رئيسيةحقول النفط والغازسلايدر الرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل حاسي مسعود أكبر حقل نفط في الجزائر.. اكتشاف عمره 68 عامًا

أحمد بدر

إلى جانب كونه أكبر حقل نفطي في الجزائر، يمثّل حقل حاسي مسعود رقمًا مهمًا في معادلة إنتاج النفط الخام في الدولة الواقعة شمال أفريقيا، بجانب كونه العمود الفقري لقطاع النفط في البلاد، منذ دخوله مرحلة الإنتاج في ستينيات القرن الماضي.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل العملاق يحتوي على النصيب الأكبر من احتياطيات النفط الخام في البلاد، ومن ثم فهو يحتلّ موقعًا مهمًا على خريطة الإنتاج والصادرات في الوقت نفسه.

وتسعى الجزائر إلى زيادة إنتاجها من النفط والغاز، من خلال خطط متتالية لتطوير حقل حاسي مسعود بجانب عدد من الحقول الأخرى، وهو الأمر الذي يضعها في صدارة الدول المنتجة والمصدرة للطاقة.

يشار إلى أن الجزائر ترتبط مع عدد من دول أوروبا باتفاقيات لتصدير الطاقة، لا سيما النفط والغاز والكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة النظيفة، إلّا أن حقل حاسي مسعود يمثّل أهمية خاصة، نظرًا لاحتوائه على النفط والغاز معًا.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)؛ إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

أكبر حقل نفط في الجزائر

يعود تاريخ اكتشاف أكبر حقل نفط في الجزائري "حاسي مسعود" إلى عام 1956، إذ توصلت الدولة إلى اكتشاف النفط في الحقل بحوض واد ميا (Oued Mya Basin)، على بعد نحو 650 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة الجزائر.

وتزامنَ اكتشاف هذا الحقل العملاق، الذي تملكه وتديره شركة سوناطراك، مع اكتشافات جزائرية مهمة أخرى، إذ توصلت البلاد في العام نفسه إلى اكتشاف تجاري للنفط في حقل إجيله، ثم اكتشاف أخر للغاز الطبيعي في حقل حاسي الرمل، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

حقل حاسي مسعود أكبر حقل نفط في الجزائر
حقل حاسي مسعود- الصورة من وكالة الأنباء الجزائرية

وبعد عامين من اكتشاف حقل حاسي مسعود، خرج الإنتاج الأول في عام 1958، بينما بدأ إنتاج الغاز الطبيعي المصاحب من الحقل نفسه في عام 1970، واستعملت السلطات هذا الغاز لتحسين إنتاج النفط من خلال إعادة ضخّه في الحقل.

ويمثّل الحقل النفطي نحو 19% من إجمالي إنتاج النفط في الجزائر، التي تمتلك أكبر مساحة في قارة أفريقيا، وبين دول منظمة أوبك، إذ تبلغ مساحتها الإجمالية ما يصل إلى 2.382 مليون كيلومتر مربع.

وبفضل هذا الحقل النفطي، ارتفع إنتاج الجزائر من النفط الخام إلى نحو 911 ألف برميل يوميًا في عام 2021، مقابل 899 ألف برميل يوميًا، وفق التقرير السنوي لمنظمة أوبك، إلّا أن إنتاجها منخفض في الوقت الحالي، نظرًا لتطبيقها الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار 51 ألف برميل يوميًا.

احتياطيات حقل حاسي مسعود

تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل حاسي مسعود الجزائري، تبلغ نحو 3.9 مليار برميل، بالإضافة إلى نحو 2.4 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وفق تقديرات "أكسفورد بيزنس غروب".

ويمثّل هذا الرقم نسبة مهمة وكبيرة من احتياطيات النفط الخام الإجمالية في الجزائرية، والتي قُدّرت حتى عام 2022 بنحو 12.2 مليار برميل، أي إن احتياطيات الحقل تمثّل نحو 32% تقريبًا من احتياطيات البلاد، بحسب بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

إنتاج النفط والغاز في الجزائر

واستنفد الحقل النفطي ما يصل إلى 79% من احتياطياته القابلة للاستخراج، وهو ما يجعل احتياطياته المتبقية في الوقت الحالي تشكّل نحو 0.53% من إجمالي الاحتياطيات المتبقية لإنتاج النفط على مستوى العالم.

وبالنسبة إلى الإنتاج في حقل حاسي مسعود، فيبلغ في الوقت الحالي نحو 470 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، وهو رقم قريب من حجم إنتاجه في عام 1970، الذي كان قد سجل نحو 500 ألف برميل يوميًا، بحسب تقديرات شركة الأبحاث "وود ماكنزي".

يشار إلى أن إنتاج الحقل كان قد بلغ ذروته في عام 1977 عند 719.52 ألف برميل من النفط الخام والمكثفات يوميًا.

تطوير حقل حاسي مسعود

تعمل شركة سوناطراك على تطوير حقل حاسي مسعود بهدف زيادة حجم إنتاجه الإجمالي، بما يلبي جزءًا مهمًا من احتياجات البلاد الداخلية، والحاجة إلى الوفاء بعقود التصدير، التي وقّعتها الجزائر مع عدد من الدول في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.

وكانت الشركة قد وقّعت في عام 2014 عقدًا بقيمة 618 مليون دولار، لبناء وحدة لضغط الغاز بسعة 24 مليون متر مكعب يوميًا، بالإضافة إلى شبكة أنابيب بطول 180 كيلومترًا لحقن الغاز في الحقل، للحفاظ على إنتاج النفط.

سوناطراك
مقرّ شركة سوناطراك- الصورة من موقعها الإلكتروني

وإلى جانب هذا العقد الموقّع مع شركة البناء والهندسة الهندية دودسال، وضعت سوناطراك في عام 2016، خططًا لتعزيز إنتاج النفط والغاز في الحقل، وذلك ردّ فعل على حالة الكساد التي ضربت البلاد مع انهيار أسعار النفط العالمية قبل عامين في 2014.

وكانت الجزائر قد خفضت إنتاج حقل حاسي مسعود في عام 2017، إلى 430 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، وذلك ضمن اتفاق أوبك لخفض الإنتاج، بعد تأسيس المنظمة لتحالف أوبك+، في خطوة استهدفت ضمان استقرار السوق.

يشار إلى أن شركة سوناطراك كانت قد أطلقت في 2021 عمليات بناء مصفاة حاسي مسعودي لتكرير النفط الخام، باستثمارات بلغت في حينها نحو 3.68 مليار دولار، وذلك بسعة مخططة 110 آلاف برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الحاسي متواجد في الجنوب واغلب عماله من جهات اخرى لان المعريفة و اللغة الفرنسية مخلاو ولاو حطمو ابناء الجنوب بعقلية هاذي ديرونا حل متخلوناش نعودو نديرو فحوايج اخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق