صادرات البتروكيماويات الإيرانية تتحدى العقوبات الغربية.. وتواصل مسارها الصعودي
محمد عبد السند
- توقعات بارتفاع صادرات البتروكيماويات الإيرانية خلال العام الإيراني الحالي
- تمثّل صناعة البتروكيماويات الإيرانية 28% من سعتها في المنطقة
- صناعة البتروكيماويات تؤدي دورًا حاسمًا في الاقتصاد غير النفطي الإيراني
- تصدّر إيران قرابة 560 نوعًا من المواد البتروكيميائية إلى 5 قارات
- إيران تستهدف إتاحة إمدادات مستدامة من المواد الخام إلى مجمعات البتروكيماويات
تواصل صادرات البتروكيماويات الإيرانية مسارها الصعودي، متحديةً العقوبات الغربية المفروضة على هذا القطاع الحيوي الذي تعوّل عليه طهران -حاليًا- في إنعاش اقتصادها المأزوم.
ويُتوقع أن ترتفع صادرات إيران من البتروكيماويات إلى 34 مليون طن من 30 مليون طن خلال العام الإيراني الحالي الذي يبدأ في مارس/آذار.
وتمثّل صناعة البتروكيماويات الإيرانية ما نسبته 28% من السعة البتروكيميائية في المنطقة، و2.7 % من السعة العالمية.
وتؤدي صناعة البتروكيماويات دورًا حاسمًا في الاقتصاد غير النفطي الإيراني، إذ يُعد تصدير تلك المواد ثاني أكبر مصدرٍ للإيرادات القومية بعد النفط الخام.
وفي تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) تشكّل صادرات البتروكيماويات الإيرانية قرابة 33% من صادرات البلاد غير النفطية، وثمة خُطط لزيادة إنتاج المواد البتروكيميائية سنويًا إلى 200 مليون طن خلال السنوات الـ10 المقبلة.
توقعات إيجابية
من المتوقع أن يرتفع إنتاج البتروكيماويات الإيرانية وصادراتها خلال العام الإيراني الجاري، إذ تُعد روسيا وجهةً تصديريةً رئيسةً على الرغم من العقوبات التي تفرضها أوروبا وأميركا على صناعة الطاقة في الجمهورية الإسلامية، وفق ما قاله نائب وزير النفط الإيراني لقطاع البتروكيماويات شهميرزاي، في تصريحات أدلى بها إلى منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وتوقع شهميرزاي أن ترتفع صادرات البتروكيماويات الإيرانية إلى 34 مليونًا من 30 مليون طن خلال المدة المذكورة، موضحًا أن بلاده تصدّر قرابة 560 نوعًا من المواد البتروكيميائية إلى بلدان في 5 قارات، في مقدمتها روسيا، مع وجود وجهات تصديرية أخرى في أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا وشرق أوروبا.
وقال إن "أي عراقيل تشتمل على عقوبات من الممكن أن تبطئ عملنا؛ غير أن إراداتنا صلبة لا تلين، وهي أقوى من العقوبات".
وتابع: "العقوبات قد تسبّبت، من حين إلى آخر، في مشكلات تتعلق بتحويل أموالنا وكذلك بالنسبة إلى العملة الأجنبية، لكن لا توجد هناك مشكلة بعينها قد رُصدَت حتى الآن".
وتندرج المواد البتروكيميائية في قائمة العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؛ إذ أضافت وزارة الخزانة الأميركية في فبراير/شباط (2024) عقوبات على 9 شركات، بزعم تورطها في تجارة المواد البتروكيميائية الإيرانية مع مشترين في آسيا.
إنتاج المواد البتروكيميائية
قال مدير التخطيط في الشركة الوطنية للبتروكيماويات (National Petrochemical Co) المملوكة للدولة حسن عباس زاده، إن سعة إنتاج إيران من الإيثيلين تلامس 8 ملايين طن سنويًا، مقارنةً بـ18 مليون طن سنويًا في المملكة العربية السعودية، التي تعدها طهران منافستها الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط، في تقرير نشرته وكالة أنباء شانا (Shana) الإيرانية، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتشهد أسعار الإيثيلين زيادةً مطردةً خلال معظم أوقات هذا العام، ووضعت مؤسسة بلاتس (Platts) التابعة لمنصة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" مؤشر الإيثيلين العالمي عند 886.52 دولارًا لكن طن متري في 6 سبتمبر/أيلول (2024)، وهي أعلى قراءة يسجّلها المؤشر منذ يوليو/تموز (2022)، وبتغيير طفيف عن القراءة المرصودة في 10 سبتمبر/أيلول الحالي التي بلغت 884.54 دولارًا لكل طن متري.
وسيشتمل إنتاج إيران في عام 2024-2025 على 10 ملايين طن متري من الميثانول، و8 ملايين طن متري من اليوريا، و7 ملايين طن متري من الإيثيلين، و5 ملايين طن متري من الأمونيا، بحسب عباس زاده.
وخلال المدة بين سبتمبر/أيلول الحالي ومارس/آذار (2029)، ستبني إيران سعةً إضافيةً من البتروكيماويات تُقدّر بـ35 مليون طن متري سنويًا، وفق تصريحات عباس زاده، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتستعمِل إيران قرابة 13 مليون طن متري سنويًا من المواد البتروكيميائية محليًا، مع استعمال الريفورمات لزيادة أوكتان البنزين المحلي والنافثا المستعمَلَين في وحدات الأوليفينات -ﻣﺮﻛﺒـﺎت ﻫﻴﺪروﻛﺮﺑﻮﻧﻴﺔ ﻏﲑ ﻣﺸﺒﻌﺔ- بالمصانع الإيرانية، بما في ذلك تبريز (Tabriz) والإمام الخميني (Imam Khomeni) وشازند (Shazand)، وفقًا لتصريحات نائب وزير النفط الإيراني لقطاع البتروكيماويات شهميرزاي.
والريفورمات هو بنزين عالي الأوكتان يُستعمَل في السيارات، أما رقم الأوكتان المعروف اختصارًا بـ"آر أو إن" (RON) فيُعد من أهم خصائص البنزين، وهو مقياس لقدرة هذا الوقود على مقاومة الاحتراق المبكر.
صادرات البتروكيماويات الإيرانية
سجلت المنتجات البتروكيميائية الإيرانية زيادةً بنسبة 12.5% خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الإيراني الميلادي الحالي (يمتد من 20 مارس/آذار إلى 21 أغسطس/آب)، مقارنةً بالمدة ذاتها من العام الماضي، وفق ما صرّح به رئيس مصلحة الجمارك الإيرانية محمد رضواني فر.
وبلغت صادرات البتروكيماويات الإيرانية 24.5 مليون طن، ما يعادل قيمته 9.8 مليار دولار خلال الأشهر الـ5 المذكورة، بحسب ما نشرته صحيفة طهران تايمز (Tehran Times).
إلى جانب ذلك أشار رئيس الشركة الوطنية للبتروكيماويات الإيرانية مرتضى شاهميرزاي إلى أنه من المتوقع أن يلامس إنتاج إيران من البتروكيماويات 50 مليون برميل يوميًا خلال العام الإيراني الحالي الذي ينتهي في أواخر مارس/آذار 2025، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح شاهميرزاي أن وزارة النفط الإيرانية تستهدف إتاحة إمدادات مستدامة من المواد الخام إلى مجمعات البتروكيماويات، لافتًا إلى أن صادرات البتروكيماويات الإيرانية لامست 30 مليون طن خلال السنة الميلادية الإيرانية السابقة التي انتهت في 19 مارس/آذار الماضي.
موضوعات متعلقة..
- تشغيل أول مصفاة لتكرير النفط الإيراني خارج الحدود.. في هذه الدولة
- تطورات جديدة في استهداف ناقلة نفط إسرائيلية أمام سواحل سلطنة عمان
- مبادلة الغاز الروسي لن تحوّل إيران إلى مركز للطاقة (مقال)
اقرأ أيضًا..
- اتفاقية توريد غاز مسال بين تركيا وتوتال إنرجي ترى النور قريبًا
- إيرادات سلطنة عمان من الغاز تهبط 18% في 7 أشهر
- لماذا انخفضت أسعار النفط 20 دولارًا رغم توفر عوامل الارتفاع؟ أنس الحجي يجيب