تقارير منوعةرئيسيةمنوعات

قطاع الشحن البحري يجد ضالته لتحقيق الحياد الكربوني.. آلية واعدة (تقرير)

اقرأ في هذا المقال

  • آلية إدخال الكربون تتيح استعمال الوقود منخفض الكربون بسهولة في صناعة الشحن البحري
  • تختلف تقنية إدخال الكربون عن تعويضات الكربون
  • أنشطة الشحن البحري مسؤولة عن 3% من الانبعاثات الكربونية عالميًا
  • قطاع الشحن البحري يفتقر إلى سلاسل الإمدادات الخاصة بالوقود منخفض الكربون
  • ينتج عن الاستعمال واسع النطاق للوقود منخفض الكربون تكاليف مرتفعة، مقارنة بالوقود الأحفوري

ما يزال قطاع الشحن البحري يكافح من أجل استعمال الوقود منخفض الانبعاثات بكفاءة في تشغيل أساطيله من السفن والحاويات، في إطار مستهدفاته الطموحة لتحقيق الحياد الكربوني.

لكن معاناة صناعة الشحن البحري تلك ربما تكون قد وصلت إلى نهايتها، بفضل آلية إدراج الكربون (Carbon insetting) التي تفتح آفاقًا جديدةً لإزالة انبعاثات هذا القطاع، بوتيرة أسرع.

وتساعد آلية إدخال الكربون مشغّلي السفن بدمج الوقود منخفض الكربون في عملياتهم بسهولة، عبر توزيع تكاليف مشروعات خفض الكربون مع الشركاء في سلسلة الإمدادات.

ومصطلح إدراج الكربون -يُطلق عليه أيضًا "إدخال الكربون"- هو عملية تدخل فيها الشركات بشراكة مع أصحاب المصلحة الرؤساء في سلاسل القيمة الخاصة بهم لخفض انبعاثات غازات الدفيئة والإسهام في أهداف التخفيف من تغير المناخ.

ويختلف مصطلح إدخال الكربون عن تعويضات الكربون، التي تستثمر فيها الشركات في مشروعات بيئية حول العالم بصفتها وسيلة لتعويض انبعاثاتها، ويتركز الكثير منها في البلدان النامية.

ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن نحو 3% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم يَصدُر عن أنشطة قطاع الشحن البحري، المُستعمَل في نقل قرابة 90% من التجارة العالمية.

حلقة ربط

نظريًا، يُعدّ تطوير واستعمال أنواع جديدة من الوقود الطريقة الأكثر فاعلية لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، لكن -عمليًّا- يشكّل هذا تحديًا هائلًا، وفق ما يراه الكاتب الصحفي المتخصص في تحليلات الشحن البحري لدى شركة بيورو فريتاس مارين أند أوفشور Bureau Veritas Marine & Offshore جولين بولاند، في مقالة نشرها موقع ريفييرا (Riviera). .

وقال بولاند، إن قطاع الشحن البحري ما يزال يفتقر إلى سلاسل الإمدادات الخاصة بالوقود منخفض الكربون، موضحًا أن هذا يُعزى -جزئيًا- إلى عدم وجود حلقة ربط بين المشترين والبائعين المحتملين.

وأشار بولاند إلى أن أيًّا من البائعين أو المشترين المحتملين ليس لديهم استعداد كامل لإبداء التزام تجاه بعضهم؛ ما يُحدِث حالةً من التشرذم وعدم الاستقرار في سلسلة القيمة.

وإذا كانت الصناعة ترغب في تسريع وتيرة إنتاج الوقود، يحتاج المرء إلى النظر لما هو أبعد مما يجب عمله نظريًا، بحسب كاتب المقال.

كاتب المقال جولين بولاند
كاتب المقال جولين بولاند - الصورة منrivieramm

ويتطلب قطاع الشحن البحري حلولًا مبتكرةً واستثماراتٍ ضخمةً للاستفادة من كل ما هو ضروري بهدف الوصول إلى النطاق المطلوب.

ويعتقد الكثيرون أن آلية إدخال الكربون من الممكن أن تكون "الحل السحري" لتلك المعضلة، بحسب ما قاله كاتب المقال، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.

إدراج الكربون.. كيف يعمل؟

استطرد كاتب المقال جولين بولاند في حديثه عن مصطلح "إدراج الكربون"، قائلًا، إنه يستهدف مواجهة بعض المعضلات التي تواجهها سوق الشحن البحرية -حاليًا- حينما يتعلق الأمر بدمج الوقود منخفض الكربون في عملياتها.

وأضاف بولاند أن عملية إدراج الكربون تمكّن مشغّلي السفن الساعين إلى إزالة الكربون من أساطيلهم من توزيع تكلفة مشروعات خفض الكربون مع الشركاء في سلسلة الإمدادات، المستعدين والراغبين في دفع "الأقساط الخضراء"، بصرف النظر عن عملياتهم.

وتابع: "يَنتُج عن الاستعمال واسع النطاق للوقود منخفض الكربون تكاليف مرتفعة يتحمّلها مالكو السفن، مقارنةً بمصادر الوقود الأحفوري الأرخص ثمنًا".

وواصل: "وبناءً عليه تقدّم آلية إدخال الكربون حلًا قادرًا يساعد على سدّ الفجوة السعرية، وخفض الانبعاثات في سلسلة الإمدادات، وإحداث تأثير ملموس في الانبعاثات المحددة بموجب النطاق3 بالنسبة لمالكي الشحنات".

وتشمل انبعاثات "النطاق 3" الانبعاثات غير المباشرة الناتجة عن سلسلة القيمة الخاصة بالشركة، وفق لميثاق الغازات الدفيئة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال كاتب المقال، إن استعمال آلية إدراج الكربون من أجل تحفيز إنتاج الوقود المتجدد ومنخفض الكربون على نطاق واسع، يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا لربط مشتري الوقود وبائعيه عبر سلسلة القيمة، وكذلك المساعدة على مواجهة فروق التكلفة بين الوقود التقليدي والوقود منخفض الكربون.

تقاسم الخبرات

سيحتاج تطوير سلاسل إمدادات جديدة، وفق المقال، إلى التعاون وتقاسم الخبرات فيما هو أبعد من قطاع الشحن البحري، مثل أنواع الوقود الجديدة والتقنيات المتطورة، وتقييم دورة حياة مصادر الطاقة المتجددة، وإمكان التتبع وتقييم التقدم المحرَز في الشؤون البيئية والاجتماعية والحوكمة.

وقال الكاتب: "تعمل شركة بيورو فريتاس مارين أند أوفشور المتخصصة في الاختبار والتفتيش وإصدار الشهادات، على تنفيذ المعايير المذكورة مع فريق الشحن المستقبلي لدينا (Future Shipping Team) ".

وقد تأسَّس فريق الشحن المستقبلي -خصوصًا- لربط الخبرات من كل القطاعات داخل شركة بيورو فريتاس، مستفيدًا من أكثر من 80 ألف زميل يعملون في مجالات الطاقة النووية وسلسلة القيمة الخاصة بغاز ثاني أكسيد الكربون، وأنواع الوقود البديل، والدفع المعزز بطاقة الرياح، إلى غير ذلك من المجالات الحيوية الأخرى، لتقاسم البحوث والمعرفة.

ناقلة غاز تعمل بالأمونيا السائلة
ناقلة غاز تعمل بالأمونيا السائلة – الصورة من Wärtsilä

وقال كاتب المقال جولين بولاند: "عبر توسيع آفاق هذا التعاون ليشمل كل سلاسل القيمة، نستطيع اكتشاف الوضوح والحلول العملية اللازمة للتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري، مثل التقنيات الجديدة، والوقود الجديد، والممارسات الجديدة، مثل إدخال الكربون".

وأكد بولاند أن الطريق الموصل إلى أهداف الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري أضحى ملحًّا ومعقدًا، موضحًا أنه في حين كون استعمال الوقود الخالي من الكربون ما يزال في مرحلة مبكرة، فإن الإجراءات الفورية مثل زيادة الكفاءة التشغيلية وتبنّي الحلول المبتكرة مثل إدخال الكربون، أمر بالغ الأهمية.

وفي النهاية، سلّط كاتب المقال الضوء على أهمية الجهود التعاونية، مثل تلك التي يقودها فريق الشحن المستقبلي في الشركة، في تجاوز تحديات الصناعة، مؤكدًا أنه من خلال تعزيز تبادل المعرفة بين الصناعات ومواءمة اللوائح، يستطيع قطاع الشحن البحري أن يضع أساسًا قويًا للتحول إلى مستقبل نظيف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق