الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية.. مصدر لتغذية المنازل والمصانع بالكهرباء
نوار صبح
تُعد الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية، التي كانت وما تزال واحدة من أكثر المناطق خضرة في العالم، مصدرًا متجددًا لتغذية المنازل والمصانع بالكهرباء.
في العام الماضي وحده، جرى توليد 64% من كهرباء أميركا اللاتينية من مصادر الطاقة المتجددة، وفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ونالت الطاقة الشمسية في أميركا الجنوبية قبولًا كبيرًا بصفتها أبرز المصادر المتجددة في التحول إلى طاقة أنظف؛ إذ تقود دول مثل البرازيل والمكسيك وتشيلي مسار تركيب محطات الطاقة الشمسية، وتوليد الكهرباء التي تغذّي المنازل والصناعات.
وتُعد تشيلي والمكسيك والبرازيل والأرجنتين من أبرز دول أميركا اللاتينية التي تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق الطاقة النظيفة، وفقًا لبيانات بنك التنمية للبلدان الأميركية.
إنتاج الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية
وفقًا للتصنيف الذي يديرونه، برزت البرازيل بصفتها أكبر منتج لمشروعات الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة، بنسبة 40% من القدرة المركبة في المنطقة، وفقًا لبيانات بنك التنمية للبلدان الأميركية.
وتأتي المكسيك في المرتبة الثانية بنسبة 28%، وتشيلي بنسبة 16%، والأرجنتين في المرتبة الرابعة بنسبة 4%، وهندوراس في المرتبة الخامسة، وتمثّل 3% من القدرة، حسبما نشره موقع بنغوين ديجيتال (Penguin Digital).
وعلى صعيد قدرات المحطات، تبرز محطة فيلانوفا المكسيكية بصفتها واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية، بسعة مركّبة تبلغ 828 ميغاواط.
وصُمّمت هذه المحطة لتوليد ما يكفي من الكهرباء لتشغيل أكثر من مليون منزل، ما يسلّط الضوء على إمكانات البلاد في تسخير الإشعاع الشمسي عبر مناطق شاسعة من أراضيها.
وفي البرازيل، تبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة بيرابورا للطاقة الشمسية 321 ميغاواط، وهي مثال على طريقة تنويع البلاد لمصادر الطاقة لديها.
وتُعد تشيلي، بفضل صحراء أتاكاما، رائدة أخرى في استعمال الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية، وتولد محطة سيرو دومينادور للطاقة الشمسية الكهرباء بسعة 210 ميغاواط، وتتضمن تخزين الطاقة الحرارية الشمسية، ما يسمح لها بتوفير الكهرباء حتى عندما لا تكون الشمس مشرقة.
من حيث التوليد، تنتج المحطات ما بين 200 و1000 ميغاواط، وهو ما يمثّل جزءًا كبيرًا من احتياجات الكهرباء في البلدان التي جرى تركيبها فيها، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويُعد هذا النوع من الطاقة مفيدًا تحديدًا لتشغيل الصناعات الكبيرة والمجتمعات الريفية، وفي بعض الحالات، لتصدير الطاقة إلى البلدان المجاورة.
الطاقة الشمسية في باراغواي
يمكن أن تستفيد باراغواي من تنويع مصادر الكهرباء من خلال افتتاح محطة للطاقة الشمسية، وهذا من شأنه أن يوفّر مزايا اقتصادية واجتماعية متعددة، تشمل خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في أثناء إنشائها وتشغيلها وصيانتها، ما يعود بالنفع على المجتمعات المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، من شأنه أن يعزّز تطوير المهارات التقنية الجديدة بين السكان ويشجع نقل التكنولوجيا في البلاد، حسبما نشره موقع بنغوين ديجيتال (Penguin Digital).
على صعيد آخر، تهيمن الطاقة الكهرومائية حاليًا على مزيج الكهرباء في باراغواي، ما يعني أنها تعتمد بصورة كبيرة على السدود، مثل إيتايبو وياسيريتا، التي تعتمد بدورها على مستويات مياه نهر بارانا لإنتاج الكهرباء.
يمكن لمحطة الطاقة الشمسية أن تزيد من تنويع مزيج الكهرباء، وتضمن الإمداد في أثناء فترات الجفاف، وتعزز التنمية الاقتصادية من خلال تصدير الطاقة المتجددة.
قد يبدو الاستثمار الأولي في محطة للطاقة الشمسية مرتفعًا، لكن الفوائد طويلة الأجل تفوق التكاليف بكثير، ما يولد تأثيرًا اقتصاديًا وبيئيًا إيجابيًا للبلاد.
الطاقة الشمسية.. تكاليف مستقرة
من الفوائد الرئيسة الأخرى استقرار تكاليف توليد الكهرباء في باراغواي على المدى البعيد، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعلى النقيض من مصادر الكهرباء القائمة على الوقود الأحفوري، التي تخضع لتقلبات أسعار النفط والغاز العالمية، فإن تكاليف الطاقة الشمسية يمكن التنبؤ بها بمجرد إجراء الاستثمار الأولي.
وهذا من شأنه أن يسمح لباراغواي بالحفاظ على أسعار كهرباء تنافسية، وتحسين أمنها في مجال الطاقة، والحد من تعرّضها لتقلبات السوق العالمية، ما يضمن قدرًا أعظم من استقلال الطاقة للأجيال المقبلة.
اقرأ أيضًا..
- قبرص تعلن بشرى سارّة لمصر للاستفادة من 15 تريليون قدم مكعبة غاز
- تسوية ملف شحنة الوقود الجزائرية المغشوشة إلى لبنان.. تطورات عاجلة (خاص)
- برغر لـ"الطاقة": أسعار الغاز في أوروبا تتأثر بالشرق الأوسط.. وهذه تطورات الغاز الإسرائيلي