أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أكبر محطة طاقة شمسية في بريطانيا تبرم صفقة مثيرة للجدل مع شل

محمد عبد السند

أبرمت شركة شل متعددة الجنسيات وسلسلة متاجر تيسكو صفقة لشراء جميع الكهرباء المولدة من أكبر محطة طاقة شمسية في بريطانيا، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتأتي صفقة شل وتيسكو البريطانية في إطار الجهود التي تبذلها الشركتان لخفض بصمتهما الكربونية ضمن إستراتيجية أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

غير أن الصفقة المذكورة لاقت سيلًا من الانتقادات البيئية على أساس أن الكهرباء التي ستُنتَج من محطة كليف هيل كانت مُخصصة في الأصل لـ100 ألف أسرة بريطانية.

وتضمن الاتفاقيات المذكورة للموردين أدنى سعر للكهرباء المولدة من أكبر محطة طاقة شمسية في العالم، مع إمكان رفع السعر بما يتماشى مع التضخم، وهي عوامل جذب رئيسة للمستثمرين.

اتفاقيات شراء الكهرباء

أبرمت شل وتيسكو اتفاقيات لشراء جميع الكهرباء المُنتجَة من أكبر محطة طاقة شمسية في بريطانيا التي ما تزال قيد البناء على ساحل مقاطعة كينت جنوب شرق إنجلترا، وفق ما أوردته صحيفة ذا تيليغراف البريطانية.

وكان من المقرر أن تتيح أكبر محطة طاقة شمسية في بريطانيا -المعروفة باسم كليف هيل (Cleve Hill)- الكهرباء إلى 100 ألف أسرة، ومن المقرر أن تدخل حيز التشغيل في أوائل العام المقبل (2025).

وحصلت كليف هيل على ترخيص التخطيط على الرغم من المعارضة المحلية للمشروع، على أساس أنه يُنفذ في الأصل لتزويد أكثر من 100 ألف أسرة بالكهرباء.

ومع ذلك فقد تعاقدت تيسكو على شراء 65% من الكهرباء المُنتَجة من مشروع كليف هيل، وتقول الشركة إن هذا سيساعدها في خفض بصمتها الكربونية عبر تزويد 144 من المتاجر التابعة لها بالكهرباء النظيفة.

أما الجزء المتبقي من الكهرباء المُنتَجة من المشروع (35%) فسيكون من نصيب شل التي دأبت على شراء الكهرباء النظيفة لتشغيل شبكتها المتنامية من محطات شحن السيارات الكهربائية.

أكبر محطة طاقة شمسية في بريطانيا محطة كليف هيل الشمسية
محطة كليف هيل الشمسية - الصورة من موقع شركة كوينبروك

الغسل الأخضر

قالت مسؤولة مقاطعة كينت في مجلس الحفاظ على الريف الإنجليزي فيكي إليس، إن "مشروع أكبر محطة طاقة شمسية في بريطانيا قد حصل على الموافقة على فرضية أنه سيمدّ المنازل والأسر، وليس محطات البنزين أو متاجر التسوق الكبيرة بالكهرباء".

وأضافت إليس: "مفارقة شراء شركة بيع تجزئة كبرى مثل تيسكو، وشركة نفط كبرى مثل شل، حصة في سوق الطاقة الخضراء لتشغيل محطات البنزين والمتاجر الكبرى التابعة لها لا تخفى على أحد، وتساورنا الشكوك في أن هذا المشروع يشكّل مثالًا آخر على الغسل الأخضر".

يُشار إلى أن أكبر محطة طاقة شمسية في بريطانيا مملوكة لشركة كوينبروك إنفراستركتشر بارتنرز (Quinbrook Infrastructure Partners)، وهي صندوق استثماري أميركي مقره هيوستن بولاية تكساس، وينشط في مشروعات الطاقة.

وتُبنى المحطة على مساحة تصل إلى 860 هكتارًا، بالقرب من فافرشام على مستنقعات غرافيني المالحة، التي كانت مشهورة في السابق بكونها موئلًا للحياة البرية، لا سيما العديد من أنواع الطيور التي تعيش في الأراضي الرطبة. كما يحيط بالموقع محميات طبيعية.

*(الهكتار = 10 آلاف متر مربع)

عامل في أحد مواقع شركة شل
عامل في أحد مواقع شركة شل - الصورة من وكالة بلومبرغ

معلومات عن المشروع

تُغطى المستنقعات المبني عليها المشروع -حاليًا- بـ560 ألف لوحة شمسية؛ ما يصل بسعة المحطة إلى قرابة 373 ميغاواط.

وستُبنى بعض الألواح على هياكل فولاذية يعادل ارتفاعها -تقريبًا- ارتفاع حافلة ذات طابقين بسبب خطر الفيضانات، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما ستشهد أكبر محطة طاقة شمسية في بريطانيا تركيب بطاريات لتخزين أي فائض من الكهرباء المولدة.

وستعادل سعة محطة كليف هيل نصف إنتاجية محطة كهرباء صغيرة عاملة بالغاز أو تُسْع الإنتاج المخطط من محطات الطاقة النووية المقبلة في بريطانيا في مواقع هينكلي بوينت، وسومرست، وسيزويل في مقاطعة سوفولك شرق إنجلترا.

معارضة بيئية

لطالما أثار مشروع محطة كليف هيل انتقاداتٍ واسعةً من أنصار البيئة؛ إذ قُوبلت الفكرة بمعارضة محلية منذ البداية، قبل الموافقة عليها في النهاية بوساطة وزير الطاقة البريطاني السابق ألوك شارما في عام 2020، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما أشعل المشروع انقسامًا في مجموعات البيئة؛ إذ لاقى ترحابًا من جمعية أصدقاء البيئة، في حين انتقدته حملة حماية إنجلترا الريفية ومؤسسة كينت للحياة البرية، والجمعية الملكية لحماية الطيور التي انتقدت المشروع.

وقالت مسؤولة مقاطعة كينت في مجلس الحفاظ على الريف الإنجليزي فيكي إليس التي تعيش بالقرب من موقع المشروع، إن "مستنقعات غرافيني مكان له طبيعته الخاصة للغاية؛ كونه محاطًا من 3 جهات بمحميات طبيعية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق