رئيسيةتقارير التكنو طاقةتقارير الطاقة المتجددةتكنو طاقةطاقة متجددة

مزرعة رياح تستعمل تقنية مبتكرة لحماية النسور من التوربينات (فيديو)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • اختفت حوادث قتل النسور في مزرعة رياح كاتل هيل الأسترالية
  • مزرعة رياح كاتل هيل طورت تقنية رصد جوي مبتكرة تمنع وفاة النسور
  • تمتلك النسور بصرًا حادًا، لكنها تركز على النظر إلى الأرض بحثًا عن فريستها
  • تسهم التقنية في تطوير فهم أكبر لسلوك ونشاط النسور
  • تتزايد أهمية الإبداع والتعاون في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة.

اختفت حوادث قتل النسور في مزرعة رياح أسترالية، والتي كانت تَنتُج في السابق من ارتطام تلك الطيور الجارحة بشفرات التوربينات الضخمة المستعمَلة في تلك المنشآت المولِدة للكهرباء النظيفة.

وكشفت شركة غولدويند (Goldwind) المطورة والمالكة للمزرعة الكائنة في ولاية تاسمانيا جنوب شرق أستراليا، النقاب عن تحديثٍ لتقنية رصد جوي مُستعمَلة في المزرعة، والتي لديها القدرة على التعرف على النسور ثم إرسال إشارات لغلق التوربين تفاديًا لتصادم تلك الطيور به.

ومن الممكن أن تساعد تقنية أيدينتيفلايت (IdentiFlight)، التي تتضمّن نظام رؤية مُحوسَبًا قادرًا على إيقاف تشغيل توربينات الرياح عند اكتشاف النسور، على خفض حوادث وفيات النسور بنسبة 82% حال استعمالها في مزارع الرياح.

ووفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تمتلك النسور بصرًا حادًا، إلا أنها تركز -غالبًا- على النظر إلى الأرض بحثًا عن فريستها واصطيادها.

تقنية مبتكرة

أقرّت مزرعة رياح كاتل هيل (Cattle Hill) الأسترالية التي تقود استعمال تقنية تستهدف منع وفاة الطيور جراء ارتطامها بشفرات التوربين، بأنه لا يوجد أي تأثير في النسور المهددة والمحمية لديها منذ أكثر من عام، على الرغم من ارتفاع نشاط تلك الطيور في الموقع أكثر من أي وقت مضى، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونومي (RENEW ECONOMY).

وقالت شركة غولد ويند إن تنفيذ التقنية في مزرعة رياح كاتل هيل البالغة سعتها 144 ميغاواط، والواقعة بالمرتفعات الوسطى في تاسمانيا، يأتي بفضل تحديت نظام المراقبة والكشف الجوي أيدينتيفلايت المُستعمَل في المنشأة.

وتعتمد التقنية وحدات بصرية مثبتة على برج، وتُوزع 16 منها في مزرعة رياح كاتل هيل، بهدف الكشف عن الأشياء الطائرة، ثم استعمال خوارزميات معينة لتحديدها على أنها نسور.

وإذا كانت سرعة النسر ومسار طيرانه، يعززان فرص تصادمه مع توربين الرياح، يرسل النظام حينها إشارةً لغلق هذا التوربين.

وفي تحديث أصدرته يوم الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول (2024) قالت غولدويند إن برجًا مزودًا بنظام أيدينتيفلايت المحدث طوله 30 مترًا قد رُكِب في مزرعة رياح كاتل هيل خلال شهر مايو/أيار (2024) لمواجهة أوجه الخلل الذي ظهر على تلك التقنية في السابق وتحديدًا في أثناء تجربتها عند طرحها للمرة الأولى في عام 2019.

وأوضحت غولدويند أن البرج البالغ طوله 30 مترًا يتيح لكاميرات أيدينتيفلايت الرؤية بوضوح في مناطق الغابات التي كانت غير مرئية في السابق، كما يتيح لنظام الحماية تتبع النسور المحلقة في سماء تلك الغابات.

وأكدت الشركة أن هذا التحديث في التقنية التي استعملتها مزرعة رياح كاتل هيل أثبت نجاحًا كبيرًا -حتى الآن- في ظل عدم حصول أي اصطدامات للنسور بشفرات التوربين في مزرعة الرياح منذ تركيب البرج الطويل.

طيور تصطدم بتوربين رياح
طيور تصطدم بتوربين رياح - الصورة من theconversation

فهم أكبر للنسور

قال مدير التطوير وكبير علماء البيئة في شركة غولدويند ديفيد رودجرز، إن هذا الإنجاز يسلط الضوء على أهمية الإبداع والتعاون في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة.

وأضاف رودجرز أن "نظام أيدينتيفلايت قد نتج عنه فهم أكبر لطيور النسور ونشاطهم في موقع مزرعة رياح كاتل هيل"، موضحًا: "مزرعة الرياح تحافظ -الآن- على أعداد النسور عند مستويات مستقرة، مع تزايد نشاط تلك الطيور مقارنةً بما كان عليه الحال قبل استعمال التقنية"، خلال تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتُعد وفاة النسور وإصابتها جراء مزارع الرياح شكوى شائعة ضد استعمال تلك التقنية النظيفة، مقارنةً بغيرها من تقنيات الطاقة المتجددة الأخرى.

ففي عام 2017 أوردت مقالة نُشِرت للكاتب سيمون تشابمان في موقع "ذا كونفيرزيشن" الأسترالي أنه بينما تتسبب شفرات التوربينات بمزارع الرياح في قتل الطيور والخفافيش، تُظهِر دراسات بحثية حديثة أن مساهمة تلك المنشآت في إجمالي وفيات الطوير منخفضة للغاية.

وخلص التقرير إلى أن التركيز على مزارع الرياح بوصفها قاتلة للطيور غير متسِق مع تقنيات توليد الطاقة الأخرى الأكثر ضررًا.

نسر يحلق
نسر يحلّق - الصورة من reneweconomy

شروط التراخيص

بخصوص مشروع غولدويند، كان أحد الشروط الرئيسة لمنح ترخيص تأسيس مزرعة رياح كاتل هيل هو حماية نسور ويدجيز (Wedgies) في ولاية تاسمانيا.

ونسورد ويدجيز هو نوع من النسور ذو ذيل إسفيني ويعشش -عادةً- في منطقة مزرعة الرياح، ويُدرَج في قائمة الطيور المهددة بالانقراض في الولاية.

وفي إطار الشروط الخاصة بمنح تراخيص التخطيط للمشروع، خُصصت مبالغ مالية لـ5 حالات وفاة لنسور في العام الأول من التشغيل.

غير أن مدير مشروع غولدويند لي والترز قال إنه منذ البداية، كان الهدف الواضح الذي لا يحيد عنه فريق العمل هو عدم إلحاق أي أضرار بالبيئة المحلية.

وقال والترز: "لقد طرحنا حقًا شيئًا يُحدِث فارقًا إيجابيًا، وليس فقط الاعتماد على تفادي اصطدام النسور بالتوربينات"، خلال تصريحات أدلى بها إلى موقع رينيو إيكونومي في عام 2021، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتابع: "أعتقد أن هذا أمر رائع جدًا وقد حظينا بالكثير من الدعم من القائمين على الصناعة والدوائر الحكومية والمجتمع".

يُشار إلى أنه وفي مكان آخر في تسمانيا، ستُطرَح نسخة أحدث من تقنية أيدينتيفلايت لأول مرة على مستوى العالم في مزرعة رياح ماسلرو (Musselroe)، باستعمال دقة وكفاءة معززة في اكتشاف الطيور؛ ما يوسع نطاق اكتشاف أنواع الطيور الجارحة إلى 1.3 كيلومترًا.

ويوضح الفيديو -أدناه- حوادث لوفاة طيور بعد اصطدامها بشفرات توربينات الرياح:

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق