صادرات أفريقيا من النفط والغاز المسال.. ما أبرز الدول المستوردة؟
نوار صبح
تعكس صادرات أفريقيا من النفط والغاز المسال شراكاتها الاقتصادية ونفوذها الإستراتيجي، بسبب الطلب على هذه السلع في مناطق عديدة في العالم.
وتؤدي القارة السمراء دورًا محوريًا في مشهد الطاقة العالمي؛ إذ تزوّد الأسواق العالمية بكميات كبيرة من النفط والغاز المسال، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي ظل التحولات في مجال الطاقة والأحداث الجيوسياسية ومتطلبات السوق المتطورة، تقدم صادرات أفريقيا من النفط والغاز المسال رؤى قيمة حول دورها المهم جغرافيًا واقتصاديًا.
ونذكر فيما يلي الأسواق الرئيسة لصادرات أفريقيا من النفط والغاز المسال، ما يوفّر لمحة عامة عن تدفقات التجارة الحالية والاتجاهات الأساسية التي تشكّل مسارها المستقبلي.
الصين
تظل الصين أكبر شريك تجاري للقارة السوداء، إذ تشتري كميات ضخمة من صادرات أفريقيا من النفط والغاز المسال، إذ تتجه نحو 20% من صادرات المنطقة إلى البلاد، ويمثّل النفط نحو 40% من هذه الصادرات.
وكانت أنغولا ونيجيريا، تاريخيًا، من أبرز المصدرين لتلبية الطلب المرتفع على الطاقة في الصين، إذ تتلقى الأخيرة أكثر من 70% من صادرات أنغولا النفطية، ما يجعلها أكبر مستورد للنفط في البلاد.
ويرجح المحللون أن يظل الطلب الصيني على صادرات أفريقيا من النفط والغاز المسال قويًا، بسبب اعتمادها على مصادر متنوعة لضمان أمن الطاقة وتغذية نموها الاقتصادي.
من ناحية ثانية، فإن تحول الصين نحو مصادر الطاقة النظيفة قد يقلّل تدريجيًا من واردات النفط، مع زيادة واردات الغاز المسال من الموردين الأفارقة.
الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي
كانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خصوصًا فرنسا وإسبانيا وهولندا، من كبار متلقي صادرات أفريقيا من النفط والغاز المسال.
وبعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، كثّف الاتحاد الأوروبي جهوده للحد من اعتماده على مصادر الطاقة الروسية، والتحول إلى دول أفريقية مثل الجزائر ونيجيريا للحصول على الغاز المسال، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وفي أغسطس/آب 2024، صُدّرت 37% من شحنات الغاز المسال من غرب أفريقيا إلى أوروبا، وذلك بسبب انخفاض تكاليف الشحن وانخفاض أسعار العقود المرتبطة بالنفط إلى القارة الأوروبية.
على صعيد آخر، فإن تخلي الاتحاد الأوروبي عن الطاقة الروسية والتركيز على الحد من الانبعاثات يجعلان الغاز المسال الأفريقي جذابًا إلى حد كبير، وتُعد الجزائر وحدها ثالث أكبر مورد للغاز الطبيعي للاتحاد.
ويمكن للاستثمارات في البنية التحتية للغاز المسال وشراكات الطاقة المتجددة أن تعمّق علاقات الطاقة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي على مدى العقد المقبل.
الهند
تحتل الهند مرتبة مهمة بين أكبر مشتري صادرات أفريقيا من النفط، وفي الربع الأول من عام 2024، صدّرت نيجيريا وحدها ما يقرب من 770 مليون دولار من النفط إلى الهند، وهو ما يمثّل 67% من إجمالي صادراتها إلى الهند.
وتعتمد شبه القارة الهندية بصفة كبيرة على درجات الخام النيجيرية الخفيفة الحلوة، بسبب محتواها المنخفض من الكبريت وملاءمتها لإنتاج وقود أنظف.
وبالنظر إلى تزايد عدد سكانها واحتياجاتها من الطاقة، من المتوقع أن تستمر الهند في استيراد كميات كبيرة من صادرات أفريقيا من النفط، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتهدف جهود البلاد لتنويع إمداداتها من الطاقة وتأمينها -بما في ذلك الاستثمارات المحتملة في البنية التحتية للطاقة في أفريقيا- إلى تعزيز هذه العلاقة.
تركيا
على الرغم من أن تركيا كانت تستمد نفطها وغازها تاريخيًا من مزيج من الإنتاج المحلي والواردات الدولية من العراق وروسيا وأذربيجان، فإن البلاد تبرز بصفتها مشتريًا أساسيًا لصادرات أفريقيا من النفط والغاز.
في عام 2023، مدّدت تركيا عقد توريد الغاز مع الجزائر لمدة 3 سنوات؛ إذ اشترت 4.4 مليار متر مكعب من الغاز المسال سنويًا.
ويشير الموقع الإستراتيجي لتركيا ورغبتها في أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة إلى تزايد وارداتها من الغاز والنفط الأفريقي.
من جهة أخرى، يمكن لاتفاقيات الطاقة القوية مع المصدرين الأفارقة، خصوصًا الغاز المسال، أن تؤدي دورًا رئيسًا في ديناميكيات الطاقة الإقليمية.
البرازيل
أصبحت البرازيل سوقًا متنامية للنفط الأفريقي، خصوصًا من المنتجين في غرب أفريقيا، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.
وفي عام 2023، استوردت البلاد ما قيمته 658 مليون دولار من النفط من أنغولا، وهو ما يمثّل ما يقرب من 90% من إجمالي وارداتها من أنغولا.
وعلى الرغم من أن البرازيل تُعد، حاليًا، تاسع أكبر منتج للنفط على مستوى العالم بنحو 3.3 مليون برميل يوميًا، تسعى البلاد إلى تنويع مصادر الطاقة وزيادة احتياطياتها الوطنية وسط سلاسل التوريد المتقلبة.
في المقابل، تبدو علاقات البرازيل مع مصدري النفط الأفارقة على استعداد للنمو المطرد، حيث تستكشف المنطقتان تعزيز أنشطة التجارة بين بلدان الجنوب.
موضوعات متعلقة..
- صادرات أفريقيا من الهيدروجين الأخضر قد تصل إلى 11 مليون طن سنويًا
- انخفاض صادرات الفحم في جنوب أفريقيا إلى أدنى مستوى منذ 29 عامًا
- مشروع غاز جديد في أفريقيا تكلفته الاستثمارية 750 مليون دولار
اقرأ أيضًا..
- مناجم اليورانيوم الخاملة في تكساس.. سلاح أميركا لتحريك قطاع الطاقة النووية
- بطاريات البروتون تشهد طفرة جديدة قد تنهي الاعتماد على الليثيوم أيون
- إضافات الطاقة المتجددة في أميركا اللاتينية قد تبلغ ذروتها خلال 2024
المصادر: