التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

5 دول تتصدّر أسواق الكربون الطوعية الجاذبة.. ومفاجأة أفريقية

سلمى محمود

تؤدّي أسواق الكربون الطوعية دورًا حيويًا في توفير التمويلات اللازمة للبلدان، بهدف تقليل تكاليف خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن استعمال الوقود الأحفوري، والتوجه نحو مشروعات صديقة للبيئة.

وبحسب معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقع الاختيار على كولومبيا وكينيا وكمبوديا والمكسيك وبيرو، بصفتها أكثر الدول جاذبة للمستثمرين في أرصدة أسواق الكربون الدولية، وفقًا لنتائج تقييم مؤشر "في سي إم لجاذبية الاستثمار" الذي أجرته شركة أباتابل للمرة الثانية في تاريخها.

وصنّفت الشركة الدول الـ5 بناءً على الظروف الحالية لأسواقها، وأبرز إمكاناتها لإعادة تشكيل أسواق الكربون.

وتعدُّ أرصدة كربون مشروعات الطاقة المتجددة إحدى أرخص الأرصدة بسوق الكربون، ومن خلالها يُصدر مطورو المشروعات تلك الأرصدة ويبيعونها إلى شركات أخرى ترغب في تعويض انبعاثاتها التي أنتجتها؛ ما يؤدي إلى توفير إيرادات تساعدها في تنفيذ خططها.

معايير محددة

قالت المؤسِّسة المشاركة لشركة أباتابل، ماريا يوغينيا فيلمانوفيتش، إن التقييم راعى جاهزية تلك البلدان للمشاركة في أسواق الكربون الطوعية، بناءً على عدة معايير، بحسب ما أورد موقع وكالة التصنيفات الائتمانية إس بي غلوبال.

وتمثّلت المعايير في تقييم المناخ الاستثماري لهذه الدول، وتدابير الحياد الكربوني المنفذة بها، وظروفها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتحديد المخاطر المحتمل أن يواجهها المستثمرون حال تنفيذ مشروعات صديقة للبيئة، بحسب فيلمانوفيتش.

مشروع للطاقة المتجددة في كينيا
مشروع للطاقة المتجددة في كينيا - الصورة من nopef

وأضافت أن مؤشر "في سي إم لجاذبية الاستثمار" ركز على دور أسواق الكربون الطوعية في سد الفجوة التمويلية لهذه البلدان للحد من الانبعاثات، والارتقاء بمستوى معيشة المواطنين.

وتُوفِّر أسواق الكربون فرصة أمام الشركات والدول والمؤسسات التي أسهمت في إنتاج الانبعاثات لتعويض ذلك، من خلال شراء أرصدة الكربون من مشروعات أخرى تستهدف خفض الانبعاثات أو إزالتها أو تجنبها.

جاذبية كينيا

استطاعت كولومبيا تحقيق قفزات كبيرة للحد من الانبعاثات الكربونية بفضل الإجراءات والأطر التنظيمية المتبعة لإدارة منظومة تسعير الكربون، ما رفع جاذبيتها الاستثمارية.

ومن المتوقع أن تتلقى طلبات حقيقية لتنفيذ الكثير من المشروعات خلال الشهور المقبلة، بحسب فيلمانوفيتش.

وأضافت أن كولومبيا لديها طموحات خاصة بضريبة الكربون، وتسعى دائمًا لتتواكب مع أحدث المستجدات العالمية.

في الوقت نفسه، ما تزال الجاذبية الاستثمارية لدولة كينيا قوية، لا سيما بعد موافقة حكومتها في الآونة الأخيرة على سياسة المشاركة في أسواق الكربون الطوعية، ما يشير إلى طفرة أفريقية.

وأضافت المؤسِّسة المشاركة لشركة أباتابل أن هذه الموافقة عزّزت بيئة قوية ومحفزة للمستثمرين، للتوسع بصورة أكبر في تنفيذ مشروعات صديقة للبيئة.

أداء إيجابي

ترى شركة أباتابل أن الأداء الإيجابي لكينيا يرجع -بصورة رئيسة- إلى التزامها ببنود المادة 6 من اتفاق باريس لمواجهة التغيرات المناخية.

وتؤكد الشركة أن كينيا استطاعت جذب عروض مناسبة بشأن تداول وتبادل الائتمانات والتعويضات الكربونية المطلوبة.

في المقابل، واجهت أسواق الكربون الطوعية على مدار العامين الماضيين تحديات جمة، لا سيما مع تساؤلات جهات بحثية وإعلامية بشأن فاعليتها؛ ما أدى إلى انخفاض أسعارها والتشكيك بها.

وسرعان ما تغيرت الأمور للأفضل، مع الطلب المتنامي على مشروعات الحد من انبعاثات الكربون، والمبادرات الحكومية لتحفيزها.

وأدت هذه المبادرات والتحركات إلى استعادة أسواق الكربون الطوعية بعض الثقة لدى المستثمرين.

وقالت فيلمانوفيتش إن ردود الفعل التي خلصت إليها الشركة عند تقييم أسواق هذه البلدان، وفقًا لمؤشر جاذبية الاستثمارات، كانت إيجابية.

مصفاة نفط إيكوبترول في بارانكابيرميغا الكولومبية
مصفاة نفط إيكوبترول في بارانكابيرميغا الكولومبية - الصورة من رويترز

أطر تنظيمية

قالت فيلمانوفيتش إن المستثمرين يعدّون التقييمات التي يضعها المؤشر أمرًا بديلًا للتحليلات التي يجرونها، لتكوين وجهات نظرهم عن البلدان.

وتنامى التعاون بين الدول فيما يتعلق بمشروعات إزالة الكربون؛ إذ قدّم كثير منها العديد من الخطابات لتنفيذ هذه المشروعات.

واتصالًا بذلك، كان الطلب على ائتمانات وأرصدة كربون مشروعات الطاقة المتجددة منخفضًا مع تراجع ربحيتها، لكنه شهد تحولًا -وإن كان محدودًا- في معدل الإقبال خلال العام الماضي (2023)، لا سيما مع إعلان بلدان نامية حماسها للاعتماد عليها.

وحدّدت المادة 6 من اتفاقية باريس للمناخ القواعد المنظمة لأسواق الكربون الطوعية؛ بهدف مواجهة التغيرات المناخية عالميًا، بحسب بيانات منشورة على موقع البنك الدولي.

وبموجب هذه الأسواق يمكن للدول تداول وشراء تأمينات وتعويضات وأرصدة الكربون من مشروعات أخرى تستهدف خفض الانبعاثات أو إزالتها من خلال التحول من استعمال الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق