التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

أكبر منتج لوقود الطيران المستدام.. هل يتحقق طموح أميركا بحلول 2030؟

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

عند الحديث عن التوقعات بشأن أكبر منتج لوقود الطيران المستدام؛ فإن الأنظار تتجه إلى الولايات المتحدة؛ لما لديها من إمكانات تسمح لها بالريادة العالمية في هذا القطاع.

ورغم ذلك؛ فإن تفوق أميركا في إنتاج وقود الطيران المستدام يتوقف على عدة عوامل؛ أبرزها دعم السياسات، وتوافر المواد الأولية، واتفاقيات الشراء، التي من خلالها ستدخل القدرة المخطط لها حيز التشغيل في البلاد بحلول نهاية العقد الحالي (2030).

وتطمح الولايات المتحدة إلى أن تكون أكبر منتج لوقود الطيران المستدام، مع تخطيط الحكومة الأميركية لإنتاج 3 مليارات غالون (9.1 مليون طن) سنويًا، بحلول 2030، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وتمثل طموحات الإدارة الأميركية بشأن إنتاج وقود الطيران المستدام في 2030، ارتفاعًا من تقديرات العام الحالي (2024) التي تبلغ 0.46 مليار غالون (1.4 مليون طن).

حوافز زيادة الإنتاج

ستؤدي الحوافز السياسية دورًا رئيسًا في جعل أميركا أكبر منتج لوقود الطيران المستدام بحلول 2030، إذ يُعتمد عليها في نمو السوق من خلال الإعفاءات الضريبية أو الإعانات أو أشكال الدعم الأخرى.

ويأتي ذلك في الوقت الذي لا يوجد لدى أميركا قانون أو لائحة محددة تلزم شركات الطيران بخلط نسبة معينة من وقود الطيران المستدام لتعزيز الطلب، مثلما هو الحال في الاتحاد الأوروبي وبعض دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

صهريج وقود الطيران المستدام من شركة شل
صهريج وقود الطيران المستدام من شركة شل - الصورة من موقع الشركة

ومن أكبر الحوافز التي ستؤثر في كون أميركا أكبر منتج لوقود الطيران المستدام بحلول 2030، قانون خفض التضخم، الذي يقدم ائتمانات ضريبية تتراوح بين 0.35 و1.75 دولارًا لكل غالون، بحسب تقرير للبنك الاستثماري الهولندي آي إن جي (ING).

وستؤدي السياسات على مستوى الولاية دورًا حاسمًا في توسيع سوق وقود الطيران المستدام، مع إدراجه في برنامج معيار الوقود المنخفض الكربون في كاليفورنيا، كما تخطط واشنطن لإضافته في برنامج الوقود النظيف.

كما أقرّت العديد من الولايات، بما في ذلك واشنطن ومينيسوتا ونبراسكا، ائتمانات ضريبية لوقود الطيران المستدام تتراوح من 0.75 إلى 1.5 دولارًا لكل غالون منتج أو ممزوج، على مدار 10 سنوات.

ميزة إستراتيجية

سيمثل إنتاج المواد الخام الزراعية، مثل فول الصويا والذرة، طريقًا ممهدًا للوصول الأميركي نحو ريادة السوق لتكون أكبر منتج لوقود الطيران المستدام بحلول 2030.

ومن خلال الاستفادة من البنية التحتية الحالية وتوسيع نطاق العمليات، جنبًا إلى جنب مع الحوافز المالية المواتية، يمكن للمنتجين توسيع حجم السوق في أميركا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

طائرة في أثناء التزود بوقود الطيران المستدام
طائرة في أثناء التزود بوقود الطيران المستدام - الصورة من موقع شركة نيستي

وعلى الرغم من توقعات أن تصبح أميركا أكبر منتج لوقود الطيران المستدام، والوصول إلى المستهدف الإنتاجي في 2030؛ فإن شركات أخرى، مثل سكاي إن آر جي (Sky NRG)، تتحفظ على ذلك، متوقعة وصول الإنتاج الأميركي إلى 2.3 مليار غالون (7 ملايين طن).

هل يمكن تحقيق عناصر التفوق؟

أمام أميركا تحدٍّ كبير لكي تكون أكبر منتج لوقود الطيران المستدام 2030، وذلك اعتمادًا على العناصر الرئيسة الآتية:

1- توافر المواد الخام

يتأثر توافر المواد الأولية لوقود الطيران المستدام الأميركي بالإنتاج الزراعي، ومعالجة نفايات المواد الأولية، والواردات، والمنافسة من الديزل المتجدد.

ويمكن أن تزيد المواد الأولية الزراعية مثل الذرة وفول الصويا من إنتاج وقود الطائرات المستدام بسرعة، ولكنها في وضع غير مواتٍ حاليًا بسبب ارتفاع الانبعاثات، مقارنة بزيت الطهي المستعمل.

2- التوافق السياسي

إن سوق وقود الطيران المستدام عُرضة لاضطراب السياسات، وقد يؤدي أي تغيير في الإدارة الأميركية إلى احتمالات عدم تمديد الاعتمادات الضريبية.

كما يجب وضع سياسات جديدة لتحفيز الإنتاج، وفي هذا الشأن، تأتي كاليفورنيا نموذجًا، ففي حين يمكن لمنتجي وقود الطيران المستدام تحقيق إيرادات من خلال بيعه في سوق الوقود منخفض الكربون، فإن افتقار السوق إلى سقف انبعاثات الطيران يعني عدم وجود لتعزيز الإنتاج.

كما أدى الطلب المتزايد على الديزل المتجدد إلى دفع بعض شركات التكرير إلى اختياره بديلًا للوقود المستدام؛ ونتيجة لذلك، لا يشكل الأخير سوى 0.3% من إجمالي أرصدة الوقود المتجدد المبيعة في كاليفورنيا.

3- اتفاقيات الشراء

يعتمد نجاح أميركا في أن تصبح أكبر منتج للوقود المستدام بحلول 2030، على تأمين اتفاقيات شراء طويلة الأجل.

وفي حين أن معظم الاتفاقيات الأميركية قصيرة الأجل (5 سنوات أو أقل)، فإن الاتفاقيات الأطول أجلًا تعزز ثقة المستثمرين وتسهل التمويل.

ويعني ذلك أنه يجب على صانعي السياسات إعطاء الأولوية للإجراءات المتعلقة بالطلب لتشجيع إبرام اتفاقات شراء أكثر شمولًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق