أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

أنس الحجي: ترمب يستعد لفرض عقوبات على "غازبروم".. وأوروبا ستتصدى له

أحمد بدر

يبدو أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب في طريقه إلى تطبيق عقوبات جديدة، خاصة على بنك غازبروم الروسي، وهو تطور يقلق أوروبا، إذ سيؤثّر بشكل كبير في أمنها الطاقي.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن موضوع العقوبات على بنك غازبروم سيتطور بشكل كبير، وقد يكون هناك ضغط أوروبي لمنعه.

وقال، إن هذه الخطوة من جانب ترمب تهدد أمن الطاقة في أوروبا، التي لا تملك أيّ بديل على الإطلاق الآن للغاز الروسي، وقد يكون في المستقبل هناك بديل، ولكن الآن لا يوجد هذا البديل.

وأضاف: "من المضحك الآن وجود خلاف بين شركة أوه إم في النمساوية وشركة غاز بروم الروسية، وسبب هذا الخلاف أنه في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، قرّر بوتين قطع الإمدادات عن بعض الدول الأوروبية إلّا اذا دفعت بالروبل".

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، تحت عنوان "قضايا نفطية.. ترمب وأوبك+ وإيران والاكتشافات الجديدة في مصر".

رفض الدول الأوروبية الدفع بالروبل

قال الدكتور أنس الحجي، إنه بعد رفض الدول الأوروبية الدفع بالروبل، أو لم تستطع، قطع بوتين عنها الإمدادات، فانقطع الغاز الروسي عن النمسا، وارتفعت أسعار الغاز، وحققت الشركة خسائر كبيرة، فحرّكت دعوى ضد شركة غازبروم في محكمة نمساوية، وكسبتها خلال الأسبوع الماضي.

وتابع: "قررت المحكمة تغريم شركة غازبروم بمقدار 250 مليون يورو لصالح شركة أوه إم في النمساوية، فقامت الأخيرة بالضغط على غازبروم، إمّا أن تدفع المبلغ أو لن تشتري منها، فاستبقت الشركة الروسية الأحداث، وقطعت الغاز عن النمسا".

محطة ضغط الغاز التابعة لشركة غازبروم بمنطقة أوست لوغا في روسيا
محطة ضغط الغاز التابعة لشركة غازبروم بمنطقة أوست لوغا في روسيا – الصورة من بلومبرغ

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن الغريب في الأمر أن الغاز الروسي يصل إلى النمسا في كل الحالات، لأن هناك خطوط أنابيب أخرى تذهب إلى بعض دول أوروبا، التي تبيع الغاز إلى "أوه إم في" النمساوية، لذلك فإن النمسا تحصل على الغاز الروسي، ولكن بسعر أعلى.

ولفت إلى أن هذه مشكلة أوروبا منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، فهي تشتري الغاز الروسي بسعر أعلى، وتشتري النفط الروسي المكرر من الهند والصين والدول الأخرى بأسعارها، لذلك ليس هناك بديل إطلاقًا في الوقت الحالي، حتى الغاز المسال الأميركي لن يعوض الغاز الروسي.

وتابع: "سيكون هناك في المستقبل -ربما بعد 2028- غاز قطري وغيره، ولكن السؤال الذي يُطرح الآن، وهذا من ضمن المستجدات: لقد وعد ترمب بإنهاء الحرب في أوكرانيا، فماذا سيحدث بعد ذلك للنفط والغاز الروسيين؟".

وأردف: "الأسئلة كثيرة في هذا المجال، والاحتمالات أيضًا كثيرة، ولكن الشيء الواضح لنا الآن -والحديث هنا بصيغة الجمع لأنني أتكلم عنّي وعن زملائي- أن أيّ حكومة أميركية -بغضّ النظر عن من هو في البيت الأبيض ترمب أو غيره- لن تسمح لروسيا بالتوسع في مجال الغاز المسال".

دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - الصورة من بلومبرغ

ومن ثم، وفق الدكتور أنس الحجي، فإن العقوبات التي تستهدف معامل ومحطات الغاز المسال وعمليات إنشاء المحطات الجديدة ستستمر، وقد تُصبح أكثر قوة عن ذي قبل، والحديث ليس عن صادرات الغاز المسال الروسية، بل عن بناء عمليات إنشاء معامل الغاز المسال.

مشروع "أركتيك إل إن جي 2"

أشار الدكتور أنس الحجي إلى ما حدث لمشروع "أركتيك إل إن جي 2"، الواقع في شمال روسيا، الذي شددت الولايات المتحدة العقوبات عليه، لدرجة أن هذه العقوبات تشمل الجميع في الوقت الحالي، حتى حلفاء أميركا، وذلك لمنع تطويره.

وتسبَّب ذلك بالطبع في توقُّف المشروع، إذ إنه متوقف تمامًا منذ نحو 3 أسابيع، ولا تجري أيّ أعمال فيه، لذلك من الواضح الآن أن الولايات المتحدة لن تسمح لروسيا بأن تتوسع في مجال الغاز المسال، سواء كان ترمب في الحكم أو أيّ شخص أخر.

محطة الغاز المسال الروسية أركتيك 2
محطة الغاز المسال الروسية أركتيك 2 - الصورة من شركة نوفاتيك

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن العقوبات تفرض على روسيا وضعًا معينًا، بحيث لا يكون أمامها سوى خيارين، أنابيب الغاز إلى أوروبا، وأنابيب الغاز إلى الصين، وبعض الغاز المسال الموجود حاليًا فقط، وهذه نهاية الأمر.

وأضاف: "أمّا موضوع النمو والتوسع، فسيبقى للأميركيين وللقطريين مستقبلًا، وهذه نهاية الأمر بالنسبة للغاز المسال، أمّا بالنسبة للنفط فالإشكال الآن هو موضوع البحر الأحمر، إذ إن النفط الروسي يمرّ في البحر الأحمر بسلام دون أيّ مشكلات".

وتابع: "الغاز المسال الروسي لا يمرّ في البحر الأحمر، بل إنه يدور حول أفريقيا، والسؤال الآن: لماذا تسمح أميركا للنفط الروسي بأن يمرّ في البحر الأحمر، ولا تسمح للغاز المسال الروسي بالمرور هناك؟".

الغاز المسال الروسي

وأجاب الدكتور أنس الحجي بأن هذا كلّه يؤيد فكرة وجود حرب كبيرة حول الغاز المسال، وتحت هذه الحرب الكبيرة هناك حروب صغيرة منها حرب الغاز، ومن الواضح تمامًا أن الولايات المتحدة لا تريد أن تمر ناقلات الغاز المسال في المنطقة، لأن هذا يضمن لها السيطرة على أسواق الغاز الأوروبية دون أيّ منافس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق