وحدة أبحاث الطاقةالتقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

خفض استعمال البلاستيك في قطاع السياحة.. تحديات ومبادرات لتحقيق الاستدامة

أمير إبراهيم

اقرأ في هذا المقال

  • تحديات في طريق خفض استعمال البلاستيك لدى قطاع السياحة
  • مبادرات قلّصت النفايات البلاستيكية قرب المعالم السياحية
  • الحرف اليدوية وفّرت حلولًا لاستغلال مخلفات البلاستيك
  • النفايات البلاستيكية على الشواطئ تظهر بقوة في أوقات الذروة السياحية

يُشكّل استعمال البلاستيك في قطاع السياحة معضلةً عالمية جعلت من خفضها حلمًا يراود العديد من المعنيين بشؤون البيئة، إذ إنه خطوة مهمة لتحقيق الاستدامة في هذه الصناعة.

وأحدث البلاستيك تحولًا في العديد من قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك السفر والسياحة والضيافة منذ بدء انتشاره في أوائل القرن الـ20.

وبفضل خصائص البلاستيك، مثل خفة الوزن والمتانة وقلة التكلفة، سرعان ما أصبحت العناصر المستعملة لمرة واحدة مثل الأكواب وأدوات المائدة والزجاجات من الأساسيات في الفنادق والمنتجعات.

ومع تزايد وعي المجتمع بالتأثير السلبي للنفايات البلاستيكية، فإن اتجاه خفض استعمال البلاستيك في هذا القطاع أصبح حاضرًا بقوة عبر العديد من المبادرات، لكنه يواجه تحديات، بحسب تقرير اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

تحديات أمام خفض استعمال البلاستيك

أفاد استطلاع رأي أجرته شركة إبسوس (Ipsos) في عام 2022، بأن 85% من الأشخاص في 28 دولة يرغبون بانخفاض ملموس في استعمال البلاستيك، بحسب تقرير نشره منتدى الاقتصاد العالمي.

ويبدو أن وجود رغبة في خفض استعمال البلاستيك ليس كافيًا لمواجهة الآثار البيئية؛ إذ تُسهم صناعة السياحة في التلوث الناجم عنه، وهو ما يظهر أكثر في تلوث البحار خلال ذروة المواسم السياحية في مناطق مثل البحر المتوسط.

ووفقًا للصندوق العالمي للطبيعة، يمكن أن ترتفع مستويات النفايات البلاستيكية في البحر بنسبة تصل إلى 40% من إجمالي النفايات البحرية في هذه المناطق خلال مواسم الذروة؛ ما يؤكد وجود علاقة مباشرة بين السياحة وزيادة المخلفات في البحار.

كما تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 80% من النفايات في المحيط يتكوّن من البلاستيك غير القابل للتحلل البيولوجي.

ويفسّر فريق مبادرة "سفر دون بلاستيك" -تسعى لتقليل النفايات والتلوث البلاستيكي الناتج عن السياحة ومقرّها إسبانيا- أسباب الفجوة بين الرغبة والواقع بقوله إنه على الرغم من انتقاد الضيوف للنفايات البلاستيكية المرئية، فإنهم يسارعون بالشكوى إذا لم تكن الخدمات الفندقية مريحة.

فمثلًا محطات إعادة تعبئة زجاجات المياه أمر غير مريح للضيوف، خاصة حال وجود صعوبة في الوصول إليها، ومن ثم فإن الضيوف يفضّلون خيار زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد.

ويسلط هذا التفسير الضوء على الفجوة بين ما يتوقعه الضيوف من حيث الراحة، والجهد الذي يستعدون لبذله لتقليل استهلاك البلاستيك عندما يسافرون.

كما يشير إلى قضية أكبر وهي افتقار العديد من الوجهات إلى البنية الأساسية اللازمة للتخلص من الزجاجات البلاستيكية لشرب المياه على نطاق واسع، وهو ما قد يفيد السياح والسكان المحليين على حد سواء.

مبادرات لدعم خفض استعمال البلاستيك

ظهرت بعض المبادرات الجديرة بالثناء ذات التأثير الملموس عالميًا، مع دروس يمكن الاستفادة منها وتوسيع نطاقها بسهولة، في إطار خفض استعمال البلاستيك بقطاع السياحة.

محطة إعادة تعبئة مياه
محطة إعادة تعبئة مياه لشركة إيكودروب في زيمبابوي - الصورة من موقع الشركة

على سبيل المثال، بادرت شركة إيكودروب (EcoDrop) بنشر محطات إعادة تعبئة مياه في واحدة من المزارات السياحية الشهيرة، وهي شلالات فيكتوريا الواقعة بين دولتي زيمبابوي وزامبيا؛ للحدّ من استعمال كميات ضخمة من زجاجات المياه البلاستيكية.

كما عمدت إلى وضع مزيد من تلك المحطات التي توفّر مياهًا باردة ومفلترة في الأماكن التي يمر عليها السياح بكثافة مثل المطار، ومواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، والعديد من الفنادق.

تحديات توفير بدائل مستدامة

ربما تنجح الفنادق في الاستغناء عن البلاستيك في بعض الأغراض بمواد أخرى بديلة، ولكن هذا لا يعني أنها تحولت نحو الاستدامة، إذ إن البدائل ليست كلها خضراء كما تبدو.

كما أنه لا يمكن قصر المشكلة على إحلال البلاستيك في بند أو اثنين من استعمالات تلك المادة المرتبطة بقطاع السياحة، بل يجب التركيز على حل القضايا الأساسية المتمثلة في الحد من النفايات البلاستيكية من المصدر نفسه.

وبالطبع، فإن توفير بدائل خضراء يُسهم في خفض استعمال البلاستيك وتقليل نفاياته، ولكنه ليس الحل الوحيد، إذ إن تبني تلك البدائل متعددة الاستعمالات يتطلّب تغييرات في عمليات التشغيل، وتدريب الموظفين، والتنسيق مع الموردين والحصول على دعم من الضيوف، وهو ما يعكس صعوبة تنفيذ مثل هذه التغييرات.

إعادة التدوير

ربما لا تستطيع صناعة السياحة الاستغناء عن البلاستيك بصورة كاملة على الأقل حاليًا، لكن يمكنها استغلال المخلفات البلاستيكية الناجمة عنها من خلال إعادة التدوير.

وبالفعل، قدّم قطاع الفنون والحرف اليدوية ابتكارات جديدة من شأنها دعم استغلال نفايات البلاستيك.

ففي كينيا، تحوّل نساء قبائل الماساي بمبادرة من شركة باسكامب إكسبلورر (Basecamp Explorer) بعض الزجاجات ومخلفات البلاستيك إلى قلادات وأساور وحلقات مفاتيح مصنوعة يدويًا، وهو ما يمكّنهن من الحفاظ على تقاليدهن في صناعة الحلي وكسب دخل موثوق.

قطعة حلي مصنوع من مخلفات البلاستيك
قطعة حلي مصنوع من مخلفات البلاستيك - الصورة من منتدى الاقتصاد العالمي

ولا تشكّل مثل تلك المبادرات حلولًا للنفايات البلاستيكية فحسب، بل إنها تخلص السكان المحليين من الآثار السلبية التي قد يعانونها جراء تدفق السياح إلى بلدانهم.

كما يجب تشجيع الفنادق على حصر استعمال البلاستيك في أقل نطاق ممكن، وذلك في حال غياب بدائل عملية واقتصادية أكثر حفاظًا على البيئة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق