سيناريو تحرير أسعار الوقود في مصر.. ومفاوضات قد تحمل نبأ سارًا (خاص)
أحمد بدر
تسعى مصر إلى اتخاذ خطوات جادة فيما يخص ملف زيادة أسعار الوقود، إذ تواصل الحكومة جهودها لتمديد مهلة تحرير الأسعار بالكامل لمدة عام إضافي.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لأسعار البنزين والديزل في الدول العربية، فإن حكومة القاهرة كانت قد أعلنت خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول (2024) زيادة الأسعار بنسب تراوحت بين 8% و17% لأنواع المشتقات النفطية المختلفة.
وفي بيانها الذي أعلنت فيه زيادة أسعار الوقود في مصر، في 18 أكتوبر/تشرين الأول، قالت وزارة البترول والثروة المعدنية، إن هناك عددًا من الإجراءات قد جرى اتخاذه لتقليل جزء من الفجوة، وتصحيح أسعار المشتقات النفطية.
وأعلنت الوزارة أن لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية، ستُؤجل جلستها المقبلة لتكون بعد 6 أشهر، أي في مطلع شهر مارس/آذار المقبل 2025، وليس في موعدها الذي كان مقررًا في مطلع يناير/كانون الثاني من العام المقبل.
تحرير أسعار الوقود في مصر
حول ملف تحرير أسعار الوقود في مصر، قالت مصادر مطلعة، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن الحكومة تعمل على وضع سيناريو جديد، وهو ما يضمن تخفيف الأعباء عن المواطنين.
وأوضحت المصادر، أن الحكومة ستتفاوض مع صندوق النقد على تأجيل التحرير الكامل لأسعار الوقود إلى نهاية عام 2026 على الأقل، وليس 2025، على أن تكون هناك زيادات تدريجية كل 3 أو 6 أشهر، بدءًا من مارس/آذار المقبل، مؤكدة أن أسعار الوقود ستزيد بنسب تتراوح بين 10 و15%.
ويتناغم هذا الاتجاه مع التصريحات التي أدلى بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بشأن مطالبة الحكومة بمراجعة برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي.
وقال الرئيس السيسي خلال أحد اللقاءات: "لا بد من مراجعة برنامجنا للإصلاح الاقتصادي مع صندوق النقد إذا كان سيضع الناس تحت ضغط غير محتمل"، موضحًا أن الهدف من ذلك هو عدم تحميل المواطنين المزيد من الأعباء.
وبناء على بيان وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، وبعدها تصريحات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، فإن الزيادة الحالية لأسعار الوقود سيستمر العمل بها لمدة 6 أشهر وليس 3 أشهر فقط.
وأكد رئيس الوزراء أن الزيادة القادمة في أسعار البنزين والديزل والغاز الطبيعي للسيارات ستكون في شهر مارس/آذار 2025، وهو ما يتناسب مع توجهات القاهرة لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
أسعار الوقود في مصر
في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024، تحرّكت أسعار الوقود في مصر، بنسب تراوحت بين 10% و13.3% للبنزين، في حين زاد سعر السولار "الديزل"، والكيروسين بنسبة تصل إلى 17.4%، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وجاءت الزيادة الأخيرة قبل أيام من إجراء صندوق النقد الدولي المراجعة الرابعة لبرنامج قرض بقيمة 8 مليارات دولار سبق أن طلبته القاهرة، وهي المراجعة التي تأجلت إلى مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدلًا من أول سبتمبر/أيلول الماضي.
ويصل المبلغ المرتبط بهذه المراجعة إلى نحو 1.3 مليار دولار، وهو ما دفع القاهرة إلى إعلان الزيادة الجديدة في أسعار الوقود، لتكون المرة الثالثة التي تتحرك فيها الأسعار خلال العام الجاري 2024، بعد تحريكها في مارس/آذار، وفي يوليو/تموز الماضيين.
وجاءت أسعار الوقود في مصر بعد تحريكها على النحو الآتي:
- رفع سعر لتر بنزين 80 إلى 13.75 جنيهًا، بزيادة 12.4%.
- رفع سعر لتر بنزين 92 إلى 15.25 جنيهًا، بزيادة 10.9%.
- رفع سعر لتر بنزين 95 إلى 17 جنيهًا بزيادة 13.3%.
- رفع سعر لتر السولار (الديزل) إلى 13.5 جنيهًا، بزيادة 17.4%.
- رفع سعر لتر الكيروسين إلى 13.5 جنيهًا، بزيادة 17.4%.
- رفع سعر طن المازوت الصناعي إلى 9 آلاف و500 جنيه، بنسبة زيادة 11.7%.
- رفع سعر غاز السيارات إلى 7 جنيهات لكل متر مكعب بنسبة زيادة 7.7%.
(دولار أميركي = 48.70 جنيهًا).
موضوعات متعلقة..
- أسعار الوقود في مصر ترتفع 17%
- رفع أسعار الوقود في مصر 15%.. ما علاقة صندوق النقد الدولي؟
- أسعار الوقود في مصر حتى نهاية 2024 (خاص)
اقرأ أيضًا..
- مشاهد مرعبة.. انفجار سيارة كهربائية واشتعال النيران في أحد المنازل البريطانية (فيديو وصور)
- وزير الطاقة السعودي: لا نعرف المستحيل وهذه خطتنا لإنتاج النفط وتصدير الهيدروجين
- اكتشاف غاز ومكثفات على يد توتال إنرجي.. وتطور يخص المغرب
- أول دولة عربية تنتج الصلب باستعمال الهيدروجين الأخضر
التعاون مع "هواوي" الصينية مختصون وصفوها بـ"التجارب الفاشلة".. الكهرباء المصرية تلجأ للعدادات الذكية ويأس شعبي من حلّ الأزمة وإهدار مستمر لأموال الكهرباء
تصدرت عنواين زيارات واجتماعات وزير الكهرباء المصري الدكتور محمود عصمت وفريق عمله بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الاخبارية خبر ان مصر تتصدى لسرقة الكهرباء التي تتسبب في إهدار جزء كبير من القدرات المُولّدة، وتكبيد الدولة خسائر فادحة، والمزيد من الضغط على الموازنة العامة وعلى موارد العملة الأجنبية في البلاد، بالتعاون مع "هواوي" الصينية لتحسين خدماتها من خلال التعاقد مع شركات من القطاع الخاص لنصب عدادات ذكية لاحتساب استهلاك الطاقة، وكذلك للسيطرة على الهدر في التيار، فيما اعتبر خبراء الطاقة أن هذه المشاريع يجب أن تقوم بها كوادر الوزارة، إلا أن بعضهم يرى أنها "تجارب فاشلة"، كما أنها تعيد للذاكرة تجربة بعض الشركات بالقطاع الخاص التي فشلت في عملها ودارت حولها الكثير من شبهات الفساد.
وبما أن المواطنين هم الطرف الأكثر تضرراً من واقع الكهرباء في البلاد، والأشد معاناة منها، لذلك يرون أن التجارب السابقة لوزارة الكهرباء في الحكومات المتعاقبة ما هي إلا حلولاً ترقيعية، وإن "مثل هذه المشاريع تعيد للذاكرة تجربة شركة (بكتل بجيسكو) من التي تعاقدت معها وزارة الكهرباء في عملية تنفيذ محطات متهالكه والصيانة وكانت نتيجتها الفشل وحامت حول الشركة الكثير من شبهات الفساد وأضرت المواطن أكثر مما نفعته".
ويستورد قطاع الكهرباء الغاز بما يتراوح بين ثلث و40% من احتياجاته من الطاقة، وهو أمر بالغ الأهمية، خاصة في أشهر الصيف عندما تصل درجات الحرارة إلى اكثر من 40 درجة مئوية، ويبلغ استهلاك الطاقة ذروته
تجارب سابقة فاشلة
بدوره يلفت احد خبراء الطاقة،إلى أن "هذه التجربة سبق وأن لاحظناها في القطاع العام والخاص وكانت تقريباً فاشلة"، مستدركاً "من الأفضل أن توضع مثل هكذا مشاريع بيد الدولة بدلاً من القطاع الخاص".
ويشير إلى أن "أداء الشركات التي تم التعاقد معها بهذا الخصوص لا يمكن معرفته إلا بعد تجربتها ليتبين ما إذا كانت تمتلك الخبرة في مجال اختصاصها أم لا، وهل هي جادة في عملها، لذا الحكم عليها يأتي تباعاً".
فيما يذهب احد الخبراء الاقتصاديين ، إلى أن "وزارة الكهرباء تمتلك امكانيات متكاملة قادرة على القيام بكل المهام، ويتم تخصيص موازنات كبرى لها، لذا فإن هذه الشراكات مع القطاع الخاص تطرح تساؤلات عن مبرراتها، خصوصاً وأن المنظومة التوليدية ومنظومات النقل والتوزيع مملوكة للدولة والكوادر العاملة في الوزارة كبيرة ومتخصصة في التشغيل والصيانة ولا حاجة لدخول القطاع الخاص".
ويشدد أن على "الدولة تشجيع القطاع الخاص في موضوع استيراد وتصنيع وحدات الطاقة الشمسية وبيعها للمواطن عبر قروض ميسرة تصمم لتكون أقساط السداد موازية لما يدفعه المواطن للمولدات الأهلية لا أن يتم الاستعانة بشركات جباية".
بينما الوزارة تبرر ما تفعله من خلال قيادات الشركة القابضة لكهرباء مصر بإن "الوزارة تسعى إلى تحويل شبكاتها لشبكات ذكية فعملت على دراسة بعض المناطق وأحمالها وشبكاتها ومغذياتها لغرض طرحها ضمن هذا المشروع"، واستقدمت عروضاً من شركات القطاع الخاص واختارت البعض منها بعد دراستها، وهذه الشركات ستعمل مع الوزارة وفق محددات إحداها تحويل الشبكة الهوائية إلى أرضية وجزء آخر أن تنصب العداد الذكي للسيطرة على الأحمال والقضاء على الضياعات وتنظيم التجاوزات وأيضاً استقرار تجهيز الكهرباء"، ووقعت عقوداً سيتم تطبيقها في شركات توزيع الكهرباء التسع، ويجري مباحثات مع دول خليجية لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظومتها مع منظومة الخليج، ويعاني قطاع الكهرباء من أزمة نقص مزمن في الكهرباء منذ عقود جراء منظومة فساد داخل قيادات الشركات ترتبط بقوي خارجية لسنوات تفشل اي انجازات قد تم بذلها من خلال الرئيس المصري القائد عبدالفتاح السيسي بجهد كبير لتوفير الدعم اللازم لتحقيق هدف التنمية والتطوير وتحقيق فائض للطاقة ، بينما ما يزال الشعب المصري منذ سنوات طويلة يحتج على الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في فصل الصيف، إذ تتجاوز درجات الحرارة أحياناً 44 درجة مئوية، فيما اعتبر المختص بالشأن الاقتصادي ان كل الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الكهرباء يصرحون بأقوال بدون أفعال، لان واقع الكهرباء في مصر لا يمكن اعماره خلال فترة قصيرة وانما يحتاج الى وقت كافي من خلال إصلاحات عاجلة وهيكلة لقيادات قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع بالشركة القابضة لكهرباء مصر وجميع الشركات التابعة لها وتولي كفاءات وخبرات شبابية تواكب التغيير والتطوير للجمهورية الجديدة لإصلاح هذه المنظومة المتهالكة".
وأن "أعمال التطوير يجب أن يشمل قطاع الإنتاج والتوزيع والنقل وهو بذلك يحتاج إلى عامين على أقل تقدير"، مبينا ان "كل الوزراء الذين استوزروا هذه الوزارة كان يصرحون للإعلام دون أن يكون هناك أي تطوير للمنظومة وأعمالهم كانت ترقيعية، فضلا عن الفساد الذي نخر هذه الوزارة".
وتسعى الحكومة منذ سنوات في ظل هذه الازمة التي يعاني منها إلى محاولة ايجاد بعض الحلول لهذه المشكلة عبر الاتجاه للربط الكهربائية مع السعودية ودول اخري، وإن "الوزارة الكهرباء ماضية فعليًا في مشروعات الربط الكهربائي، بموجب تلك الاتّفاقيات التي تحتاج إلى سقوف زمنية وفق مراحل العمل"، إلا أن الربط واجه خلال الفترة الماضية بعض التحديات ومنها جائحة كورونا ونزول أسعار النفط وتدهور الوضع الاقتصادي واشغال الجانب السعودي بمشروع مدينة نيوم الا انه نوه إعلاميا باستكمال المشروع وان نسبة تنفيذ المشروع وصلت الي 65%، مما أخر جملة من المشاريع والمهمات المنوطة بدول الخليج لإكمال عملية ربط الشبكة".
جباية مروعة تكشف اعاصير الفساد لقيادات الكهرباء وإفقار المواطنين بلا رحمة واغراق القطاع بمستنقع الديون وسوء الإدارة وتقاعس الوزير يهدد انهياره قريبا
هل سيظل قطاع الكهرباء غارق في الفساد والديون بينما يستمر المواطنون في دفع الثمن؟ وهل سيستجيب المسؤولون بالحكومة لمطالب الشعب وينقذوا قطاع الكهرباء من الانهيار الكامل بسبب الفساد وسوء الادارة؟
المسؤولية تقع على عاتق كل الجهات الرقابية المسؤلة بمصر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يجب أن يعلم الجميع أن الأمل في التغيير يتطلب تصعيداً ضد كل من يعبث بمقدرات البلاد، المستقبل يحتاج إلى جيل قوي قادر على تغيير مسار الأمور وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، وهذا يتطلب استبدال القيادات التي شاخت في منصبها بقطاع الكهرباء ولم تقدم غير الاستحواذ علي المميزات والرواتب والحوافز وخلافة
فإذا لم يتغير الوضع في قطاع الكهرباء قريبًا فسنكون أمام كارثة حقيقية ستؤثر على الجميع دون استثناء. يجب أن يتحمل الجميع مسؤولياته وأن يعملوا من أجل مستقبل أفضل لمصر
ففي الوقت الذي تتزايد فيه الأعباء المالية على قطاع الكهرباء تطلق القيادات بالقطاع حملات لتسديد فواتير الكهرباء بشكل منتظم وتفرض غرامات على المتأخرين. وذلك يعكس الافتقار إلى الكفاءة ويظهر حجم الفشل في التخطيط المالي لدى المسؤلين بقطاع الكهرباء، يأتي هذا بعد أن تم استدانة العديد من القروض من مؤسسات تمويل دولية وعربية بهدف تحسين خدمات الكهرباء،لكن الأموال التي تم ضخها لم تحقق النتائج المرجوة مما يزيد من معاناة المواطنين.
فأبرز القروض كانت الخاصة بمحطات كهرباء بني سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة والتي نفذتها شركة سيمنس الألمانية بتكلفة تقترب من 6 مليار يورو.
فضلا عن المبالغ التي حصلت علىها وتقدر بحوالي 4.1 مليار يورو من بنوك مثل التعمير الألماني ودويتشه بنك وإتش إس بي سي.
الأسئلة التي تطرح نفسها الآن هي أين ذهبت هذه الأموال ولماذا لم ينعكس هذا الإنفاق الضخم على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، المسؤلين بقطاع الكهرباء يسعون جاهدين لإخفاء عجزهم وتخفي الحقائق عن الشعب، فالأرقام تتحدث عن نفسها لكن وزاره الكهرباء لا تبالي بمصير الملايين من المصريين الذين يعانون من سوء الخدمات وارتفاع الأسعار بفواتير الكهرباء، ومن الواضح أن هناك تقاعساً كبيراً في مواجهة هذه الأزمة، في حين تتوالى فضائح الفساد في شركة الوجه القبلي لإنتاج الكهرباء وكأنها حلقة لا تنتهي من التلاعب، ويتجلى الفساد في لجنة المصايف التي تضم تسعة أعضاء، لكن الوضع لا يبشر بخير.
الغريب أن جميع الأعضاء التسعة لم يقوموا بالتوقيع على هذه اللجنة، ومع ذلك تسير الأمور بشكل غير سليم. لا يوجد أي أثر لتوقيع الأعضاء الآخرين على المستندات، في حين أن الكشوف الممهورة تحمل فقط توقيع رئيس قطاع الموارد، وهذا يثير تساؤلات كبيرة حول كيفية تسوية الاعتماد المالي، العبث بالمال العام لا يمكن السكوت عليه. السنوات المقبلة قد تكون كارثية إذا استمر الوضع على ما هو عليه،التلاعب بالأرقام والإجراءات يهدد مستقبل قطاع الكهرباء وعواقب ذلك قد تكون وخيمة على المجتمع بأسره.
نداء واضح إلى الجهات الرقابية والي الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء : أين أنتم من هذا الفساد؟ يجب أن يتحمل كل من تلاعب بالمال العام عواقب أفعاله. هذا الفساد لن يتوقف إلا بتطبيق القانون بحزم.
ويجب أن تكون هناك إرادة سياسية قوية لمحاربة الفساد. إن الفشل في التعامل مع هذه القضية سيؤدي إلى تفشي الفساد أكثر وأكثر خاصه مع انتشار فيروس الفساد بقطاعات الكهرباء النقل والتوزيع دون محاسبة فعليا الا بلجان يراسها المدير التنفيذي لكهرباء مصر المهندس جابر دسوقي الذي مازال مستمر في منصة الشركة القابضة لكهرباء مصر الحامي الأول للفساد
والذي اشاد وقدم الشكر والتقدير لقيادات الشركات الإنتاج والتوزيع عقب اعتماد ميزانياتها منذ اسبوعين
بينما أظهرت تحقيقات الجهاز المركزي للمحاسبات قد أثبتت تلك المخالفات حيث جاءت الوثائق الرسمية التي تحتوي على أسماء الموظفين وتفاصيل التجاوزات التي وقعت أمام أعين الجميع ولكن يبدو أن تلك النتائج لم تشكل أي ضغط على الجهات المعنية للتحرك ووقف هذا الانهيار المؤسسي، واظهرت تصريحات الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء بأن فاتورة الفقد في الطاقة تسببت في خسائر 30 مليار جنيه هذا العام وهو ما يؤكد وجود وانحرافات وتجاوزات وفساد في منظومة المسؤلين بقطاع الكهرباء من ورؤساء الشركات ونوابهم بالقطاعات الفنية والتشغيلية والتجارية والتي لم يتم محاسبتهم علي اخفاقاتهم حتي وقتنا الحالي ويستمر تحميل الشعب فاتورة فساد واخفاقات عواجيز الكهرباء.. فإن المستقبل يجب أن يكون عنوانه الشفافية والرقابة الصارمة على كل ما يحدث في قطاع الكهرباء فضلا عن فاتورة استيراد الطاقة في مصر تجاوزت الـ13 مليار دولار سنوياً، سواء من النفط الخام أو الغاز الطبيعي، وهذا المبلغ الهائل يساهم بشكل مباشر في تفاقم الأزمة الاقتصادية بقطاعات الكهرباء التي لم تسدد ديونها الخارجية والداخلية وتستمر في تعيينات المستشارين وأعضاء متفرغين بشركات التوزيع والنقل والإنتاج مما يكبد قطاع الكهرباء المزيد من الخسائر لمرتبات تقدر بالملايين المسؤلين خرجو على المعاش واعمارهم تزيد عن 65عام ولم يقدموا اي ميزة فعلية غير زيادة الخسائر والمديونيات بل تستمر صرف أرباح سنوية لهم بالملايين جراء خبرتهم المزعومة، فإذا استمر الفساد دون رادع فسيكون الكارثة المعلقة التي ستسقط على الجميع بلا استثناء وتخلف آثارًا سلبية عميقة تؤثر على مستقبل الأجيال القادمة.