التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

تشغيل مضخات المياه بالطاقة الشمسية قد ينقذ 400 مليون أفريقي من العطش (تقرير)

نوار صبح

يمكن أن يلبي تشغيل مضخات المياه بالطاقة الشمسية، وهو الاستعمال المستدام للمياه الجوفية في أفريقيا، الاحتياجات الأساسية لملايين السكان، ويعتمد ذلك على مدى الاستفادة من المصادر المتجددة والجيولوجية للموارد وعدم الإفراط في الضخ.

وتتيح المضخات العاملة بالطاقة الشمسية لـ400 مليون أفريقي محرومين من الماء فرصة الوصول إلى طبقات المياه الجوفية، وفق مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويتطلب ذلك عدم خسارة المشروعات الصغيرة بسبب الاندفاع نحو التقنية الجديدة، المتمثلة في تشغيل مضخات المياه بالطاقة الشمسية.

وبالنسبة للعديد من 400 مليون شخص في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الذين يفتقرون إلى الوصول حتى إلى إمدادات المياه الأساسية، من المرجّح أن يكون هناك احتياطي كبير في طبقات المياه الجوفية التي تقع على مسافة أمتار قليلة تحت الأرض.

موارد المياه الجوفية

تشكّل المياه الجوفية -وهي المياه المخزّنة في مساحات صغيرة وشقوق في الصخور- ما يقرب من 99% من المياه العذبة غير المجمدة على هذا الكوكب.

ويُقدَّر حجم المياه المخزنة تحت الأرض، في مختلف أنحاء القارة الأفريقية، بنحو 20 ضعف الكمية الموجودة في البحيرات والخزانات، حسب مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية (theguardian) لرئيس قسم المياه الجوفية في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، البروفيسور آلان ماكدونالد.

رئيس قسم المياه الجوفية في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، البروفيسور آلان ماكدونالد
رئيس قسم المياه الجوفية في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، البروفيسور آلان ماكدونالد – الصورة من (bgs.ac.uk)

وقال البروفيسور آلان ماكدونالد: "إن الفرصة التي توفرها المياه الجوفية لزيادة الوصول إلى المياه تلقى اهتمامًا واسعًا، إذ يُعتقد أن أكثر من نصف سكان العالم يعتمدون عليها للحصول على مياه الشرب".

وأشار إلى أنه "عند تشغيل مضخات المياه بالطاقة الشمسية، لتشغيل البنية الأساسية اللازمة في ظل إمدادات المياه الجوفية أكثر مرونة من المياه السطحية خلال الجفاف، فإن إمكان تسخير هذا المصدر المائي لتوفير إمدادات نظيفة ومنتظمة للمجتمعات التي تعاني من نقص مزمن يصبح ضروريًا".

المياه الجوفية ومضخات المياه بالطاقة الشمسية

سوف تُناقش الفرصة التي توفرها تقنية تشغيل مضخات المياه بالطاقة الشمسية، لزيادة ضخ المياه الجوفية للشرب والري هذا الأسبوع في مؤتمر المياه الجوفية العالمي للجمعية الدولية لعلماء المياه الجوفية آي إيه إتش IAH في منتدى دافوس بسويسرا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل، يدور الكثير من المناقشات بشأن أفضل السبل لنشر هذه التقنية الشمسية التي أصبحت ميسورة التكلفة، بما يتيح إطلاق العنان لإمكانات المياه الجوفية.

على صعيد آخر، يأتي انعقاد مؤتمر الجمعية الدولية لعلماء المياه الجوفية في وقت تبرز فيه أهمية رسم خريطة لتوافر المياه الجوفية في جميع أنحاء القارة السمراء.

ويساعد الفهم الجديد للجيولوجيا الأفريقية علماء المياه الجوفية المحليين في التنبؤ بالمناطق التي تتمتع بأكبر قدر من الإمكانات لمضخات الطاقة الشمسية، وتُطوَّر تقنية جديدة وسهلة الاستعمال للمساعدة في تحسين تقييم جودة المياه الجوفية.

من ناحيتها، تساعد المجتمعات في تحديد نماذج الإدارة الأكثر استدامة لإمدادات المياه، في حين يولي المانحون والحكومات اهتمامًا متزايدًا بجودة سلاسل التوريد الريفية.

مضحات المياه بالطاقة الشمسية
مضخات تعمل بالطاقة الشمسية تزوّد قرية زينجيزيوا في ملاوي بمياه الري والشرب – الصورة من Alamy

تأمين مسار مستدام

قال رئيس قسم المياه الجوفية في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، البروفيسور آلان ماكدونالد: "هناك قضيتان يجب أن تكونا في صميم المناقشات بمنتدى دافوس، إذا أردنا تأمين مسار مستدام للمضي قدمًا".

وأضاف: "أولًا، هناك احتمال الإفراط في الاستعمال، وبسبب القدرة على ضخ كميات كبيرة من المياه يأتي إمكان الإفراط في استغلال موارد المياه الجوفية واستنزافها، وتُعدّ هذه نقطة مهمة تثير القلق في أجزاء من آسيا والشرق الأوسط والولايات المتحدة".

وتابع: "ثانيًا، يجب ألّا نغفل عن القيود الجيولوجية والبيئية للتكنولوجيا للاستفادة الكاملة من هذه الفرصة"، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

استعمال ألواح الطاقة الشمسية للري بالتنقيط ببلدة لودوار في كينيا
استعمال ألواح الطاقة الشمسية للري بالتنقيط ببلدة لودوار في كينيا – الصورة من (Alamy)

وبيّن أن "القدرة على الوصول إلى جميع أجزاء المنطقة غير موجودة بعد: يعتمد نحو 30% من سكان المناطق الريفية في أفريقيا على صخور قديمة قد لا تكون قادرة على دعم معدلات الضخ الأعلى التي تتطلبها المضخات الشمسية الكبيرة".

وأضاف البروفيسور آلان ماكدونالد: "أظهرت دراسة حديثة أجرتها المؤسسة التي أعمل بها -وهي هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، إلى جانب شركاء من جامعة باريس ساكلاي- أن الجيولوجيا كانت العامل المحدد الرئيس للضخ الشمسي، وليس توافر أشعة الشمس".

وقال: "سوف أدعو إلى توخّي الحذر بين أولئك الذين يرون في ثورة الضخ بالطاقة الشمسية حلًا سحريًا، أولئك الذين يركّزون فقط على تركيب أنظمة واسعة النطاق تستخرج كميات كبيرة من المياه الجوفية التي يمكن بعد ذلك ضخّها مباشرة إلى المنازل أو إلى المزارعين الذين يحتاجون إليها".

وأكد أنه "يمكن لمثل هذه البرامج أن توفر التوازن بين الاستثمار والتأثير، وعلى هذا النحو، فإنها تجتذب اهتمامًا متزايدًا ودعمًا ماليًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق