أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

توسع الطاقة المتجددة في اليابان مهدد بهيمنة الصين على سلاسل التوريد

الطاقة المتجددة تسهم في ربع توليد الكهرباء حاليًا

خالد بدر الدين

يواجه قطاع الطاقة المتجددة في اليابان تحديًا استراتيجيًا يتمثل في هيمنة الصين على سلاسل توريد التكنولوجيا النظيفة، خاصة على مستوى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمركبات الكهربائية، ما يهدد استقلال مسار تحول الطاقة في طوكيو.

وأدى توسع اليابان في نشر مصادر الطاقة الشمسية بعد وقف جميع محطاتها النووية عقب حادثة مفاعل فوكوشيما عام 2011، إلى زيادة اعتمادها على واردات المكونات الصينية، حتى صارت طوكيو من أكبر المستوردين من بكين.

وأظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ومقرّها واشنطن- أن اليابان كانت خامس أكبر وجهة لصادرات الطاقة الشمسية الصينية في العالم خلال النصف الأول من عام 2023.

وتسيطر الصين على 80% إلى 90% من البنية التحتية لتصنيع مكونات الطاقة الشمسية، التي تشمل الألواح والخلايا والوحدات والبولي سيليكون، وصولًا إلى المحولات والمفاتيح الكهربائية وغيرها.

وحققت صادرات الصين من مكونات الطاقة الشمسية والتخزين نموًا قياسيًا على أساس سنوي بنسبة تجاوزت 40% في عام 2023، لتسجل أعلى مستوى على الإطلاق، مع وصول الإيرادات إلى 49 مليار دولار، بحسب تقديرات شركة أبحاث وود ماكنزي.

وتعاني الولايات المتحدة وأوروبا من سيطرة الصين على سلاسل توريد الطاقة المتجددة، كما تعاني القوى الاقتصادية الآسيوية المنافسة، مثل اليابان والهند، ما يجعل هذه المشكلة عالمية، ولا تختص بطوكيو فقط.

خطط الطاقة المتجددة في اليابان

تسهم الطاقة المتجددة في اليابان حاليًا بأكثر من ربع إنتاج الكهرباء على المستوى الوطني، وتخطط الحكومة لزيادة هذه الحصة إلى 38% بحلول عام 2030، بحسب مركز أبحاث الطاقة النظيفة إمبر.

وأسهمت الطاقة الشمسية بنسبة 11% من توليد الكهرباء في عام 2023، تليها الطاقة النووية بنسبة 8%، ثم الطاقة الكهرومائية بنسبة 7%، بينما ما تزال طاقة الرياح في مهدها ولم تتجاوز حصتها 1%، بحسب تطورات مزيج الكهرباء الياباني التي تتابعها منصة الطاقة المتخصصة بصورة دورية منتظمة.

وبدأت حكومة طوكيو عملية مراجعة وتحديث لخطّة الطاقة الأساسية الخاصة بها، مع تزايد الدعوات للتوسع في مصادر الطاقة المتجددة في اليابان، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، في إطار مسار تحول الطاقة وخفض الانبعاثات.

وينصح مدير معهد الطاقة المتجددة -ومقرّه طوكيو- ميكا أوباياشي، بضرورة تقديم الحوافز لتركيب الألواح الشمسية على أسطح المصانع والمنازل والمنشآت، والاستمرار في التوسع في استعمال الطاقة الشمسية على نطاق تجاري، بحسب تقرير منشور بموقع ذا جابان تايمز المحلي المتخصص (the japan times).

ويراهن على التوسع في نشر مصادر الطاقة المتجددة في اليابان، مثل الرياح البرية والبحرية، والطاقة الكهرومائية، والطاقة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية، لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات اللازمة لمكافحة الانحباس الحراري، والحدّ من ارتفاع درجات الحرارة بنحو 1.5 درجة مئوية.

وتقول المنظمات اليابانية غير الربحية المعنية بالبيئة والطاقة، إن سياسة طوكيو الحالية فيما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة، غير كافية، وتطالب بإعطاء الأولوية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية لأنها أرخص مصادر الطاقة الخضراء، بدلًا من التركيز على الهيدروجين والغاز المسال.

تركيب ألواح شمسية
تركيب ألواح شمسية في اليابان -الصورة من the japan times

اليابان تقلل الاعتماد على الصين

تواجه الطاقة المتجددة في اليابان تحديات في تنفيذ ذلك، بسبب هيمنة الصين على العديد من المكونات والتقنيات اللازمة لتحول الطاقة، بما في ذلك المعادن والفلزات مثل الليثيوم والكوبالت، التي تُعدّ ضرورية لصناعة البطاريات والألواح الشمسية.

وصارت الصين متحكمة في سلاسل التوريد الرئيسة للطاقة المتجددة في العالم، خاصة على مستوى إنتاج الألواح الشمسية والمركبات والبطاريات الكهربائية، بحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأصبحت الشركات الصينية، بما في ذلك الشركات المملوكة للدولة، المستوردة الرئيسة للمعادن الأساسية والنادرة، كما تهيمن أيضًا على معالجة المواد الخام، ما جعلها تنتج الألواح الشمسية والبطاريات بتكاليف أقل بكثير من الشركات العالمية المنافسة.

وشهدت اليابان وأوروبا، اللتان كانتا رائدتين على مستوى العالم في مجال الطاقة الشمسية، إفلاس بعض الشركات أو نقل تصنيعها إلى الصين، ولذلك تعمل اليابان على الترويج لصناعتها الخاصة، وتأمل في تقليص الاعتماد على الصين.

مزارع رياح وطاقة شمسية في اليابان
مشروعات الطاقة الشمسية في اليابان - الصورة من the japan times

وتخطط حكومة طوكيو لتعزيز الطاقة المتجددة في اليابان من خلال تقنيات مبتكرة مثل احتجاز وتخزين الكربون والهيدروجين، والتقنيات الناشئة، مثل الطاقة الشمسية والرياح البحرية العائمة.

وتحاول اليابان تطوير خلايا البيروفسكايت الشمسية، وهي خلية شمسية ذات أغشية رقيقة، وتُعدّ بديلًا أخف وزنًا وأكثر مرونة وقدرة على الحركة من الخلايا الكهروضوئية التقليدية المعتمدة على السيليكون، لتقليل الاعتماد على الصين.

وتتعاون طوكيو مع الولايات المتحدة في تكنولوجيا الرياح البحرية ذات الإمكانات الكبيرة، التي لا تصدرها الصين، ولا تهيمن على سلسلة توريدها حتى الآن، رغم أنها أكبر صانع لطاقة الرياح البحرية، بحسب التقرير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق