رئيسيةتقارير النفطنفط

أكبر صفقة استحواذ في قطاع المناخ خلال 2024.. ما قصتها؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تتطلع بيبودي إنرجي إلى خفض الانبعاثات من المناجم الـ4
  • أفلست بيبودي إنرجي في عام 2016 بسبب صفقة مموّلة بالديون
  • المناجم الـ4 من بين أكثر المناجم تلويثًا للبيئة في أستراليا
  • غالبية الميثان تنبعث عن المناجم تحت الأرض عبر عمود التهوية
  • تجاوزت قيمة الصفقة 5 مليارات دولار

أنهت شركة تعدين الفحم الأميركية بيبودي إنرجي (Peabody Energy) أكبر صفقة استحواذ في قطاع المناخ خلال 2024، بشرائها 4 من أكثر مناجم الفحم تلويثًا للبيئة في ولاية كوينزلاند الأسترالية، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتتطلع بيبودي إنرجي إلى خفض الانبعاثات من المناجم الـ4 التي اشترتها من شركة أنغلو أميركان (Anglo American) الأسترالية، نظير أكثر من 5 مليارات دولار، عبر استعمال أحدث التقنيات لتقليص انبعاثات الميثان المنطلقة منها.

وستسهم الصفقة في مضاعفة حجم إنتاج فحم الكوك لدى شركة بيبودي 3 مرات، وهي تأتي بعد 13 عامًا من صفقة استحواذها على شركة ماك آرثر كول (MacArthur Coal) للتعدين في كوينزلاند، نظير 4.9 مليار دولار للشراء.

وتسببت صفقة الاستحواذ الكارثية على ماك آرثر كول، والممولة بالديون في عام 2016، في إفلاس الشركة الأميركية.

إزالة الانبعاثات

بعد استحواذها على بعض من أكبر مناجم الفحم في أستراليا، أصبحت بيبودي إنرجي عاملًا حاسمًا في إنجاح الجهود الرامية لإزالة الانبعاثات من قطاع الفحم في كوينزلاند، وفق بيان منشور بالموقع الرسمي للشركة.

وتشمل الصفقة التي ينظر إليها الكثيرون على أنها أكبر صفقة استحواذ في قطاع المناخ خلال 2024، مناجم معدنية كثيفة الانبعاثات مثل مناجم مورانباه نورث (Moranbah North)، وغروسفينور (Grosvenor)، وأكويلا (Aquila)، وكابكول (Capcoal)، بالإضافة إلى منجم داوسون (Dawson).

ويعادل حجم الانبعاثات المنطلقة من تلك المناجم الـ4 أكثر من 4.2 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في عام 2023، ويتجاوز متوسط العمر التشغيلي لها 20 سنة، وفق بيان بيبودي إنرجي.

وفي العام الماضي، أبلغت المناجم المذكورة عن انبعاثات تقلّ عن المستوى المحدد وفق آلية الحماية (Safeguard Mechanism)؛ ما يمثّل قرابة رُبع جميع انبعاثات "النطاق 1" المبلَّغ عنها من مناجم الفحم في كوينزلاند.

وتنطبق آلية الحماية على المنشآت التي ينبعث منها أكثر من 100 آلف طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ سنويًا.

وبدمج المناجم التي تشملها أكبر صفقة استحواذ في قطاع المناخ خلال 2024 مع المناجم الحالية المملوكة لشركة بيبودي، تمثّل الشركة حاليًا أكثر من 28% من انبعاثات قطاع الفحم في كوينزلاند.

كما تبرُز المناجم الـ4 من بين أكثر المناجم كثافة في الانبعاثات الكربونية في أستراليا؛ إذ تزيد الانبعاثات المنطلقة من مناجم كابكول وجروسفينور ومورانباه نورث على 4 أضعاف متوسط انبعاثات غازات الدفيئة في جميع المناجم الأخرى العاملة وفق آلية الحماية في كوينزلاند.

وحتى بعد الاستثمارات الكبيرة في أعمال تصريف المياه التي تسبق أنشطة التعدين من تلك المناجم، ينبعث من تلك المناجم الـ3 المذكورة ما يعادل متوسط 200 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الفحم المُستخرَج، قبل شحنه عالميًا.

وينطلق من منجم مورانباه نورث ما يعادل 350 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الفحم؛ ما يزيد على 5 أضعاف على متوسط الانبعاثات بالنسبة لمناجم الفحم الكبيرة في كوينزلاند العاملة وفق آلية الحماية، حسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

منجم فحم مورانباه نورث في أستراليا
منجم فحم مورانباه نورث في أستراليا - الصورة من Pixabay

انبعاثات مرتفعة.. لماذا؟

تُعزى الانبعاثات المرتفعة المنطلقة من المناجم المذكورة -جزئيًا- إلى طبيعة التعدين تحت الأرض؛ إذ إنه مع زيادة العمق الذي تجري عنده أعمال الحفر، لا سيما في الفحم المعدني عالي الجودة، تنطلق كميات كبيرة من غاز الميثان الذي يتراكم في طبقات الفحم.

وبالنسبة للعديد من المناجم تحت الأرض، فإن أكثر من 90% من حصّتها من انبعاثات "النطاق 1" تأتي من غاز الميثان "الهارب".

ويجعل غاز الميثان "الهارب" مناجم الفحم الأعلى كثافةً من حيث الانبعاثات في أستراليا، بموجب شروط الإبلاغ الحالية عن تلك الانبعاثات.

وينبعث عن المناجم تحت الأرض غالبية غاز الميثان عبر عمود التهوية في المنجم، وهو ما يمكن تقليله بشكل كبير من خلال ضخ الاستثمارات الإستراتيجية في تقنية احتجاز الميثان، قبل التعدين وخلاله، وهو ما تفعله أنغلو أميركان منذ سنوات في مناجم الفحم غروسفينور وكابكول ومورانباه نورث.

منجم فحم غروسفينور في أستراليا
منجم فحم غروسفينور في أستراليا - الصورة من couriermail

استثمارات بـ100 مليون دولار

ضخّت أنغلو أميركان استثمارات تجاوزت 100 مليون دولار سنويًا في إنشاء البنية التحتية لاحتجاز الميثان في عمليات الصرف التي تسبق أنشطة التعدين على مدى السنوات القليلة الماضية، وفق موقع رينيو إيكونومي.

وبناءً عليه، أبلغت الشركة عن احتجاز ما يصل إلى 60% من انبعاثات الميثان خلال العام الماضي (2023).

وتستلزم تلك النتائج الواعدة استثمارات متواصلة؛ إذ إنه دون تلك الاستثمارات ستتخطى الانبعاثات المنطلقة من تلك المناجم مستوياتها الحالية بكثير؛ ما يضع تحديًا صعبًا أمام بيبودي إنرجي عقب صفقة الاستحواذ الأخيرة.

فقبل إنجاز أكبر صفقة استحواذ في قطاع المناخ خلال 2024، كانت شركة أنغلو أميركان تُجري تجارب واسعة النطاق لاستكشاف فرص الحدّ من الانبعاثات المتبقية، عبر تركيب تقنيات لتخفيف الانبعاثات على أعمدة التهوية في المنجم.

ومن المحتمل أن تتمكن تلك التقنية من التقاط ما يصل إلى 80% من انبعاثات غاز الميثان المتبقية في المنجم، وتتراوح تكلفة التقنية المتاحة في السوق بين 30 دولارًا أستراليًا (19دولارًا أميركيًا) و 35 دولارًا أستراليًا (23 دولارًا أميركيًا) للطن.

*(الدولار الأسترالي=0.65 دولارًا أميركيًا).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.تشتمل صفقة بيبودي إنرجي على 4 مناجم كبيرة في أستراليا من موقع الشركة.
2.صفقة المناجم الـ4 هي أكبر صفقة استحواذ في قطاع المناخ خلال 2024 من موقع رينيو إيكونومي.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق