مشروع غاز ضخم بـ30 مليار دولار مهدد بالفشل بسبب الشعاب المرجانية
نوار صبح
- الحكومة توصي بمراجعة أنشطة صناعة الوقود الأحفوري في جميع أنحاء حوض براوز بصفة عاجلة
- تتضمّن التهديدات احتمالًا كبيرًا لحدوث انفجار وإطلاق كميات هائلة من النفط
- مجمع سكوت ريف يقع فوق حقل براوز للغاز الذي تقترح وودسايد استغلاله
- مشروع براوز سيكون جزءًا مهمًا من إمدادات الغاز في أستراليا الغربية
يواجه مشروع غاز بحري عملاق، استثماراته تصل إلى 30 مليار دولار ويُعدّ من أكبر مصادر الغاز التقليدية غير المستغلة في العالم، تهديدات بالفشل بسبب الشعاب المرجانية بصفتها موطنًا لكائنات بحرية مهددة بالانقراض.
وأعلنت وزارة تغير المناخ والطاقة والبيئة والمياه الأسترالية (DCCEEW) أن ثعبان البحر الداكن من الأنواع المهددة بالانقراض بموجب قانون حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحُددت المناطق التي يوجد فيها هذا الحيوان لتشمل حوض براوز، إذ تعمل شركة وودسايد الأسترالية (Woodside) على تطوير مشروع غاز ضخم يقع تحت شعاب سكوت ريف المرجانية قبالة ساحل كيمبرلي في ولاية أستراليا الغربية لتعزيز أمن الطاقة، نظرًا إلى نقص الغاز المتوقع.
ويخشى أن تؤدي الخطوة إلى تعريض المشروع الذي تقوده "وودسايد" للخطر، إذ يسعى كثيرون إلى إيقاف المشروع وإحباط محاولات إحيائه.
من جانبها، توصي الحكومة "بمراجعة جميع أنشطة قطاع الوقود الأحفوري في جميع أنحاء حوض براوز بصفة عاجلة"، مع التركيز على "تأثيراتها المعروفة والمحتملة".
حقل براوز للغاز
تتضمّن التهديدات المحتملة لمشروع غاز براوز إمكان حدوث انفجار وإطلاق كميات هائلة من النفط، والضوضاء المفرطة والتلوث بالمعادن الثقيلة والسموم الأخرى واضطراب قاع البحر الذي يمكن أن يقتل الشعاب المرجانية التي توفر موطنًا للثعابين البحرية الداكنة.
وأشارت وزارة تغير المناخ والطاقة والبيئة والمياه الأسترالية إلى أن "معقل الثعبان البحري الداكن هو مجمع سكوت ريف المرجاني"، الذي يقع فوق حقل براوز للغاز وتقترح وودسايد استغلاله، حسبما نشرته منصة أوفشور إنرجي (Offshore Energy) المتخصصة في تحول الطاقة والحلول المستدامة.
وأوضحت أن حماية الشعاب المرجانية تُعد أمرًا بالغ الأهمية لبقاء الحيتان الزرقاء والسلاحف البحرية الخضراء ومجموعة واسعة من الحياة البحرية الأخرى المهددة بالانقراض، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
واختار مشروع براوز المشترك تطوير مشروع غاز ضخم بمنطقة الجرف الشمالي الغربي في سبتمبر/أيلول 2018.
وتتضمن مرحلة التطوير المقترحة وحدتي إنتاج عائمتين للتخزين والتفريغ، لتوصيل 11.4 مليون طن سنويًا من الغاز المسال وغاز النفط المسال والغاز المنزلي، وخط أنابيب يبلغ طوله نحو 900 كيلومتر إلى البنية التحتية الحالية لمشروع براوز إلى الجرف الشمالي الغربي.
وبصفتها الشركة المشغلة، تقترح شركة وودسايد الأسترالية العملاقة، نيابة عن مشروع غاز براوز المشترك، تطوير حقول بريكنوك وكالانس وتوروسا على بُعد نحو 425 كم شمال بلدة بروم في حوض براوز البحري.
ويشير مجلس الحفاظ على البيئة في أستراليا الغربية CCWA إلى أن وودسايد تقترح حفر ما يصل إلى 50 بئرًا حول نظام سكوت ريف المرجاني، وتوصيل غاز مشروع حقل براوز للغاز لأكثر من 900 كيلومتر على طول قاع المحيط إلى محطة كاراثا غاز بلانت في مركز بوروب هوب لمعالجته ثم تصديره.
شعاب سكوت ريف المرجانية
قال المدير التنفيذي لمجلس الحفاظ على البيئة في ولاية أستراليا الغربية، جيس بيكرلينغ: "تُعد شعاب سكوت ريف المرجانية نظامًا بيئيًا بحريًا نقيًا وهشًا، يعج بالحياة التي تعتمد عليه من أجل البقاء"، حسبما نشرته منصة أوفشور إنرجي (Offshore Energy)
يتضمن مشروع غاز براوز التابع لشركة وودسايد حفر ما يصل إلى 50 بئر غاز حول هذه الشعاب المرجانية الثمينة.
في الشهر الماضي، تم الكشف عن أن وكالة حماية البيئة في أستراليا الغربية عدّت مشروع حقل براوز للغاز التابع لشركة وودسايد غير مقبول بسبب المخاطر البيئية الخطيرة المتعددة على السلاحف الخضراء المهددة بالانقراض والحيتان الزرقاء وشعاب سكوت نفسها.
بدورها، أعلنت الحكومة الفيدرالية الآن أن ثعبان البحر الداكن، الذي لا يوجد إلا حول شعاب سكوت المرجانية، معرض للخطر.
وترى وزارة تغير المناخ والطاقة والبيئة والمياه الأسترالية أن "استخراج الغاز في حوض براوز سيسبب تأثيرًا متفاقمًا على ثعبان البحر الداكن. ويتعين على الحكومة أن تستجيب إلى دعوة الوزارة الفيدرالية لإجراء مراجعة عاجلة للتأثيرات المحتملة لخطة وودسايد".
بالإضافة إلى ذلك، اختار مشروع غاز براوز المشترك حل التقاط الكربون وتخزينه للحد من ثاني أكسيد الكربون في خزان براوز ليكون قابلًا للتطبيق، وتم دمج البنية الأساسية لالتقاط الكربون وتخزينه لاحقًا في مرحلة التطوير الأولى.
وقال رئيس وزراء ولاية أستراليا الغربية، روجر كوك، مؤخرًا: "سيكون مشروع براوز جزءًا مهمًا من إمدادات الغاز في أستراليا الغربية، ما يؤكد قدرتنا على مساعدة شركائنا في جنوب شرق آسيا وشمال آسيا على إزالة الكربون من اقتصاداتهم من خلال الإمداد المستمر بالغاز".
من جهته، وجد مجلس الحفاظ على البيئة في أستراليا الغربية أن اقتراح شركة وودسايد بشأن غاز براوز غير مقبول، بسبب مجموعة واسعة من المخاطر الكبيرة على البيئة، بما في ذلك الحوت الأزرق القزم المهدد بالانقراض، ومجموعة من السلاحف البحرية الخضراء التي تعتمد على شعاب سكوت بصفتها موطن تعشيشها الوحيد.
وتوصلت وكالة حماية البيئة إلى استنتاجها الأولي بسبب مجموعة واسعة من المخاوف بشأن البيئة والطبيعة وتأثيرات التلوث، حسبما هو موضح في رسالة أرسلتها وكالة حماية البيئة إلى شركة وودسايد إنرجي في فبراير/شباط من هذا العام.
اقرأ أيضًا..
- اكتشافات الغاز في المغرب تشهد تطورات غير متوقعة من حقل أنشوا
- قطاع الطاقة في الجزائر.. 5 ملفات حيوية أمام الرئيس تبون في الولاية الجديدة (تقرير)
- إنرجيان تصدم مصر.. حسم موقف اكتشاف غاز احتياطياته 10 تريليونات قدم مكعبة
