التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

مستهدفات الشاحنات الكهربائية صداع أوروبي جديد.. التصنيع أم البنية التحتية؟

هبة مصطفى

جدّد الحديث حول نشر الشاحنات الكهربائية على الطرق ما يُثار بشأن "واقعية" تطبيق مستهدفات النقل النظيف، في ظل التحديات المحيطة بالصناعة وتراجع الطلب والمبيعات.

ويبدو أن الشاحنات العاملة بالكهرباء ستدخل دائرة الجدل المفرغة التي صادفت السيارات الكهربائية مع بدء طرحها في الأسواق، في ظل عدم الاستقرار على إجابة لتساؤل "هل البداية من التصنيع أم تأهيل البنية التحتية؟".

وبحسب رؤية لمسؤولين من شركتين ألمانيتين لتصنيع الشاحنات، اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يتطلّب نشر الشاحنات العاملة بالكهرباء حزمة متكاملة من الخدمات، وليست قاصرة على التصنيع فقط.

ويتزامن هذا الطرح مع تسجيل اقتصادات أوروبية كبرى -مثل ألمانيا- تراجعًا في مبيعات السيارات الكهربائية، رغم توافر البنية التحتية الداعمة، ما يسبب قلقًا لدى مصنّعي الشاحنات من تكرار الأمر ذاته.

مستهدفات أوروبية

يُعد التوسع في تصنيع الشاحنات الكهربائية غير مُجدِ، إذا لم تقترن تحولات الصناعة مع طفرة في البنية التحتية اللازمة للشحن وضخ المزيد من الاستثمارات بها.

وأبدى مسؤولان في شركتي "دايملر" Daimler و"تراتون" Traton التابعة لمجموعة فولكسفاغن الألمانيتين ترحيبهما بتحويل الشاحنات المصنعة للعمل بالكهرباء، لكنهما تساءلا عن كيفية الدفع باتجاه زيادة مبيعات هذه الشاحنات دون توافر سبل الشحن اللازمة.

شاحنات تابعة لدايملر
شاحنات تابعة لدايملر - الصورة من Electrive

وفي خضم هذا الجدل، يلاحق الاتحاد الأوروبي الشركات المصنعة بغرامات كبيرة حال عدم التزامها بقواعد خفض الانبعاثات الكربونية، حسب ما نقلته رويترز.

وتُلزم قواعد الاتحاد شركات تصنيع الشاحنات بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بنسبة تصل إلى 45% بحلول نهاية العقد 2030.

ويتحتم على الهيئات المعنية رفع نسبة الشاحنات الثقيلة غير المسببة للانبعاثات إلى 40% من إجمالي مبيعات الشاحنات بحلول التوقيت ذاته، طبقًا لتقديرات شركة الأبحاث "وود ماكنزي".

ويعكس مستهدف كل من الاتحاد الأوروبي و"وود ماكنزي" فجوة كبيرة، مقارنة بحجم مبيعات الشاحنات الكهربائية الجديدة في الآونة الحالية التي تقل عن 2% من إجمالي المبيعات الجديدة.

واقعية التحول

ارتفع طموح الاتحاد الأوروبي عن تقديرات "وود ماكنزي"، إذ استهدف حصة قدرها 50% من مبيعات عام 2030 لصالح الشاحنات الكهربائية.

وبدوره، وصف رئيس شركة "تراتون" كريستيان ليفين هذه المستهدفات بأنها "غير قابلة للتحقيق" حاليًا، مشيرًا إلى أن هناك مجموعة من الأساسيات يبنغي أن تعمل معًا حتى يتحقق هذا الطموح.

وحدّد هذه العوامل في مراعاة تكلفة التصنيع وتسعير الشاحنات، وتأهيل البنية التحتية اللازمة للشحن، والانتهاء من التصريحات والموافقات، وتأمين إمدادات الكهرباء النظيفة اللازمة للتشغيل.

وربطت وود ماكنزي بين تحقيق المستهدفات وقدرة المُصنعين على خفض أسعار الشاحنات الكهربائية إلى النصف، حتى تتمكّن من الانتشار وإزاحة الشاحنات العاملة بالديزل من على الطرق.

ومن بين أبرز التحديات التي تهدد تنفيذ المستهدفات الطموحة لقطاع النقل الأوروبي، الحاجة المُلحة إلى ضخ استثمارات تُقدّر بنحو 35 مليار يورو (تقارب 39 مليار دولار أميركي) لتأهيل بنية الشحن التحتية في القارة، بحلول عام 2035، استنادًا إلى دراسة أعدتها شركة بي دبليو سي (PwC) البريطانية.

شاحنات مرسيدس
شاحنات مرسيدس - الصورة من Daimler Truck

مستقبل الأهداف الخضراء

لفتت الرئيسة التنفيذية المرتقبة لشركة "دايملر" التي ستتولى مهام منصبها رسميًا مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، كارين رادستروم، إلى استعداد الشركات لإنتاج شاحنات كهربائية.

واستطردت متسائلة: "إذا توافرت الشاحنات فأين البنية التحتية للشحن؟"، محذرة من عزوف المستهلكين عن شراء هذه الشاحنات إذا لم تنجح الحكومات في تأهيل البنية التحتية اللازمة لنشرها على الطرق.

وحذّرت رادستروم من تعرض أهداف الصفقة الأوروبية الخضراء (حزمة الأهداف المتفق عليها بين دول الاتحاد الأوروبي للتأسيس للتحول الأخضر) للتأخير، إذا تعطّلت أهداف خفض انبعاثات قطاع النقل.

ودعا رئيس قسم التقنيات لدى "دايملر"، أندرياس غورباتش، الاتحاد الأوروبي إلى إخضاع خطط تطوير البنية إلى التقييم سنويًا، وإجراء مراجعة دورية لتطورها.

وأشار إلى أن أهداف النقل النظيف في أوروبا قد تصبح "غير واقعية"، خصوصًا أن الاكتفاء بتمهيد الطرق السريعة لا يعد كافيًا لاستقبال الشاحنات وزيادة نشرها، دون ضمان تلقيها الشحن اللازم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق