تتوالى مساعي إزالة الكربون من قطاع النقل في الهند ضمن استراتيجية تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، والوفاء بالالتزامات المناخية، وعلى رأسها اتفاق باريس 2015.
وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن قطاع النقل هو ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ويشكّل نسبة 23% عالميًا.
لكن الزيادة في تعداد السكان بالتزامن مع نمو إجمالي الناتج المحلي أثمرت ارتفاعًا كبيرًا في كثافة انبعاثات قطاع النقل الذي تزايَد عليه الطلب، وخاصة الوسائل الملوّثة مثل النقل البري.
وفي هذا الصدد، أشارت تقديرات دراسة حديثة إلى تضاعُف عدد مركبات الركاب والشحن بمقدار 4.6 و6.5 مرات بحلول العام المالي 2070-2071، في مقابل نمو ضعيف للمركبات العاملة بالوقود النظيف، وهو ما يمثّل "تحديًا كبيرًا" لهدف الحياد الكربوني في الهند.
مركبات البنزين والديزل
سلّطت الدراسة -التي حملت عنوان "الطريق إلى تحول الطاقة في قطاع النقل في الهند"، وأجراها مركز أبحاث الطاقة والموارد (TERI)- الضوء على استمرار الدور المهيمن لمصادر الوقود الأحفوري، ومن ثم ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في قطاع النقل، بالتزامن مع تضاعف الطلب.
وتفصيليًا، من المتوقع زيادة عدد مركبات الركاب من 193 مليونًا من عام 2019-2020 إلى 69 مليونًا، كما سينمو الطلب على نقل البضائع برًا بمقدار 15 مرة خلال المدة نفسها.
وسينعكس استمرار نمو إجمالي الناتج المحلي وتعداد السكان في صورة زيادة بمقدار 4 مرات في الطلب على نقل الركاب، و12 مرة في الطلب على نقل البضائع بين عامي 2019-2020 و2070-2071.
ومن المتوقع أن ينمو الطلب على الوقود الأحفوري بقطاع النقل، ليتراوح بين 188 و206 مليون طن من النفط المكافئ بحلول عام 2070-2071.
وعلى نحو خاص، سينمو الطلب على البنزين بين 34 مليون طن من النفط المكافئ في 2019-2020، و133 مليون طن من النفط المكافئ في 2050-2051.
وسيقفز الطلب على الديزل من 65 مليون طن من النفط المكافئ في 2019-2020 إلى 146 مليون طن من النفط المكافئ في 2030-2031، ثم إلى 337 مليون طن من النفط المكافئ في 2050-2051، و411 مليون طن من النفط المكافئ في 2070-2071.
النقل في الهند
بناءً على التقديرات السابقة، يتوقع مركز الطاقة والموارد تضاعف انبعاثات غازات الدفيئة 3 مرات من 391 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في 2019-2020 إلى ألف و130 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في 2070-2071.
وتاريخيًا، تضاعف استهلاك الديزل عالي السرعة 2.4 مرات، والبنزين 7 مرّات بين عامي 1997-1998 و2022-2023.
كما تضاعفت حصة قطاع النقل في الهند بإجمالي الاستهلاك النهائي للطاقة من 11% إلى 16% بين عامي 200 و2021.
ويستعمل القطاع 80% تقريبًا من الديزل عالي السرعة في الهند، و99% من استهلاك البنزين.
دور الغاز الطبيعي
لم ينكر التقرير نمو المركبات العاملة بالوقود البديل الأقل تلويثًا عدّة مرّات، وفي أكثر السيناريوهات طموحًا، فإن الطلب على الوقود الأحفوري لن يبدأ بالتراجع إلّا في 2050-2051، ليكون دون المستوى المتوقع في 2030-2031.
وبدءًا من عام 2070-2071، من المتوقع أن يحلّ الغاز الطبيعي الأحفوري -أيضًا- بديلًا للبنزين والديزل بقطاع النقل في الهند.
وهنا، يقول مركز الطاقة والموارد، إنه في أكثر السيناريوهات طموحًا سيتراوح الطلب على الغاز الطبيعي لأغراض النقل بين 99 و157 مليون طن من النفط المكافئ، في مقابل 262 مليون طن من النفط المكافئ هي حجم الطلب المتوقع على الكهرباء والهيدروجين في قطاع النقل بحلول عام 2070-2071.
وعلى نحو خاص، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الغاز الطبيعي لأغراض نقل البضائع بأكثر من 60% بحلول عام 2070-2071.
توصيات مهمة
يبدو أنه لا مفرّ من ارتفاع الطلب على قطاع النقل بالهند في ضوء تزايد احتياجات السكان والاتجاه للحياة الحضرية، لكن تحقيق المعضلة الثلاثية (الإتاحة والاستدامة البيئية مع تحقيق أمن الطاقة) يبدو تحديًا صعبًا، وفي هذا الصدد قدّم معدّو الدراسة التوصيات أدناه:
- على الفاعلين بالحكومة والقطاع الخاص الدفع إلى زيادة اعتماد مصادر أقل تلويثًا من البنزين والديزل بوسائل النقل في الهند.
- تحسين كفاءة استهلاك الوقود ومزجه بالمصادر الحيوية
- استكشاف إمكان استعمال الطاقة الشمسية على الأسطح لشحن المركبات الكهربائية لتقليل الاعتماد على شبكة الكهرباء التي يعمل معظمها بالوقود الأحفوري، ومن ثم خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
- لزيادة انتشار المركبات الكهربائية، يجب تحقيق توسّع ضخم في شبكة الشحن وتقليل مدة الشحن دون التأثير سلبًا في كفاءة البطارية.
- يمكن استعمال السكك الحديدية بوصفها بديلًا عمليًا وأقل تلويثًا؛ كونها نجحت في جهود الكهربة بنسبة أكثر من 90%.
- في قطاع نقل البضائع، يمكن اللجوء إلى النقل البحري الذي من المتوقع أن ينمو بمقدار 1.7 مرات في 2030-2031 مقارنة بعام 2021-2022.
- يمكن استعمال الهيدروجين الرمادي منخفض التكلفة في البداية، ثم الهيدروجين الأزرق فيما بعدّ وصولًا إلى الهيدروجين الأخضر.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين:
موضوعات متعلقة..
- قطاع النقل في الهند يتحول إلى الغاز المسال.. هل يتأثر الطلب على النفط؟
- المركبات الكهربائية الهندية تتأهب لـ"غزو آسيا".. فرص واعدة تحتاج 1.3 تريليون دولار (تقرير)
- الطلب على الوقود في الهند يصعد لأعلى مستوى خلال 7 أشهر
اقرأ أيضًا..
- قطر للطاقة تزود الصين بصفقة غاز مسال ضخمة
- أكبر حقول الغاز في العالم.. حقلان عربيان بقائمة الـ10 (تقرير)
- أول محطة طاقة نووية في العالم.. ماذا تعرف عنها؟
- انبعاثات الغاز المسال.. تقرير يحرّض على 3 دول عربية وأفريقية
المصادر:
تقرير عن الدراسة على موقع مركز الطاقة والموارد
تقرير عن محتوى الدراسة من مجلة فورتشن إنديا