "إكس" و"سناب تشات" في المنطقة نفسها.
ويبلغ عدد مستعملي تطبيق تيك توك مليار شخص حول العالم، وقد حددت نتائج شركة غرينلي بصمته الكربونية أعلى بقليل من بصمة تطبيق إنستغرام، على الرغم من أن إنستغرام لديه ما يقرب من ضعف قاعدة مستعملي تيك توك.
تداعيات الإدمان على مشاهدة منصة تيك توك
يكمن السبب وراء ارتفاع البصمة الكربونية في الإدمان على مشاهدة منصة تيك توك، إذ يقضي مستعمل تطبيق إنستغرام في المتوسط 30.6 دقيقة على التطبيق يوميًا.
وفي الوقت نفسه، يقضي مستعمل تيك توك في المتوسط 45.5 دقيقة في المتابعة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة غرينلي، أليكسيس نورماند، أنه "جرى بناء الخوارزمية بأكملها حول تضخيم مشاهدات مقاطع الفيديو".
وأوضح أن "الإدمان له عواقب من حيث تحفيز الناس على توليد المزيد من البصمة الكربونية على أساس فردي".
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا تشكل ما يقل قليلًا عن 15% من قاعدة مستعملي تيك توك العالمية، فإن انبعاثات تطبيق تيك توك الإجمالية من المرجح أن تبلغ نحو 50 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
ونظرًا إلى أن حسابات مركز البيانات هذه لا تشمل مصادر أخرى أصغر لانبعاثات منصة تيك توك، مثل الانبعاثات المرتبطة بمساحات المكاتب وتنقل الموظفين، فمن المحتمل أن يكون هذا تقديرًا أقل من الواقع.
تجدر الإشارة إلى أن انبعاثات الكربون السنوية في اليونان لعام 2023 بلغت 51.67 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
في المقابل، فإن مستعملي تيك توك لديهم ثاني أعلى انبعاثات لكل دقيقة من الاستعمال على وسائل التواصل الاجتماعي وفقًا لتحليل شركة "غرينلي"، بعد يوتيوب مباشرة.
وتحرق دقيقة واحدة على منصة تيك توك 2.921 غرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، في المتوسط، في حين تحرق دقيقة واحدة على موقع "يوتيوب" 2.923 غرامًا، وتحرق دقيقة واحدة على تطبيق إنستغرام 2.912 غرامًا.
متوسط انبعاثات تطبيق تيك توك
بسبب الكم الهائل من المحتوى على المنصة، بالإضافة إلى متوسط أوقات تمرير المقاطع الأطول، فإن مستعملي تيك توك لديهم أعلى انبعاثات سنوية.
ويحرق مستعمل تيك توك المتوسط 48.49 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون على التطبيق في عام واحد، وفقًا لتحليل "غرينلي".
وفي المرتبة الثانية يأتي يوتيوب الذي يحرق مستعمله في المتوسط 40.17 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ويحرق مستعملو إنستغرام 32.52 كيلوغرامًا فقط من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
ووفقًا لوكالة حماية البيئة الأميركية، يُعد هذا هو الفرق بين قيادة سيارة تعمل بالبنزين لمسافة 123 ميلًا (197.94 كيلومترًا) (تيك توك)، و102 ميل (يوتيوب)، و82.8 ميلًا (133.25 كيلومترًا) (إنستغرام).
وفحصت دراسة شركة "غرينلي" البصمة الكربونية المرتبطة بكل مستعمل في الدقيقة من خلال دمج الانبعاثات المرتبطة بمراكز البيانات، التي شكّلت نحو 99% من البصمة، والانبعاثات المرتبطة بشحن الأجهزة بعد استعمال المنصات.
انبعاثات منصات التواصل الاجتماعي
تُعد انبعاثات تطبيق تيك توك الأكثر غموضًا بين منصات التواصل الاجتماعي، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
من ناحيتها، تصدر شركات التقنية العملاقة مثل "ميتا" Meta و"غوغل" Google تقارير مفصلة لمشروع الكشف عن الكربون سنويًا، حتى إنها تنشر نتائجها على مواقعها على الإنترنت، في حين لا تتوافر بيانات انبعاثات تطبيق تيك توك للجمهور.
وتعهدت شركات التواصل الاجتماعي الأخرى التي تبلغ عن انبعاثات عالية جدًا، بتشغيل مراكز البيانات لديها بالطاقة النظيفة.
وأظهر تحقيق أجرته صحيفة الغارديان أن 4 من أكبر 5 شركات تقنية كانت تستعمل أرصدة الطاقة المتجددة (Recs) لتقليل بيانات انبعاثاتها بنحو 662%.
وتعهدت منصة تيك توك بأن تصبح محايدة كربونيًا بحلول عام 2030، إذ توجد لدى الشركة خطة تُسمى "مشروع كلوفر"، نُفذت في عام 2023، وهي مكلفة بتحقيق هذا الهدف مع تعزيز أمان البيانات بوجه عام.
في هذا الإطار، جرى بناء مركز بيانات متجدد واحد فقط حتى الآن، وهو عبارة عن منشأة بقيمة 12 مليار يورو (12.60 مليار دولار) في النرويج تعمل بالطاقة المتجددة بنسبة 100%.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في أميركا.. لماذا أصبحت الخيار المفضّل لشركات مراكز البيانات؟
- طلب مراكز البيانات ينعش مرافق الكهرباء الأميركية.. أبرز اتفاقيات 2024
- الطاقة النووية في أميركا.. لماذا أصبحت الخيار المفضّل لشركات مراكز البيانات؟
اقرأ أيضًا..
- الغاز في سوريا.. أنس الحجي يكشف مصير 4 خطوط أنابيب
- تمديد تخفيضات أوبك+ الطوعية وتوقعات أسعار النفط.. 6 خبراء يتحدثون
- تكاليف الطاقة المتجددة ليست أرخص 10 مرات كما يروّج الغرب (دراسة)
المصادر:
"البصمة الكربونية السنوية لتطبيق تيك توك ربما تكون أكبر من اليونان"، من الغارديان البريطانية.