التقاريرتقارير الكهرباءتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

تضاعُف قدرة الكتلة الحيوية الخشبية في اليابان وكوريا الجنوبية 7 مرات

رغم المخاوف المناخية

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

تستهدف قدرة الكتلة الحيوية الخشبية، في اليابان وكوريا الجنوبية، تعزيز جهود تحول الطاقة، على الرغم من القيود المتعلقة بالجدوى المالية والانبعاثات.

وتشير بيانات حديثة -حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منها- أنه من المتوقع أن تمتلك اليابان 3.8 غيغاواط من سعة توليد الكهرباء بحرق الأخشاب عبر 59 وحدة بحلول عام 2026.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تصل قدرة الكتلة الحيوية الخشبية في كوريا الجنوبية إلى 1.46 غيغاواط عبر 32 وحدة، في غضون أقل من عامين.

وتمثّل الزيادة في سعة الطاقة الحيوية في اليابان وكوريا الجنوبية معًا، تضاعفًا بمقدار يقترب من 7 مرات، وبنسبة 658%، خلال 10 سنوات.

بالرغم من ذلك، فإن التركيز على نمو قدرة الكتلة الحيوية الخشبية يصرف الانتباه عن الحلول الأكثر فاعلية لدفع تحول الطاقة في اليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى أنه يشكّل مخاطر أمنية على المجتمعات والعمال بسبب خطر الحرائق في المحطات.

توليد الكهرباء من الطاقة الحيوية

في اليابان وكوريا الجنوبية، تتوسع محطات التوليد المشترك للكهرباء بالكتلة الحيوية والفحم، مع كون الأخير الوقود الرئيس لهذه المحطات، حيث يمتلكان معًا 16.7 غيغاواط، ما يمثّل 17.4% من إجمالي القدرة العاملة في كلا البلدين، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث "غلوبال إنرجي مونيتور".

إحدى محطات الكتلة الحيويةإحدى محطات الكتلة الحيوية - الصورة من إنرجي كابيتال باور

ووفقًا لبيانات مُحدّثة في سبتمبر/أيلول 2024 -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة-، تبلغ قدرة الطاقة الحيوية المشغّلة في اليابان نحو 3.44 غيغاواط ، في حين تبلغ السعة المتوقعة 2.14 غيغاواط، موزعة كما يلي: 1.2 غيغاواط قيد الإنشاء، 343 ميغاواط في مرحلة ما قبل البناء، و554 ميغاواط معلنة.

وتأتي اليابان، ضمن أكثر 10 دول توليدًا للكهرباء من الطاقة الحيوية بحجم يبلغ 2.74 غيغاواط، لتشكّل نحو 3.80% من الإجمالي العالمي.

على الجانب الآخر، تبلغ سعة الطاقة الحيوية العاملة في كوريا الجنوبية 1.49 غيغاواط، بينما تصل القدرة المتوقعة إلى 330 ميغاواط، متضمنة: 220 ميغاواط قيد الإنشاء، و 110 ميغاواط قدرة معلنة.

إعانات لنمو قدرة الكتلة الحيوية الخشبية

تمنح برامج الطاقة المتجددة إعانات لدعم محطات توليد الكهرباء بالكتلة الحيوية الخشبية في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، لكنها قائمة على افتراض خاطئ بأن هذه المحطات محايدة للكربون.

ففي كوريا الجنوبية، تمنح شهادات الطاقة المتجددة (REC) -وهي شهادة قابلة للتداول يستعملها المستهلكون لتوثيق وإثبات اعتمادهم على الكهرباء المتجددة وتقليل تكلفة استهلاكهم لها- لدعم زيادة قدرة الكتلة الحيوية الخشبية، وبالمثل في اليابان، يقدّم برنامج تعرفة التغذية الكهربائية سعرًا ثابتًا للكهرباء المنتجة من مصادر متجددة.

ورغم هذا الدعم، تظل الانبعاثات الفعلية من سلسلة التوريد الكتلة الحيوية الخشبية مصدر قلق كبيرًا، بما في ذلك الناتجة عن قطع الأشجار، والنقل إلى منشآت المعالجة، وكذلك خلال عمليات تحويلها إلى كريات خشبية، بالإضافة إلى النقل الآخر لمحطات توليد الكهرباء.

خطر زيادة الانبعاثات

وفي حين يبدو أنها بديل أنظف مقارنة بالوقود الأحفوري، فإن توسيع قدرة الكتلة الحيوية الخشبية تهدد بزيادة الانبعاثات الكربونية، مثلما هو الحال مع الفحم.

الكتلة الحيوية
عملية جمع الأخشاب لاستعمالها في توليد الكهرباء - الصورة من إنرجي فويس

فضلًا عن ذلك، فإن الانبعاثات من حرق وحدات الكتلة الحيوية الخشبية ليست فقط مثل تلك الناتجة عن الفحم، بل يمكن أن تكون أعلى بنسبة 30%، بحسب التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وذلك لأن كثافة الطاقة في الكتلة الحيوية الخشبية أقل من الفحم، ما يعني أنه يجب حرق المزيد منها لإنتاج الكمية نفسها من الكهرباء.

عواقب سلبية لاستمرار الدعم

قد يكون استمرار تقديم الإعانات لزيادة قدرة الكتلة الحيوية الخشبية عواقب سلبية، إذ إنه قد يُقلّص من التمويل اللازم لمصادر طاقة أخرى أكثر استدامة مثل الرياح والطاقة الشمسية.

علاوة على ذلك، فإن دعم محطات الكتلة الحيوية الخشبية، يسمح -أيضًا- لمحطات الفحم بمواصلة العمل، لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.

وتُعدّ مواصلة اليابان وكوريا الجنوبية الاستثمار في قدرة الكتلة الحيوية الخشبية مصدرًا غير مستدام على المدى الطويل، لأن الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا قد يتراوح بين 44 و104 سنوات، للاستفادة من فوائدها في خفض الانبعاثات بما يتجاوز خسائر تعويضات الكربون الناتجة عن قطع الغابات في أثناء جمع الكتلة الحيوية.

وفي الوقت الذي حددت فيه كوريا الجنوبية هدفًا بالتوقف عن استعمال الفحم لتوليد الكهرباء بحلول 2050، ومع عدم التزام اليابان بموعد حتى الآن؛ فإن توليد الكهرباء بالاستعمال المشترك للكتلة الحيوية مع الفحم قد يسمح لكلا الدولتين بمواصلة الاعتماد على هذا الوقود الأحفوري لمدة أطول.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق