حقل عصب النفطي في الإمارات.. 3.6 مليار برميل احتياطيات عالية الجودة
أحمد بدر
يمثّل حقل عصب النفطي حلقة مهمة في سلسلة إنتاج النفط الخام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجزءًا رئيسًا من إستراتيجيتها لزيادة الإنتاج، لتعزيز موقعها ضمن كبار منتجي النفط العالميين.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع النفط في دولة الإمارات، فإن الحقل النفطي يُعد من أعلى الحقول إنتاجية في البلاد، لا سيما مع مساعي تطويره وزيادة حجم إنتاجه، بما يلبي احتياجات البلاد داخليًا وتصديريًا.
ويُعد حقل عصب النفطي مملوكًا بالكامل لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، التي تتولى أعمال تطويره من خلال التعاون مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، وعدد من المقاولين الكبار حول العالم.
يُشار إلى أن شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" تعمل على زيادة إنتاجها من النفط الخام، وفق إستراتيجية تقضي بالوصول إلى 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027، بما يلبي أهداف البقاء في صدارة المنتجين بالنسبة إلى الدولة.
وللاطلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)؛ إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل عصب
اكتُشف حقل عصب النفطي للمرة الأولى في عام 1965، وعلى الفور اتخذت إمارة أبوظبي قرارًا بأن تتولى شركة "أدنوك" أعمال تطويره وتشغيله، ليبدأ الإنتاج رسميًا في عام 1970، أي بعد 5 سنوات فقط من اكتشافه.
وعملت شركة أدنوك على تطوير الحقل أكثر من مرة، إذ سبق أن فازت شركة "بتروفاك" البريطانية في يناير/كانون الثاني 2009، بعقد قيمته 2.3 مليار دولار، للمساعدة في تطوير الحقل النفطي البري في أبوظبي.
بموجب هذا العقد، عملت بتروفاك على تأمين خدمات الهندسة والتوريد والبناء، بما يحسّن القدرة الإنتاجية لحقل عصب، وذلك ضمن برنامج لزيادة إنتاج حقول نفطية أخرى، من بينها حقول الساحل والشاه وحقول جنوب شرق إمارة أبوظبي.
وبعد 10 سنوات من هذا الاتفاق، وقّعت أدنوك اتفاقية مع شركة "أوكسيدنتال بتروليوم" الأميركية، وذلك لترسية المنطقة البرية رقم 3 الجديدة، لاستكشاف النفط والغاز وتطويرهما وإنتاجهما، التي تبلغ مساحتها 5 آلاف و782 كيلومترًا مربعًا.
وتقع هذه المنطقة الجديدة في الظفرة بإمارة أبوظبي، وتضم البيانات المتوفرة من المسح الزلزالي "السيزمي" ثلاثي الأبعاد جزءًا كبيرًا منها، ويوضح أنها تتمتع بإمكانات واعدة، لا سيما مع قربها من حقل عصب، وحقول شاه وسهل وحليبة.
يُشار إلى أن وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" الدكتور سلطان الجابر، سبق أن وصف حقل عصب البري النفطي في الإمارات بأنه ركيزة أساسية في إستراتيجية شركته.
وأوضح الجابر أن الحقل النفطي يؤدي دورًا محوريًا في خطط أدنوك لزيادة إنتاج النفط الخام، بالإضافة إلى تلبية الطلب المتنامي على الغاز الطبيعي في الإمارات، لا سيما أن الدولة الخليجية تعتمد على استيراد الغاز القطري لتلبية احتياجاتها الداخلية.
احتياطيات حقل عصب
لا توجد حتى الآن تقارير رسمية تتحدث عن حجم احتياطيات حقل عصب، إلا أن التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن احتياطياتها المؤكدة تبلغ في الوقت الحالي نحو 3.6 مليار برميل من خام "مربان" عالي الجودة، بحسب ما نشرته منصة "غلوبال إنرجي مونيتور" (Global Energy Monitor).
وفي عام 2014، تراوح حجم إنتاج الحقل النفطي بين 230 ألفًا و280 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، قبل أن تُسهم أعمال التطوير التي جرى إنجازها خلال عام 2017 في زيادة حجم إنتاج الحقل إلى نحو 340 ألف برميل يوميًا.
وبعد 3 سنوات من هذا التاريخ، قفز حجم إنتاج حقل عصب النفطي -بفضل أعمال التطوير المتواصلة والمستمرة من جانب شركة أدنوك- إلى نحو 450 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2020، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
أدنوك وعمليات تطوير الإنتاج
يُشار إلى أن حقل عصب النفطي البري في دولة الإمارات يُعد واحدًا من أهم 5 حقول نفطية يعتمد عليها إنتاج النفط الخام في الدولة الخليجية، التي تضم -إلى جانبه- حقول بوحصا وشاه وسهل وباب، والتي تُعد الأكبر في البلاد.
بالإضافة إلى هذه الجهود، عملت شركة أدنوك على إنشاء محطة مركزية جديدة لفصل الغاز عن النفط، بخلاف تطوير شامل لحقول نفطية أخرى بهدف زيادة إنتاجها، بما يدعم إستراتيجيتها لزيادة إنتاج النفط الخام إلى نحو 5 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027.
وفي عام 2022، منحت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" عقدًا بقيمة 173 مليون دولار، لتعزيز الطاقة الإنتاجية لإنتاج حقل عصب من خام مربان الرائد في أبوظبي، وهو عقد الهندسة والتوريد والبناء الذي حصلت عليه شركة "أركيرودون كونستركشن أوفرسيز" لمدة 3 سنوات، وفق ما نشرته منصة "ذي ناشيونال" (The National).
وفيما يلي أبرز حقول النفط والغاز في الإمارات:
- حقل سطح الرزبوط البحري.. 140 ألف برميل يوميًا تعزّز إنتاج الإمارات
- حقل نصر البحري.. اكتشاف إماراتي عمره 53 عامًا ويعمل بالذكاء الاصطناعي
- حقل دلما الإماراتي للغاز.. إنتاج مرتقب بـ390 مليون قدم مكعبة يوميًا
- حقل أم الدلخ البحري.. اكتشاف نفطي إماراتي عمره 55 عامًا