تركيبات طاقة الرياح في العالم قد تنمو 5% فقط خلال 2024
مقابل 34% للطاقة الشمسية
خالد بدر الدين
- طاقة الرياح تضاعفت مرة واحدة خلال 5 سنوات مقابل 3 مرات للطاقة الشمسية
- الطاقة الشمسية قد تصل إلى 90% من أهدافها المناخية العالمية بحلول 2030
- طاقة الرياح قد تصل إلى 77% فقط من أهدافها المناخية بنهاية العقد الحالي
- القدرة التصنيعية الهائلة للطاقة الشمسية في الصين سبب انخفاض أسعارها العالمية
- معدّات طاقة الرياح أضخم حجمًا، ويصعب تركيبها في المدن المزدحمة، خلافًا للطاقة الشمسية
تواجه طاقة الرياح في العالم سلسلة من التحديات والاختناقات التي تعوق تنفيذ المشروعات الجديدة، خلافًا للطاقة الشمسية التي تبدو منطلقة بمعدلات نمو قياسية على مستوى المناطق الرئيسة.
في هذا السياق، توقّع تقرير حديث -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة -مقرّها واشنطن-، نمو تركيبات طاقة الرياح العالمية بنسبة 5% فقط خلال عام 2024، في مقابل 34% لتركيبات الطاقة الشمسية.
وتشير هذه التوقعات إلى أن طاقة الرياح في العالم ما زالت تواجه تحديات صعبة تهدد تحقيق الأهداف المناخية العالمية المتمثلة في رفع قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030.
وكان رؤساء أكثر من 130 دولة قد اتفقوا بمحادثات قمة المناخ كوب 28 في دبي نهاية عام 2023 على خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، ومضاعفة قدرة مصادر الطاقة المتجددة.
ورغم أن أهداف قمة المناخ كوب 28 ما زال بالإمكان تحقيقها، فإن المعدلات الحالية لنشر محطات الطاقة النظيفة ليست كافية، خاصة مع ضعف معدلات نمو تركيبات طاقة الرياح في العالم، وتعرُّضها لتأجيلات في أكثر من دولة، بحسب التقرير.
لماذا تفوقت الطاقة الشمسية؟
قبل عقد من الزمان، كانت معدلات التركيبات السنوية لطاقة الرياح متقاربة مع الطاقة الشمسية، لكن الأخيرة انطلقت بمعدلات متسارعة جدًا؛ بفضل الاستثمارات الضخمة في القدرة التصنيعية للشركات الصينية.
وأسهمت هذه الطفرة التصنيعية في الصين بهبوط هائل في أسعار الألواح الشمسية؛ ما أدى إلى سرعة انتشار تركيباتها حول العالم، بحسب تقرير حديث نشرته وكالة بلومبرغ.
ورغم تضاعف قدرة طاقة الرياح في العالم خلال السنوات الـ5 الماضية، فإن قدرة الطاقة الشمسية ارتفعت أكثر من 3 أضعاف، ومن المقرر أن تواصل هذا الاتجاه المتسارع في نمو التركيبات الجديدة خلال عام 2024، وما بعده.
بينما يُتوقع أن تواجه تركيبات طاقة الرياح خارج الصين، أكبر سوق في العالم، انخفاضًا طفيفًا هذا العام، بحسب رئيس وحدة أبحاث الرياح في شركة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس (BNEF)، أوليفر ميتكالف.
وتواجه صناعة طاقة الرياح في العالم بعض التحديات المؤثّرة، من أبرزها: عدم كفاية إمدادات المعدّات، ونقص قدرة الشبكات الكهربائية، وتعقُّد إجراءات استخراج التصاريح، بحسب رئيس قطاع أعمال الرياح البحرية في شركة أر دبليو إي (RWE) الألمانية، سفين أوترموهلين.
وتتوقع شركة أبحاث بلومبرغ وصول الطاقة الشمسية إلى 90% أو أكثر من القدرة المطلوبة في سيناريوهات الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بينما لن تتمكن طاقة الرياح في العالم إلّا من تحقيق 77% من المطلوب على الأكثر بحلول نهاية العقد الحالي.
أوجه الفروق بين الطاقة الشمسية والرياح
كثيرًا ما يجمع الساسة وأنصار الطاقة النظيفة بين الطاقة الشمسية والرياح كالتوأم، لكن هذه المصادر مختلفة في طبيعتها التوليدية، إذ عادةً ما تكون الرياح أقوى خلال فصل الشتاء الذي تكون فيه أشعة الشمس ضعيفة، ما يؤدي إلى عمل التوربينات لساعات أطول خلال العام.
ففي ألمانيا، على سبيل المثال، يُقدَّر إنتاج المزرعة الشمسية في الشتاء بنحو 11% من الوقت فقط، ما يعادل ثلث إنتاج مزرعة رياح برية، وأقل من ربع إنتاج التوربينات البحرية، حيث تكون سرعات الرياح أقوى وأكثر اتّساقًا.
ورغم ذلك، هناك اختلافات أخرى تُميّز الطاقة الشمسية، أبرزها صغر حجم معدّاتها، وسهولة حملها وتركيبها على الأسطح في المدن الكثيفة ذات الفراغات الضيقة، إذ يمكن للوحدة الشمسية الواحدة أن تزن قرابة (50 رطلًا) أو 23 كيلوجرامًا فقط، ما يسهّل تركيبها على أسطح المنازل والمباني التجارية والصناعية، إضافة إلى الحقول ومواقف السيارات وغيرها من التطبيقات المبتكرة.
ومن المميزات الأخرى التي تتمتع بها الطاقة الشمسية، أن أشعة الشمس تختلف في الغالب حسب خطوط العرض، مما يجعل من السهل التنبؤ بها، أمّا طاقة الرياح، فتحتاج إلى توربينات ضخمة، وكلّما زاد حجمها، تمكنت من تسخير الرياح بقوة، وتوليد كهرباء أكثر وأرخص.
وفي المقابل، يمثّل الحجم الضخم للتوربينات نقطة ضعف بالنسبة لصناعة الرياح؛ إذ تحتاج الآلات الكبيرة إلى معدّات متخصصة في كل مرحلة من مراحل الإنتاج، منها رافعات ضخمة لنقلها، وطائرات وسفن لتوصيلها وتركيبها، خلافًا للطاقة الشمسية الأسهل في النقل والتركيب، بحسب الاختلافات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
كما تواجه طاقة الرياح حول العالم انتقادات وشكاوى محلية بسبب ضخامة التوربينات وتشويهها المناظر الطبيعية بالمحيطات، إضافة إلى تسبُّبها بأضرار لبعض أنواع الطيور والكائنات البحرية مثل طائر النورس.
أمّا على مستوى التكاليف والأسعار، فتبدو معدّات الطاقة الشمسية أقل تكلفة من طاقة الرياح، بسبب ضخامة إنتاج الألواح الشمسية في الصين، وانتشار منتجاتها الرخيصة في الأسواق العالمية.
بينما أدت زيادة أسعار الصلب ومكونات التوربينات الحيوية، إضافة إلى اختناقات سلسلة التوريد وارتفاع تكاليف الاقتراض، إلى ارتفاع التكلفة الإجمالية لمشروعات طاقة الرياح في العالم خلال السنوات الأخيرة.
موضوعات متعلقة ..
- مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة تتسبّب بنفوق 5 آلاف حوت
- قطاع الرياح البحرية في البرازيل يشهد تركيب أجهزة استشعار
- خريطة مشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة عالميًا.. هيمنة أوروبية
اقرأ أيضًا ..
- مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا قد تتجاوز 57 مليون مركبة سنويًا
- التحول إلى الطاقة المتجددة في الهند يكلف 540 مليار دولار
- الطاقة النظيفة في جنوب شرق آسيا تحتاج إلى 190 مليار دولار بحلول 2035