أخبار الغازسلايدر الرئيسيةغاز

اكتشاف الغاز المغربي في حقل أنشوا يتقدم خطوة مهمة

دينا قدري

شهد اكتشاف الغاز المغربي في حقل أنشوا تطورًا مهمًا في الساعات الـ24 الماضية، في ظل السعي المستمر لاستغلال موارد البلاد وتعزيز احتياطياتها.

ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت شركة شاريوت البريطانية (Chariot) النتائج الأولية لحملة حفر بئر شرق أنشوا (المعروفة حاليًا باسم أنشوا-3) في الحقل الواقع بترخيص ليكسوس البحري، قبالة سواحل المغرب.

وعثرت الشركة على العديد من الخزانات الحاملة للغاز الطببيعي عالي الجودة، إلا أنها لم تتوافق مع توقعات قبل الحفر.

يُذكر أن شركة إنرجيان اليونانية (Energean) هي مشغل ترخيص ليكسوس بحصة 45%، في حين تحتفظ شاريوت بحصة 30%، والمكتب الوطني للهيدروكاربوات والمعادن بحصة 25%.

نتائج حملة الحفر في حقل أنشوا

وفق التحديثات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، حُفرت البئر الرئيسة أنشوا-3 بأمان وكفاءة، إلى عمق إجمالي مقاسه يبلغ 3 آلاف و45 مترًا، بوساطة سفينة الحفر ستينا فورث (Stena Forth) في 349 مترًا من الماء.

وأشارت البيانات الأولية إلى العثور على العديد من الخزانات الحاملة للغاز الطببيعي عالي الجودة كما كان متوقعًا، ولكن تُفسّر الآن طبقات الغاز المرتبطة على أنها أقل من النموذج الجيولوجي قبل الحفر.

كما عُثر على خزانات مستهدفة أخرى، ولكنها كانت حاملة للمياه، بحسب ما جاء في بيان صحفي أصدرته شركة شاريوت، في 16 سبتمبر/أيلول 2024.

وحُفرت خزانات الهدف التقييمي على عمق أكبر من الرمال الحاملة للغاز في بئر أنشوا-2؛ ووُجد أن بئر شمال أنشوا تحتوي على خزانات رملية متطورة جيدًا، مع وجود غاز مصاحب، ولكنها أيضًا حاملة للمياه.

وسُدّت الآن الحفرة الرئيسة وجرى التخلي عنها، دون اختبار التدفق، مع الإعداد لمغادرة سفينة الحفر؛ وستعمل الشركات المطوّرة على تحديد الخطوات التالية للمشروع.

وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة شاريوت أدونيس بوروليس، قائلًا: "لقد قيّمت حملة الحفر في شرق أنشوا جميع أهداف الخزان قبل الحفر، ومع ذلك لم تسفر النتائج عن المتوقع، أو تتماشى مع النتائج الممتازة لبئر أنشوا-2 المحفورة سابقًا".

وتابع: "لقد باءت أهداف الاستكشاف الأولية بالفشل، ومع ذلك فقد أثبتنا امتداد الخزانات الحاملة للغاز في رمال التقييم الرئيسة، وإن كان ذلك بأعمدة أضعف من التقديرات، وستكون البيانات التي جرى الحصول عليها من الخزانات الأخرى مفيدة لفهمنا للحقل".

كما قال: "سنعمل الآن مع شركائنا في المشروع المشترك لتحديد الخطة المستقبلية".

سفينة الحفر ستينا فورث

في 20 أغسطس/آب 2024، وصلت سفينة الحفر ستينا فورث إلى موقع حقل الغاز المغربي، لبدء عمليات الحفر في بئر شرق أنشوا (أنشوا-3).

وتهدف سفينة الحفر ستينا فورث لرفع احتياطيات حقل أنشوا البحري إلى نحو 1.39 تريليون قدم مكعّبة من الغاز، مع توقعات باتخاذ قرار الاستثمار النهائي في أقرب وقت ممكن، حال نجاح عمليات الحفر.

ووفق بياناتها لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن ستينا فورث هي سفينة حفر ذات وضع ديناميكي مزدوج (DP3) من الجيل السادس، قادرة على الحفر في أعماق مياه تصل إلى 10 آلاف قدم.

وبُنيت سفينة الحفر في عام 2009، ويبلغ طولها الإجمالي 228 مترًا وعرضها 42 مترًا، وتبحر حاليًا تحت علم المملكة المتحدة.

وتتميّز ستينا فورث بالعديد من التحديثات التي قدّمتها شركة ستينا دريلينغ (Stena Drilling)، بما في ذلك نظام السوائل المزدوج المنقسم، ونظام نقل مركز البئر للحفر التنموي.

تطورات اكتشاف الغاز المغربيخطة تطوير حقل أنشوا

بعد وصول سفينة الحفر ستينا فورث، توقعت شركة شاريوت البريطانية أن تستغرق عمليات الحفر واختبار التدفق في أنشوا-3 ما يقرب من شهرين، مع توليها تغطية التكاليف المتوقعة لحملة الحفر بالكامل.

وأنشوا-3 عبارة عن بئر متعددة الأهداف مع مراحل تشغيلية مميزة؛ إذ تُحفر حفرة تجريبية أولية بهدف رئيس لتقييم الإمكانات المحتملة، الواقعة في كتلة الصدع غير المحفورة إلى الشرق من الحقل الرئيس، الذي يبلغ تقدير موارده المحتملة 170 مليار قدم مكعّبة.

ويُحفر بعد ذلك مسار جانبي لتقاطع رمال الغاز المكتشفة وتقييمها في حقل أنشوا بصورة أكبر، مع تقدير الموارد المحتملة بـ637 مليار قدم مكعّبة، في الجزء الشرقي من كتلة الصدع الرئيسة للحقل.

وتُحفر بعد ذلك بئر شمال أنشوا الأعمق، التي تحتوي على تقدير إضافي للموارد المحتملة يبلغ 213 مليار قدم مكعّبة، الذي سيقلل أيضًا من مخاطر بئر جنوب أنشوا القريبة التي تبلغ مواردها نحو 372 مليار قدم مكعّبة.

ويُجرى اختبار تدفق البئر على رمال الغاز المختارة لتقييم إنتاجية الخزان والبئر؛ ثم تُعلق البئر لتمكين استعمالها بوصفها منتجًا مستقبليًا محتملًا.

صفقة لتطوير الغاز المغربي

كانت شركة إنرجيان اليونانية قد وقّعت، في ديسمبر/كانون الأول 2023، اتفاقية لدخولها شريكًا في استغلال أكبر اكتشاف غير مطوّر في المغرب، وهو مشروع تطوير غاز أنشوا البحري، الذي تبلغ احتياطياته نحو 18 مليار متر مكعب.

وفي 10 أبريل/نيسان 2024، أعلنت شركة شاريوت البريطانية وضع الصيغة النهائية لصفقة مع إنرجيان، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبموجب الشراكة، حصلت إنرجيان على حصة 45% في تراخيص ليكسوس الذي يشمل مشروع تطوير حقل غاز أنشوا، و37.5% من ترخيص ريسانا قبالة سواحل المملكة.

وتتولى شركة إنرجيان تشغيل كلتا الرخصتين، في حين تحتفظ شاريوت بحصّة تبلغ 30%، و37.5% في ليكسوس وريسانا، على التوالي، وتبلغ حصة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن 25% في كل ترخيص.

وأعرب الرئيس التنفيذي لشركة شاريوت أدونيس عن رضاه لحصول الشركة على ضخ نقدي بقيمة 10 ملايين دولار بوصفه جزءًا من الصفقة، معلنًا أن شركة شاريوت قد وقّعت أيضًا عقدًا مع مجموعة ستينا غروب (Stena Group) من أجل البدء في عمليات حفر جديدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق