يركّز تحالف أوبك+ في الوقت الراهن على تعويض فائض الإنتاج، في محاولة لتحقيق التوازن في السوق والحفاظ على استقرارها.
وسلّط تقرير حديث حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الضوء على تداعيات قرارات أوبك+ على السوق، وأسعار النفط بصفة خاصة.
ففي 5 سبتمبر/أيلول 2024، أعلنت السعودية و7 دول من التحالف تمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط لمدّة شهرين إضافيين، ما يعني تأجيل التخلص التدريجي من هذه التخفيضات حتى بداية ديسمبر/كانون الأول 2024.
وفي غضون ذلك، كانت أسعار النفط متقلبة؛ إذ انخفض خام برنت مؤقتًا إلى ما دون مستوى 70 دولارًا للبرميل، ثم تعافى قليلًا.
تخفيضات إنتاج أوبك+
رأى التقرير الصادر عن بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس"، أن مخاوف النمو الاقتصادي، وتأثير سياسات البنوك المركزية التقييدية، والتحولات في معنويات المخاطرة تدفع الأسعار أكثر مما تفعله الأساسيات.
كما ألقى بعض المشاركين في السوق باللوم على إرشادات تحالف أوبك+ بشأن السياسة والإنتاج، التي يعتقدون أنها تفتقر إلى الشفافية، بحسب التقرير.
ومع ذلك، كان أحدث بيان صحفي لأوبك+ يحمل رسالة واضحة: تركز الدول الأعضاء في أوبك+ على الأشياء التي يمكنها التحكم فيها بصفة مباشرة.
ويشمل ذلك الالتزام القوي بتخفيضات الإنتاج، وتخفيضات التعويضات للدول التي أنتجت أكثر من حصتها في الماضي.
وقال محلل السلع لدى بنك الاستثمار السويسري، جيوفاني ستانوفو: "من وجهة نظرنا، لا تأخذ السوق في الحسبان تأثير مثل هذه التخفيضات التعويضية".
وأضاف ستانوفو -الذي شارك في إعداد التقرير-: "يبدو أن المشاركين في السوق يعتقدون أنه عند مستويات الأسعار المنخفضة، يتدهور الامتثال وتنتج بعض الدول أكثر مما ينبغي".
ومع ذلك، سلّط بيان أوبك+ الصحفي الضوء على التدابير التي اتخذها التحالف لتحسين مستويات الامتثال.
توقعات أسعار النفط
بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، تؤكد البيانات الأولية لصادرات النفط حتى الوقت الحالي من شهر سبتمبر/أيلول، أن الصادرات من الدول التي أنتجت أكثر من اللازم -العراق وقازاخستان وروسيا- منخفضة، ومتوافقة مع تعهداتها.
كما أنه من غير الواضح إلى متى ستغيب البراميل الليبية عن السوق؛ إذ انخفضت صادرات البلاد بمقدار 800 ألف برميل يوميًا في الأيام الـ8 الأولى من سبتمبر/أيلول مقارنةً بأغسطس/آب.
وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يتسبّب إعصار فرنسين في تعطيل نحو 1.5 مليون برميل من إنتاج النفط الأميركي، الذي يُقدر بنك الاستثمار السويسري أنه سيقلل من إنتاج سبتمبر/أيلول في خليج المكسيك بنحو 50 ألف برميل يوميًا.
وكتب محلل السلع لدى البنك جيوفاني ستانوفو، في التقرير: "بينما من المرجح أن تظل أسعار النفط متقلبة في الأمد القريب، فإننا نحتفظ بنظرة إيجابية في ضوء انخفاض مخزونات النفط".
وأضاف: مع احتمال انخفاض مخزونات النفط بصورة أكبر في المستقبل مع تأخر العرض عن نمو الطلب، فإننا نحتفظ بتوقعاتنا الإيجابية بشأن الأسعار.. نتوقع أن يرتفع سعر خام برنت مرة أخرى فوق 80 دولارًا للبرميل خلال الأشهر المقبلة".
قرارات تحالف أوبك+
كان تحالف أوبك+ قد أعلن -في اجتماعه الوزاري الذي عُقِد في 2 يونيو/حزيران 2024- تمديد تخفيضات إنتاج النفط (مليونَي برميل يوميًا) حتى نهاية 2025، مع تمديد مدة التقييم من قبل المصادر الـ3 المستقلة حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2025، لاستعمالها دليلًا إرشاديًا لمستويات الإنتاج المرجعية لعام 2026.
وأكد التحالف أن قرار تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2025 يأتي في ضوء الالتزام المستمر للدول الأعضاء بتحقيق استقرار سوق النفط واستدامتها، وتوفير التوجيه والشفافية على المدى الطويل للسوق، وتماشيًا مع النهج المتمثل في الحيطة والاستباقية والوقائية.
وفي ذلك الوقت، قررت السعودية و7 دول أعضاء في تحالف أوبك+ تمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط بواقع 2.2 مليون برميل يوميًا حتى نهاية الربع الثالث من عام 2024، مع تمديد الخفض الأول الذي بدأ في مايو/أيار 2023، بواقع 1.6 مليون برميل يوميًا، إلى نهاية 2025.
ثم أعلنت الدول الـ8 -في 5 سبتمبر/أيلول 2024- موافقتها على تمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط مقدار 2.2 مليون برميل يوميًا لمدّة شهرين حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، وفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وستبدأ هذه الدول التخلص التدريجي من هذه التخفيضات على أساس شهري من 1 ديسمبر/كانون الأول 2024، مع تأكيد المرونة في إيقاف التعديلات أو عكس اتجاهها حسب الضرورة.
كما أعادت الدول التي أنتجت أكثر من حصصها المقررة، تأكيد التزامها بتعويض كامل حجم الإنتاج الفائض بحلول سبتمبر/أيلول 2025.
ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حصص إنتاج النفط لدول تحالف أوبك+ المشاركة في التخفيضات الطوعية:
تعويض فائض الإنتاج
أكدت الدول الـ8 -التي تشمل السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وقازاخستان والجزائر وسلطنة عمان- عزمها الجماعي على ضمان الامتثال الكامل للتعديلات الطوعية للإنتاج.
وأكدت دولتا العراق وقازاخستان، اللتان أنتجتا فوق حصصهما المقررة منذ يناير/كانون الثاني 2024، التزامهما بالاتفاقية وجداول التعويضات المقدمة إلى أمانة أوبك، كما جرى الاتفاق عليها بموجب اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في 3 أبريل/نيسان 2024.
ووفق البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أجرت السعودية وروسيا والإمارات والكويت والجزائر وعمان مناقشتين وزاريتين مع العراق وقازاخستان، في أغسطس/آب 2024، لحثهما على تحقيق الامتثال الكامل والتعويض عن الكميات الزائدة عن الإنتاج منذ يناير/كانون الثاني 2024.
وتعهّد كل من العراق وقازاخستان بالتواصل مع المصادر الثانوية لتحديد خططهما لتعديلات الإنتاج، لتحقيق الامتثال وتلبية جداول التعويض التي قدمتها إلى أمانة أوبك في 22 أغسطس/آب.
وعزّز البلدان التزامهما خلال زيارات الأمين العام لمنظمة أوبك في أواخر أغسطس/آب، التي أُجريت بالتنسيق مع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
موضوعات متعلقة..
- تحالف أوبك+ يقرر تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2025
- بالأرقام.. هل التزمت دول تحالف أوبك+ بالتخفيضات الطوعية في يناير؟
- انخفاض إنتاج تحالف أوبك+ من النفط.. هل التزمت الدول بالتخفيضات الطوعية؟
اقرأ أيضًا..
- النفط الروسي يخسر مركزًا تجاريًا مهمًا.. والبحث عن بدائل
- سهم شاريوت يهبط 41% بعد إعلان تطورات اكتشاف غاز أنشوا في المغرب
- ممر الهيدروجين الأخضر بين دول البلطيق يتقدم خطوة جديدة
- المحللات الكهربائية الصينية.. ميزة تنافسية تهدد الشركات المصنعة في أوروبا (تقرير)