تقدّم حقل غاز ضخم في أوروبا خطوة جديدة نحو تحقيق أول إنتاج بحلول عام 2027، وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وجرى تكليف شركة نورويجن إلكتريك سيستمز النرويجية (Norwegian Electric Systems)، بتطوير وتقديم تصميم طاقة كامل ونظام أتمتة متكامل لسفينة دعم ميداني مخصصة لمشروع الغاز "نبتون ديب"، الذي تديره شركة الطاقة الرومانية أو إم في بتروم (OMV Petrom).
ويواجه مشروع نبتون ديب -أكبر حقل غاز في رومانيا- مقاومةً شديدةً من الجماعات المناخية، التي ترى أنه دليل على استمرار المشروعات كثيفة الانبعاثات الكربونية، التي تُسهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
حصل مشروع نبتون ديب على موافقة الوكالة الوطنية الرومانية للثروات المعدنية، في أغسطس/آب 2023، بعد شهرين من موافقة "أو إم في" وشريكتها رومغاز (Romgaz) على خطة تطوير لحقلي "دومينو" و"بيليكان ساوث" في مربع "نبتون ديب"، قبالة سواحل رومانيا المطلة على البحر الأسود.
مشروع نبتون ديب
بفضل عقدها مع غرين يارد كليفن (Green Yard Kleven)، ستجهز "نورويجن إلكتريك سيستمز" سفينة دعم ميداني جديدة مخصصة للعمل في مشروع نبتون ديب، بمحولات تردد ومحركات كهربائية لنظام الدفع ونظام البطاريات والمحولات.
ويقول المدير العام لشركة غرين يارد كليفن، هانز يورغن فيدوغ: "نحن سعداء بوجود شركة نورويجن إلكتريك سيستمز معنا في هذا العقد المهم، ونحن نتطلع حقًا إلى التعاون".
ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة، من المقرر إجراء عمليات التسليم الأولى في الربع الثاني من عام 2025، ومن المتوقع إجراء عمليات التسليم النهائية والتشغيل في الربع الثاني من عام 2026.
وستكون السفينة، المقرر تسليمها في النصف الثاني من عام 2026، عبارة عن سفينة متعددة الهياكل بطول 89.5 مترًا، مع ممر للعمل، ورافعة بحرية، ومجهزة لـ90 فردًا، وفق ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
وتقول المديرة الإدارية لشركة نورويجن إلكتريك سيستمز، سيف ريموي فانجين: "استحوذت غرين يارد كليفن على ما يُعد أحد أقدم أحواض بناء السفن في النرويج، بما في ذلك سجل حافل طويل وتسليم سفن عالية الجودة".
وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، لدى غرين يارد كليفن هدف طموح يتمثّل في أن تكون البديل الأكثر خضرة في الصناعة.. لذلك أرى اختيارها بوصفها موردًا رئيسًا لهذا المشروع بمثابة اعتراف بملف الاستدامة لشركة نورويجن إلكتريك سيستمز، ودورنا بصفتنا أداة لتمكين التحول الأخضر في البحر".
أكبر حقل غاز في رومانيا
يُقال إن حقل نبتون ديب هو أكبر مشروع لتطوير الغاز الطبيعي في القطاع الروماني من البحر الأسود، وأول مشروع بحري في المياه العميقة في رومانيا.
وتبلغ مساحة حقل نبتون العميق نحو 7 آلاف و500 كيلومتر مربع، ويقع على بُعد نحو 160 كيلومترًا من الشاطئ، على عمق مياه بين 100 و1000 متر، باستثمارات بقيمة 4.4 مليار دولار.
ووفق بياناته لدى منصة الطاقة المتخصصة، من المتوقع أن يحقّق الحقل أول إنتاج للغاز في عام 2027، مع إنتاج نحو 8 مليارات متر مكعب سنويًا، أو نحو 140 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا لمدة 10 سنوات تقريبًا.
ويتضمّن تطوير الغاز حقلي دومينو وبيليكان ساوث وهو شراكة بين شركة "أو إم في بتروم" بصفتها المشغل، وشركة رومغاز المنتجة والموردة الرئيسة للغاز الطبيعي في رومانيا، بنسبة 50% لكل منهما.
بعد تأكيد خطط التطوير، كثف الناشطون البيئيون جهودهم لوقف المشروع، إذ نظمت منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) مسيرة في المقر الرئيس لشركة "أو إم في بتروم" في بوخارست ضد المشروع، لحثّ صناعة الطاقة على الابتعاد عن الحفر للحصول على المزيد من الغاز والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وأشارت "غرينبيس" إلى أن أكبر حقل غاز في رومانيا قد يتسبّب في انبعاثات كربونية تُقدّر بـ200 مليون طن على مدى 20 عامًا؛ ما يُهدد تحقيق مستهدفات الحياد الكربوني لدى القارة الأوروبية.
ويُتوقَّع بلوغ البصمة الكربونية بالمشروع نحو 2.2 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ، مقابل المتوسط المعتاد البالغ 16.7 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل برميل من المكافئ.
وشددت المنظمة المعنية بشؤون المناخ على رفضها استعمال تطوير مشروع نبتون ديب والدفع به بوصفه ذريعةً لتأمين إمدادات الطاقة في أوروربا؛ إذ يعرّض المشروع الكائنات البحرية في البحر الأسود لمخاطر.
موضوعات متعلقة..
- منصة عملاقة تتحرك إلى حقل غاز احتياطياته 65 مليار متر مكعب (صور)
- حقل غاز عملاق يقطع شوطًا مهمًا نحو التشغيل.. احتياطياته 11 تريليون قدم مكعبة
- حقل غاز عملاق يبدأ الإنتاج قبل موعده.. 10 ملايين متر مكعب يوميًا
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات نمو الطلب على النفط في 2025
- ارتفاع واردات مصر من الغاز المسال.. ودولة واحدة تُلبي 77%
- ممر الهيدروجين يشهد خطوة رسمية.. يربط الجزائر بـ3 دول أوروبية
- الطلب على السيارات الكهربائية في 2024 يتراجع.. والسوق تختار البديل