جفاف تاريخي يقطع الكهرباء في الإكوادور 12 ساعة يوميًا
وزير الطاقة: نهاية الأزمة لا يعلمها إلا الله
حياة حسين
أعلنت السلطات زيادة مدة قطع الكهرباء في الإكوادور إلى 12 ساعة يوميًا، من 8 ساعات يوميًا؛ بسبب أزمة الطاقة التي تعيشها البلاد، وتغير المناخ الذي زاد الأمور سوءًا، لدرجة دعت وزير الطاقة إلى قوله "إن الله وحده يعلم موعد نهاية تلك الأزمة".
وأشارت السلطات، في بيان أمس الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024، إلى أن الجفاف التاريخي في البلاد بمنطقة السدود التي يجري توليد طاقة كهرومائية منها، تلبي أكبر حصة من الاحتياجات، فاقم من أزمة الطاقة، ودفع إلى قرار زيادة عدد ساعات قطع الكهرباء، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويجري قطع الكهرباء في الإكوادور بصورة منتظمة منذ مدة طويلة؛ بسبب مشكلات تتعلّق بمصادر الطاقة، أبرزها تراجع إنتاج النفط مع انخفاض إنتاج الشركات الخاصة، بسبب البيئة الاستثمارية الصعبة، فضلًا عن الاستثمار المحدود في الاستكشاف والإنتاج من الحقول الجديدة التابعة لشركة النفط الوطنية "بترو إكوادور".
وتقع نسبة كبيرة من نفط الإكوادور في مناطق يرفض السكان المحليون العمل بها، في حين تندلع احتجاجات واضطرابات اجتماعية وهجمات على البنية التحتية للنفط؛ أدت إلى تعطّل الإنتاج في إحدى المناطق التي تمثّل 12% من إجمالي الإنتاج، وتدر 1.2 مليار دولار سنويًا لخزينة الدولة.
قطع الكهرباء في الإكوادور
نوّهت السلطات إلى تمديد مدة قطع الكهرباء في الإكوادور لأكثر من 8 ساعات، خلال الأسبوع الماضي، لكنها لم تعلن حجم هذه المدة الإضافية، التي جاءت بنسبة زيادة 50%، ما يعكس حجم الأزمة التي تتواصل في البلاد.
وقال وزير الطاقة أنطونيو غونكالفز، لصحفيين الأسبوع الماضي، إن ظروف الطقس السيئة في منطقة السدود بالبلاد هي التي تضغط على معدلات التوليد، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الإثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024.
وأضاف الوزير: "الأمر المهم والأكثر تأثيرًا هو أن الطقس أصبح مجنونًا، ويتغيّر كثيرًا.. الجفاف بدأ هذا العام مبكرًا شهرين، ونحن نعتمد كثيرًا على الطاقة الكهرومائية، لذلك لا أستطيع التنبؤ بأي شيء يتعلّق بهذه الأزمة؛ الله وحده يعلم بذلك".
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قال رئيس الإكوادور دانيال نوبوا، خلال اجتماع الجمعية العام للأمم المتحدة، إن بلاده تشهد أسوأ موجة جفاف في 61 عامًا.. الأمر وصل إلى الفوضى، وأسوأ كثيرًا من توقعاتنا".
ويبدأ اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول 2024، قطع الكهرباء في الإكوادور لمدة 12 ساعة يوميًا، بموجب قرار اتخذته الحكومة يوم الأحد 22 سبتمبر/أيلول 2024، وأعلنته أمس.
الطاقة الكهرومائية والنفط
رغم أن الإكوادور اعتمدت تاريخيًا على الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء، بحصة وصلت إلى 43% عام 2011، فإنها حاليًا تعتمد على مصادر متنوعة، تأتي الطاقة الكهرومائية في مقدمتها، لذلك تأثرت بالجفاف المبكر بشدة.
وتبلغ حصة الطاقة الكهرومائية في مزيج الكهرباء 79%، ثم النفط (17%)، والغاز الطبيعي (4%)، في حين تمثّل مصادر الطاقة المتجددة الأخرى 2%.
وقالت الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن البلاد تواجه أسوأ موجة جفاف خلال 50 عامًا، ورفع رئيس البلاد هذه المدة إلى أكثر من 60 عامًا، في اجتماع الجمعية العام للأمم المتحدة.
وحذرت الحكومة -حينها- من انخفاض توليد الكهرباء بصورة حادة نتيجة لهبوط منسوب المياه في خزانات السدود.
ولمواجهة أزمة قطع الكهرباء في الإكوادور، تلجأ الدولة إلى الاستيراد من كولومبيا، لكن بوغوتا أوقفت تصدير الطاقة قبل نحو العام، لصالح سوقها المحلية.
كما تسعى الدولة إلى زيادة إنتاج النفط إلى 600 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2026، من خلال تعزيز مشاركة القطاع الخاص، والاستثمارات الأجنبية، رغم تراجعه المتواصل نتيجة تآكل خطوط الكهرباء، بالإضافة إلى هجمات المسلحين على حقول غابات الأمازون شرق البلاد.
ودفعت هجمات مسلحين على مرافق في قطاع النفط لدى الإكوادور نحو إغلاق إمدادات الكهرباء عن حقول أوسو يورالبا، في امتياز كوكا بايامينو الواقع بحوض أورينتي، ما خفّض الإنتاج بمقدار 1080 برميلًا يوميًا، حسبما أعلنت شركة النفط الوطنية، مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
موضوعات متعلقة..
- الإكوادور تكثف عمليات حفر الآبار لزيادة إنتاج النفط
- الإكوادور تعلق صادرات خام "نابو" الثقيل بإعلان حالة القوة القاهرة
- الإكوادور تجري محادثات للاستحواذ على خط أنابيب نفط
اقرأ أيضًا..
- هل يواجه لبنان أزمة وقود بسبب العدوان الإسرائيلي؟.. وزير الطاقة يجيب
- وكالة الطاقة الدولية: تحقيق أهداف كوب 28 يخفض الانبعاثات العالمية 10 مليارات طن
- أسطول ناقلات الغاز والنفط الخليجي يشهد صفقات ضخمة بقيادة 3 دول (تقرير)