إعادة تدوير البطاريات في أوروبا تواجه عدة تحديات.. ما علاقة مبيعات السيارات الكهربائية؟
نوار صبح
- دعوة إلى تقديم إعانات حكومية لتحفيز إعادة تدوير بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات
- اقتصادات إعادة تدوير بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات لا تعمل حاليًا في أوروبا
- إدخال ملوثات أكبر في آلة التقطيع يؤثر في قيمة الكتلة السوداء عند بيعها
تواجه سلسلة توريد إعادة تدوير البطاريات في أوروبا عدة صعوبات، في مقدمتها نقص المواد، وتراجع الاستثمارات، والغموض المتعلق بالجوانب التنظيمية.
وتعاني شركات إعادة تدوير البطاريات في الاتحاد الأوروبي تباطؤ نمو السوق، ونقص المواد المتاحة لإعادة التدوير، وفي بعض الأحيان وجود فائض في القدرة الإنتاجية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبالنظر إلى انخفاض أسعار الكوبالت والنيكل، وتباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية والتحديات التي تواجه مشروعات المصانع العملاقة الأخيرة، تشهد سلسلة توريد إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون الأوروبية ظروفًا صعبة.
في هذا الإطار، ناقش المشاركون في "مؤتمر إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون في الاتحاد الأوروبي وآسيا" الذي عُقد بمدينة لاهاي في الفترة من 25 إلى 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بعض التحديات الرئيسة التي تواجه بناء سلسلة توريد أوروبية محلية.
استثمارات إعادة تدوير البطاريات في أوروبا
اتّفق المشاركون في "مؤتمر إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون في الاتحاد الأوروبي وآسيا"، على أن سياسات الاتحاد الأوروبي الحالية ليست كافية لإغراء اللاعبين الراسخين في مجال المعادن ذوي الموازنات العمومية الكبيرة للاستثمار بشكل أعمق في سلسلة توريد إعادة تدوير البطاريات الناشئة في المنطقة.
وتؤكد الصعوبات الأخيرة -مثل إعلان شركة نورث فولت (Northvolt) السويدية لصناعة البطاريات إفلاسها بموجب الفصل الـ11من القانون الأميركي- التحديات التي تواجه سلسلة توريد البطاريات في أوروبا.
وعلى الرغم من دعم مصنعي المعدات الأصلية لتطوير سلسلة توريد البطاريات، فإن السياسات والتمويل المتاح من الاتحاد الأوروبي يبدو مهيئًا لجذب الشركات الناشئة.
على سبيل المثال، استحوذت شركة جلينكور Glencore على حصة أكبر في شركة إعادة تدوير البطاريات لي-سايكل النرويجية Li-Cycle.
ولم يحدث ذلك إلا بعد أن واجهت الشركة الناشئة صعوبات في سعيها لتطوير عملياتها الأوروبية والأميركية بصورة مستقلة، بما في ذلك مركز معالجة الكتلة السوداء (ناتج مواد البطارية النشطة) الرائد في مدينة روتشستر بولاية نيويورك.
من ناحيته، أبلغ المدير الإداري لشركة هوايو ريسايكلينغ Huayou Recycling في أوروبا وأميركا الشمالية، وي تشانغ، المندوبين في المؤتمر أن هذا قد يتغيّر عند نجاح الشركة الناشئة.
في أواخر عام 2023، دخلت شركة هوايو ريسايكلينغ، التابعة لشركة هوايو كوبالت Huayou Cobalt، في شراكة مع شركة توزيرو Tozero الألمانية الناشئة لتوريد نفايات البطاريات من بطاريات السيارات الكهربائية منتهية الصلاحية وخردة إنتاج البطاريات.
وتبني شركة هوايو كوبالت Huayou Cobalt حاليًا أول مصنع أوروبي لإنتاج المواد النشطة الكاثودية عالية النيكل في المجر.
السيارات الكهربائية
قال المدير الإداري لعمليات إعادة التدوير الأوروبية لشركة "إس كيه تي إي إس" (SK TES) نيلز شتاينبريشر: "إن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى ما يعادل قانون خفض التضخم الأميركي، ويحتاج إلى دعم إنشاء سوق السيارات الكهربائية، إذ يصعب القيام باستثمارات ضخمة بمئات الملايين دون ضمانات".
وأكد أنه "ليس من الواضح حتى ما يمكن أن تكون عليه كيمياء البطاريات السائدة في غضون 5-10 سنوات".
ودعا المدير الإداري لشركة "سونغ إيل هاي تك يوروب" SungEel Hi Tech Europe التي استثمرت في مرافق إعادة تدوير البطاريات في أوروبا في كل من المجر وبولندا، بارك سو تشول، إلى تقديم إعانات حكومية لتحفيز إعادة تدوير بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات.
وأوضح بارك أن اقتصادات إعادة تدوير بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات لا تعمل حاليًا في أوروبا، وسط انخفاض العرض نسبيًا لخردة إنتاج بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات وحجم نهاية العمر، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف العمالة والطاقة.
بدورها، أدت أسعار الكوبالت والنيكل المنخفضة إلى الضغط على أسعار "الكتلة السوداء" الأوروبية الأكثر انتشارًا من النيكل والكوبالت.
ارتفاع التكاليف ومخاوف التصميم
قال المشاركون في السوق إن ارتفاع تكاليف العمالة والتشريعات البيئية والسلامة الأكثر صرامة في أوروبا مقارنة بآسيا يعدان عاملًا رئيسًا في جعل الخطوة الإضافية المتمثلة في تفكيك البطاريات كبيرة الحجم، قبل التقطيع، غير اقتصادية بالنسبة إلى المعيدين بالتدوير.
ويؤثر هذا في جودة الكتلة السوداء المنتجة، إذ يتم إدخال ملوثات أكبر في آلة التقطيع، مما يؤثر في قيمة الكتلة السوداء عند بيعها، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتسمح تكاليف العمالة المنخفضة والتشريعات البيئية والسلامة الأكثر مرونة في آسيا لشركات إعادة التدوير بتفكيك حزم البطاريات الكبيرة إلى خلايا قبل التقطيع، ما يعزّز قدرتها التنافسية وجودة الكتلة السوداء التي يمكنها إنتاجها.
من ناحية ثانية، فإن التوجيهات الأكثر وضوحًا فيما يتعلق بفرز البطاريات حسب التركيبة الكيميائية، للشركات التي ترسل البطاريات إلى أخرى تعيد تدويرها، تسمح بكفاءة أكبر من حيث التكلفة لشركات إعادة التدوير، إذ إن البطاريات غير المصنفة ذات التركيبة الكيميائية المختلفة غير مجدية اقتصاديًا.
موضوعات متعلقة..
- إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.. فرصة أوروبا لكسر احتكار الصين
- فشل أول مصنع عملاق لبطاريات السيارات الكهربائية في بريطانيا
- صناعة البطاريات في أوروبا تتلقّى صفعة قوية.. شركة سويدية تعلن إفلاسها
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الشمسية في الأردن.. مختبرات متنقلة لتدريب الشباب على تصميم المحطات وتركيبها
- مصافي النفط الأفريقية تعزز قدراتها وتترقب استثمارات جديدة (تقرير)
- بن قدارة: نزيد إنتاج النفط الليبي بسرعة لهذا السبب.. ونتجه إلى استبدال الغاز بالديزل
المصادر: