اقترب إنتاج الغاز الأذربيجاني من إنتاج 4 مليارات متر مكعب سنويًا، مع إبرام صفقة ضخمة مرتقبة في ظل السعي المستمر إلى ضمان إمدادات موثوقة.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المقرر أن توقّع شركة بي بي البريطانية (BP)، غدًا الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024، اتفاقية طال انتظارها لتطوير الاحتياطيات الضخمة من الغاز غير المصاحب التي تقع تحت خزان النفط أذري-شيراغ-غونشلي (ACG) في بحر قزوين.
ويُمكن أن تنتج الطبقات العميقة من الغاز إنتاجًا ثابتًا يبلغ 4 مليارات متر مكعب سنويًا، في وقت يتزايد فيه الطلب على الغاز الأذربيجاني في أوروبا.
ويبدو أن الصفقة الخاصة بمشروع الغاز العميق ستُبرم في الذكرى الـ30 لتوقيع "عقد القرن" في عام 1994 لتطوير النفط في حقل أذري-شيراغ-غونشلي، الذي أثبت أنه العمود الفقري للاقتصاد الأذربيجاني على مدى العقود الـ3 الماضية.
ووُقِّع العقد في الأصل لمدّة 30 عامًا، ثم مُدِّدَ في عام 2017 حتى منتصف هذا القرن، ما فتح الباب أمام استثمارات أخرى بقيمة 40 مليار دولار.
أسباب تطوير الغاز الأذربيجاني
تمتلك أذربيجان العديد من مشروعات الغاز المستقبلية قيد التنفيذ، لكن اختيار المضي قدمًا في تطوير الغاز العميق في حقل أذري-شيراغ-غونشلي منطقي لعدد من الأسباب، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إنرجي إنتليجنس" (Energy Intelligence).
أولًا، لن يتطلب المشروع استثمارًا ضخمًا، إذ إن معظم البنية الأساسية، مثل المنصات وما إلى ذلك، جاهز لإنتاج النفط الحالي في حقل أذري-شيراغ-غونشلي.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يجب أن تكون نحو مليارَي دولار كافية لبدء إنتاج الغاز الأذربيجاني، وبالمقارنة، بلغ الإنفاق الرأسمالي في تطوير النفط بحقل أذري-شيراغ-غونشلي 45 مليار دولار بحلول منتصف عام 2024.
ثانيًا، تمّت أعمال التقييم، ومن ثم يعرف المطوّرون كمية الغاز الموجودة.
كانت شركة بي بي وشركاؤها يدرسون البيانات التي حُصِل عليها من بئر تقييم اكتملت في أبريل/نيسان 2023، ومن المفهوم أنهم توصلوا إلى نتيجة إيجابية مفادها أن طبقات الغاز العميقة يُمكن أن تنتج ما يصل إلى 5 مليارات متر مكعب سنويًا.
ثالثًا، بُنِيَ خط أنابيب ضخم للتصدير، نظام ممر الغاز الجنوبي عبر جورجيا وتركيا إلى أوروبا، من قبل شركة بي بي وشركائها بتكلفة باهظة.
وتتقدم الجهود الرامية إلى مضاعفة قدرة النظام على إمداد أوروبا إلى 20 مليار متر مكعب سنويًا، لتنويع واردات القارة من الغاز بعيدًا عن روسيا.
أخيرًا، بدأ التحالف المطلوب لتطوير المشروع بالفعل في العمل، ما يلغي الحاجة إلى التوصل لاتفاقيات شراكة قانونية معقّدة.
وتمتلك شركة بي بي -التي تُعدّ المشغّلة- 30.37% من شركة أذربيجان إنترناشيونال أوبريتينغ (Azerbaijan International Operating)، التي تنتج النفط من حقل أذري-شيراغ-غونشلي، إلى جانب شركة شركة النفط الحكومية الأذربيجانية سوكار (31.66%)، وشركة مول المجرية (9.57%)، وشركة إنبكس اليابانية (9.31%)، وشركة إكسون موبيل الأميركية (6.79%)، ومؤسسة النفط التركية تباو (5.73%)، وشركة إيتوشو اليابانية (3.65%)، وشركة أو إن جي سي فيديش الهندية (2.93%).
صادرات الغاز الأذربيجاني
من خلال المضي قدمًا في تطوير الغاز العميق في حقل أذري-شيراغ-غونشلي، تشير أذربيجان إلى أنها تمتلك احتياطيات كافية لتلبية الطلب المتزايد، سواء في الداخل أو الخارج.
خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري (2024)، ارتفعت صادرات الغاز الإجمالية للبلاد بنحو 6% على أساس سنوي إلى 14.7 مليار متر مكعب، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وزارة الطاقة الأذربيجانية.
ونُقِل ما يزيد قليلًا عن نصف هذه الأحجام -7.5 مليار متر مكعب- إلى أوروبا، حيث تلقّت تركيا 5.8 مليار متر مكعب، وجورجيا 1.4 مليار متر مكعب.
وتشمل مشروعات الغاز الأخرى في الأفق التطوير الكامل لحقل شاه دنيز من قبل تحالف بقيادة شركة بي بي.
وتُحلَّل البيانات من بئر استكشاف بعمق 7 آلاف متر حُفرت العام الماضي (2023)، لتقييم الخزانات الموجودة أسفل طبقات شاه دنيز التشغيلية الحالية.
وتقول مصادر الصناعة، إن المرحلة الكاملة للحقل، التي تتطلب منصة أخرى، من المحتمل أن تضيف مليار متر مكعب إلى 1.5 مليار متر مكعب سنويًا، بتكلفة تبلغ نحو 4 مليارات دولار.
ومن الممكن أن تزيد شركة سوكار إنتاجها من الغاز بما يصل إلى 8 مليارات متر مكعب سنويًا، إذا نجحت في استقطاب شركاء يتمتعون بالتكنولوجيا ورأس المال اللازمين لتطوير حقلي أوميد وبابك.
وهناك المزيد من الغاز الأذربيجاني الذي سيدخل قيد الإنتاج، من مراحل التطوير المستقبلية لحقل أبشيرون، الذي تديره شركة توتال إنرجي الفرنسية.
صفقة مرتقبة للغاز الأذربيجاني
في سياقٍ متصل، تدرس شركة الطاقة الألمانية يونيبر (Uniper) إمكان زيادة وارداتها من الغاز الأذربيجاني، مع خطط لمضاعفة الحجم الحالي البالغ 1.5 مليار متر مكعب، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار رئيس مكتب تمثيل يونيبر في أذربيجان، راشد حسينلي، إلى أن شركتَي سوكار ويونيبر تُجريان حاليًا محادثات بشأن هذه المسألة.
ومع ذلك، لم يكشِف تفاصيل محددة حول المحادثات، مؤكدًا أن الحجم النهائي للغاز الذي سيُشتَرى سيعتمد على قدرة سوكار والبنية التحتية للتصدير في أذربيجان وقدرات الحقل، بحسب ما نقلته منصة "نيوز إيه زد" (News AZ).
وأبرز حسينلي أن توسيع البنية التحتية عامل مهم، حيث تحتاج سوكار إلى دعم من الاتحاد الأوروبي.
كما قال حسينلي، إن المؤسسات المالية الأوروبية تركّز بشكل متزايد على "الخطة الخضراء" وأقل ميلًا لتمويل مشروعات الكربون.
وأضاف: "ومع ذلك، تظل يونيبر ملتزمة بزيادة مشترياتها من الغاز من أذربيجان، شريطة توفر الكميات".
وأكد الطلب المرتفع على الغاز في أوروبا، قائلًا: "نشتري حاليًا 1.5 مليار متر مكعب من الغاز من المرحلة الثانية من حقل شاه دنيز، ولدينا القدرة على مضاعفة هذا الحجم.. يونيبر مهتمة بشدة بسوق الغاز في أذربيجان ومنطقة بحر قزوين الأوسع".
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا تترقب ارتفاعًا بدعم 3 دول
- شبح روسيا يطارد تصدير الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا
- فشل مضاعفة صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا في 2027.. ما السبب؟
اقرأ أيضًا..
- الهند تدافع عن النفط الروسي: سنشتري الأرخص ولسنا الوحيدين
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع إلى 782 مليون متر مكعب
- عدد مشروعات الهيدروجين النظيف يرتفع 7 مرات منذ 2020 (تقرير)
- وكالة الطاقة الدولية تحذر من عجز إمدادات الكهرباء في أوكرانيا.. وتحدد 10 إجراءات فورية
