الوقود الأحفوري يقود الطلب على الطاقة بنسبة 60% بحلول 2050
خالد بدر الدين
يبدو أن الوقود الأحفوري سيظل يقود مزيج الطلب على الطاقة في العالم لسنوات طويلة قادمة، على عكس ما يروّجه أنصار البيئة والمناخ وبعض المنظمات الدولية المعادية للصناعة.
في هذا السياق، يتوقع تقرير تحليلي حديث -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- استمرار الوقود التقليدي في تلبية الجانب الأكبر من احتياجات الطاقة في العالم، لتتراوح حصّته من 40% إلى 60% بحلول عام 2050، مقارنة بنحو 78% في عام 2023.
وسيستمر الوقود الأحفوري في تلبية الطلب على الطاقة، خاصة في قطاع الكهرباء، بقيادة الغاز الطبيعي، الذي سيظل مصدرًا مهمًا للتوليد، إلى جانب إسهامه في استقرار الشبكات المتجهة للربط المتزايد مع مشروعات الطاقة المتجددة المتقلبة بطبيعتها حسب الطقس.
وتوقّع التقرير نمو الطلب على الطاقة في العالم بنسبة 18% بحلول عام 2050، بقيادة الاقتصادات الناشئة، التي سيكون لها دور رئيس في هذا النمو.
ورغم توقُّع التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ماكينزي انخفاض استهلاك الوقود الأحفوري في العالم بين عامي 2025 و2035، فإنه يرجّح استمرار الاستثمارات في هذا القطاع، لضمان موثوقية الطاقة خلال التحول العالمي إلى مصادر متجددة.
حصة مصادر الطاقة منخفضة الكربون
تتكاتف عوامل كثيرة لتعزيز استهلاك الطاقة، مثل التوسع السكاني، وارتفاع الناتج المحلي الإجمالي، ونقل الصناعات إلى دول آسيا، والهند، والشرق الأوسط، ما يدعم استمرار استخراج الوقود الأحفوري في العالم.
ومع ذلك، من المتوقع أن تشكّل مصادر الطاقة منخفضة الكربون، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما بين 65% و80% من توليد الكهرباء في العالم بحلول عام 2050، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ماكينزي.
ويرى تقرير ماكينزي أن الطاقة الشمسية، بصفة خاصة، تنمو بسرعة أكثر من غيرها من أنواع الطاقة المتجددة، بفضل تكلفتها المنخفضة، بينما تواجه التقنيات الأخرى، مثل احتجاز الهيدروجين والكربون، عقبات وتحديات مختلفة.
ويعتمد التحول من الوقود الأحفوري في العالم إلى الطاقة المتجددة، على توافر المواد الخام مثل الليثيوم والنيكل والكوبالت، التي تُعدّ ضرورة أساسية لتكنولوجيات الطاقة المنخفضة الكربون.
نمو الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء العالمي
برغم أن الوقود الأحفوري في العالم سيظل مهمًا في توليد مزيج الكهرباء، من المتوقع نمو حصة مصادر الطاقة المتجددة بمزيج الكهرباء العالمي من 32 % -حاليًا-، إلى 80% بحلول عام 2050، بحسب ملخص التقرير المنشور في موقع إنديان إكسبيرس (The New Indian Express).
وتتطلب طبيعة مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة قدرة ثابتة من مصادر الوقود الأحفوري المستقرة، مثل الغاز أو النفط، لدعم استقرار الشبكة في أوقات التقلب وضمان إمدادات كهرباء موثوقة للسكان والصناعة.
ومن التحديات التي تواجه التوسع في الطاقة المتجددة، أيضًا، ضرورة توفير استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وخاصة شبكات النقل والتوزيع، للتعامل مع القدرة المتزايدة للتوليد من المصادر المتجددة.
وسيظل الوقود الأحفوري في العالم يسهم بنسبة كبيرة في مزيج الكهرباء على مستوى العالم، رغم اتجاه الدول نحو مصادر الطاقة المتجددة، لتحقيق أهداف الحياد الكربون.
ويشير تقرير حديث صادر عن شركة دن إن في" DNV"، العاملة في مجال إدارة المخاطر، إلى أن إزالة الوقود الأحفوري من مزيج الكهرباء العالمي قد تستغرق 27 عامًا على الأقل.
وتطالب وكالة الطاقة الدولية دول العالم بتكثيف الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة وخفضه بمشروعات الوقود الأحفوري ضمن إطار سيناريوهات الحياد الكربوني محل الجدل عالميًا.
موضوعات متعلقة ..
- استهلاك الطاقة في العالم يرتفع لمستوى قياسي.. وتراجع طفيف لحصة الوقود الأحفوري
- هل يفقد الوقود الأحفوري هيمنته في توليد الكهرباء بسبب الطاقة الشمسية؟.. خبراء يجيبون
- تأثير كفاءة الطاقة في الطلب على الوقود الأحفوري (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا ..
- قدرة المحطات النووية العاملة في العالم تقل 5 مرات عن الطاقة الشمسية
- أدنوك للتوزيع تقر توزيع 350 مليون دولار أرباحًا عن النصف الأول 2024
- واردات السعودية من الألواح الشمسية الصينية تقفز 160% مع المشروعات الضخمة