تترقب واردات مصر من الغاز الإسرائيلي زيادة تشتد إليها الحاجة، في ظل جهود الحكومة لمواجهة أزمة تراجع الإنتاج المحلي واللجوء إلى شراء شحنات غاز مسال، لمنع تكرار انقطاع التيار الكهربائي.
ووفق تطورات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أصبحت هذه الزيادة في الواردات مهددة بعد قرار عاجل يتعلق بأحد حقول الغاز الطبيعي الرئيسة في إسرائيل.
إذ قررت شركة شيفرون الأميركية، المشغّلة لحقل ليفياثان الإسرائيلي، تعليق أعمال التوسعة المقررة لمدّة 6 أشهر، مع استمرار الحرب في قطاع غزة.
وتمتلك شيفرون حصة 39.66% في حقل ليفياثان، إلى جانب شركة نيوميد إنرجي الإسرائيلية (NewMed Energy) بحصّة 45.34%، وشركة ريشيو إنرجيز (Ratio Energies) بحصّة 15.0%.
حقل ليفياثان
عُلِّقَت أعمال التوسعة في حقل ليفياثان، التي ستشمل مدّ خط أنابيب النقل البحري الثالث إلى المنصة، لمدة 6 أشهر، حتى أبريل/نيسان 2025
ووفق البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، سيسمح خط الأنابيب الثالث للنقل بتوسيع الحدّ الأقصى لقدرة توريد الغاز من مشروع ليفياثان إلى نظام النقل التابع لشركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية المحدودة (INGL)، من نحو 1.2 مليار قدم مكعّبة يوميًا إلى نحو 1.4 مليار قدم مكعّبة يوميًا.
تقول شركة نيوميد إنرجي: "بسبب تصعيد الوضع الأمني، عُلِّق العمل على مدّ خط الأنابيب تحت البحر جزءًا من مشروع خط أنابيب التجميع الثالث حتى أبريل/نيسان 2025 أو نحو ذلك، اعتمادًا على جداول العمل وجدول أعمال المقاول المنفّذ، وعلى الوضع الأمني الإقليمي.. لذلك، وفقًا لتقديرات المشغّل، من المتوقع تأخير 6 أشهر على الأقل في إكمال مشروع خط الأنابيب الثالث".
يأتي القرار بعد شهرين من اعتماد الشركاء قرارًا استثماريًا بقيمة 429 مليون دولار لمرحلة التصميم الهندسي والمشتريات الأولية للعناصر ذات الأولوية، لدعم زيادة إجمالي قدرة إنتاج الغاز في النظام إلى إجمالي يصل إلى نحو 21 مليار متر مكعب سنويًا.
في ذلك الوقت، قال الشركاء في مشروع ليفياثان، إنهم يستكشفون أيضًا إمكان مدّ خط أنابيب رابع لنقل الغاز تحت البحر من الحقل إلى المنصة، ما يتيح قدرة إنتاجية يومية قصوى تبلغ نحو 2.35 مليار قدم مكعّبة.
أكبر حقل غاز في البحر المتوسط
بما أن المرحلة الثانية من المتوقع أن تتضمن عنصر الغاز المسال لتوسيع قاعدة عملاء ليفياثان إلى أوروبا والشرق الأقصى، فقد كانت المحادثات جارية في أغسطس/آب 2024 مع منشأتَي تسييل موجودتين في مصر.
كما استكشف شركاء ليفياثان خيارات تسييل الغاز الطبيعي على وحدة عائمة راسية في المنطقة الاقتصادية الخالصة الإسرائيلية، بعد أن وافق الشركاء على الميزانية لتوسيع البنية التحتية الحالية لتشمل منشأة عائمة للغاز المسال، ومن المتوقع أن تنتج 4.6 مليون طن من الغاز المسال سنويًا.
ويُنظر إلى التوسع ومنشأة الغاز المسال المستقبلية على أنهما ضروريان لعمليات تسليم الغاز المسال المحتملة من خزان ليفياثان إلى ألمانيا، بموجب مذكرة التفاهم التي وقّعتها نيوميد ويونيبر (Uniper)، وفق ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).
ووفق دليل حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن حقل ليفياثان ليس فقط أكبر خزان للغاز الطبيعي في البحر المتوسط، بل إنه أيضًا أكبر مشروع للطاقة في تاريخ إسرائيل، حيث يُعتقد أنه يحتوي على 22.9 تريليون قدم مكعّبة من الغاز القابل للاستخراج.
ويقع الحقل البحري العميق في أعماق البحر الأبيض المتوسط، على بعد 130 كيلومترًا غرب حيفا، ويتألف من 4 آبار تحت البحر، وبدأ الإنتاج منذ ديسمبر/كانون الأول 2019.
وتضمَّن تطوير الخزان حفر 4 آبار إنتاجية بعمق متوسط يبلغ 5 كيلومترات تحت مستوى سطح البحر، ومدّ خط أنابيب لنقل الغاز تحت سطح البحر، وبناء مرافق معالجة بحرية مخصصة.
ويُنقل الغاز من المنصة إلى الشاطئ إلى الشبكة الوطنية الإسرائيلية، ويوزع على إسرائيل ومصر والأردن.
وكان من المتوقع أن يبدأ إنتاج الغاز الطبيعي من المرحلة التالية من مشروع ليفياثان بين منتصف عام 2028 ومنتصف عام 2029، ومع ذلك، فمن غير المؤكد ما إذا كان التأخير سيؤثّر في هذا الجدول الزمني.
واردات مصر من الغاز الإسرائيلي في 2024
وفق بيانات حديثة اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، ارتفعت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي على أساس شهري خلال يوليو/تموز 2024، بمقدار 51 مليون متر مكعب، بعد تراجعها في يونيو/حزيران الماضي.
واستوردت مصر 782 مليون متر مكعب من الغاز الإسرائيلي في يوليو/تموز، مقابل 731 مليون متر مكعب في يونيو/حزيران، و721 مليون متر مكعب في يوليو/تموز 2023.
وارتفع إجمالي واردات مصر من الغاز الطبيعي الإسرائيلي خلال الأشهر الـ7 الأولى من 2024 بمقدار 575 مليون متر مكعب، على أساس سنوي، لتسجل 5.9 مليار متر مكعب، مقابل 5.32 مليار متر مكعب في المدة المقارنة من 2023، بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
يُذكر أن واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ارتفعت خلال الربع الأول 2024 إلى 2.63 مليار متر مكعب، قبل أن تتراجع في الربع الثاني إلى 2.21 مليار متر مكعب، ولكنها مرتفعة عند المقارنة بالربع المقابل في 2023، عندما سجلت 2.39 مليار متر مكعب.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بين عامي 2022 و2024:
كما أوضحت الأرقام، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أن إنتاج مصر من الغاز انخفض إلى 30.19 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى يوليو/تموز 2024، مقابل 35.53 مليار متر مكعب في المدّة نفسها من 2023، بتراجع سنوي 5.33 مليار متر مكعب.
ومع ذلك، ارتفع إنتاج مصر الشهري من الغاز إلى 4.132 مليار متر مكعب خلال يوليو/تموز الماضي، مقابل 4.088 مليار متر مكعب في يونيو/حزيران السابق له، ولكنه متراجع عند المقارنة بالشهر المقابل من 2023، الذي سجّل فيه 5.03 مليار متر مكعب.
موضوعات متعلقة..
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 11.2% في 6 أشهر
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تنخفض للشهر الثاني على التوالي
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تسجل أعلى مستوى في تاريخها
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات نفطية في سبتمبر 2024 تشهد هيمنة إماراتية أميركية
- أكبر 5 صفقات غاز مسال في سبتمبر 2024.. تركيا تحتل الصدارة
- صفقة هيدروجين تفشل بعد أسبوع من إعلانها.. وعميل ينسحب فجأة
- الربط الكهربائي بين شمال أفريقيا وأوروبا يوفر 24 غيغاواط.. المغرب ومصر يقودان المسيرة