توليد الكهرباء من الكتلة الحيوية.. بريطانيا تبني محطات جديدة بـ12.5 مليار دولار
دينا قدري
تعتزم شركة بريطانية استثمار 12.5 مليار دولار في تطوير محطات توليد الكهرباء من الكتلة الحيوية مع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في الولايات المتحدة، على مدى العقد المقبل.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ترغب شركة دراكس البريطانية في الاستفادة من إعانات الدعم المربحة في الولايات المتحدة، وتوقعات الطلب المتزايد على الطاقة.
وستبني دراكس، التي تدير أكبر محطة كهرباء في المملكة المتحدة في شمال إنجلترا، المحطات تحت إشراف شركتها الفرعية إليميني (Elimini) ومقرها هيوستن، التي أطلقتها حديثًا.
وقالت شركة دراكس، التي تولّد نحو 6% من كهرباء بريطانيا، إنها ما تزال ملتزمة بالمملكة المتحدة، لكنها ترى فرصًا في الولايات المتحدة لتقنية احتجاز الكربون وتخزينه.
محطات كهرباء جديدة
تأتي خطط بناء محطات توليد الكهرباء من الكتلة الحيوية في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد الأميركي أزمة في إمدادات الطاقة، مع توقع ارتفاع احتياجات الكهرباء في ظل انتشار مراكز البيانات للتعامل مع متطلبات الذكاء الاصطناعي.
وتُقيّم شركة دراكس أكثر من 20 موقعًا محتملًا في أميركا الشمالية تحت إشراف شركة إليميني، بهدف بناء ما يصل إلى 5 محطات في الولايات المتحدة على مدى السنوات الـ10 المقبلة، بسعة إجمالية تبلغ نحو 750 ميغاواط من الكهرباء، وهو ما يكفي لتوفير الكهرباء لأكثر من 600 ألف منزل.
وتقدّر الشركة أن كل محطة أميركية ستزيل نحو 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وستكون مؤهلة للحصول على أكثر من 100 مليون دولار من الإعفاءات الضريبية سنويًا من قانون خفض التضخم للرئيس جو بايدن، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times).
وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة إليميني، الرئيس التنفيذي لمجموعة دراكس، ويل غاردينر، بأن "إليميني" تخطط لبدء تشغيل أول مشروع لها في الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2030، وهو ما سيتطلب استثمارًا بقيمة 2.5 مليار دولار.
وقال غاردينر: "نهدف إلى القيام بالمزيد خلال العقد المقبل".
خفض الانبعاثات وإزالة الكربون
قالت شركة دراكس البريطانية إن محطات توليد الكهرباء من الكتلة الحيوية مع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، تلتقط الانبعاثات التي ينتجها عن طريق حرق الجسيمات الخشبية المضغوطة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن امتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي في أثناء نمو الخشب يعني أن تأثيره الإجمالي سيكون سلبيًا للكربون، ما يمكنه من توليد أرصدة إزالته.
وحدّدت العديد من الشركات أهدافًا للحياد الكربوني، التي تتطلّب منها شراء أرصدة الكربون للتعويض عن الانبعاثات التي لا يمكنها خفضها بنفسها.
وقالت بعض الشركات العملاقة -مثل مايكروسوفت- إنها على استعداد لدفع علاوة على أرصدة إزالة الكربون، التي تزيل انبعاثات الكربون من الغلاف الجوي.
ومن جانبها، أعلنت شركة دراكس أنها دخلت بالفعل في 11 صفقة لإزالة الكربون مع 8 شركات، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.
وانتقدت الجماعات الخضراء ممارسة توليد الكهرباء من الكتلة الحيوية، بحجة أنها ليست طريقة محايدة للكربون لتوليد الكهرباء، وأن إنتاج الجسيمات الخشبية المضغوطة يمكن أن يُسهم في إزالة الغابات.
وتقول شركة دراكس إنها تستعمل فقط بقايا الخشب أو المنتجات الثانوية من الأشجار المستعملة في المقام الأول للأخشاب، وإن الطلب على الخشب من الغابات المستدامة يُمكن أن يساعد في زيادة نمو الغابات.
خطط صعبة ولكن!
مع ذلك، يقول بعض المحللين إن خطط شركة دراكس قد تكون صعبة، إذ تظل تقنيات إزالة الكربون باهظة الثمن، ولم تُنتج على نطاق واسع بعد.
وتتبع حملة الشركة في الولايات المتحدة مستثمرين أوروبيين آخرين ضخوا مليارات الدولارات في السوق الأميركية الشمالية، للاستفادة من إعانات الطاقة النظيفة بموجب قانون خفض التضخم.
وتواجه الولايات المتحدة -أيضًا- طلبات جديدة للكهرباء من مراكز البيانات للذكاء الاصطناعي، والتحول إلى الكهرباء، وإعادة التصنيع الصناعي.
وتقدّر شركة الاستشارات آي سي إف (ICF) أن الطلب على الكهرباء قد يزيد بمعدل 9% بحلول عام 2028، ما يشكل خطرًا على الموثوقية والقدرة على تحمل التكاليف، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة "فايننشال تايمز".
وقالت رئيسة شركة إليميني، لوري فيتزموريس، إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى مصادر كهرباء منخفضة الكربون مثل محطات توليد الكهرباء من الكتلة الحيوية مع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه المتاحة على مدار الساعة، لتجنب مشكلات التقطع في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وقالت فيتزموريس: "هناك قدر هائل من نمو الحمل يحدث.. نحن بحاجة إلى نظام طاقة خالٍ من الكربون يحتوي على قاعدة من الطاقة المتجددة القابلة للتمدد".
موضوعات متعلقة..
- بدء بناء أول محطة لتوليد الكهرباء من الكتلة الحيوية في ساحل العاج
- انبعاثات محطة كهرباء تعمل بالكتلة الحيوية في بريطانيا تتجاوز الفحم
- حرق الكتلة الحيوية يضاعف أزمة تغير المناخ أكثر من الوقود الأحفوري (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- توقف إنتاج النفط في خليج المكسيك الأميركي.. و4 شركات كبرى تتحرك
- اكتشاف نفط وغاز في بحر الشمال.. الثاني خلال أسبوع
- صناعة الهيدروجين العالمية قابلة للتطور.. ومستهدفات 2030 "غير واقعية"
- تكلفة الطاقة المتجددة أقل من الوقود الأحفوري في 2023 (تقرير)