يشهد قطاع الليثيوم في الصين توسعات محلية، في إطار خطوات أكبر الاقتصادات الآسيوية لمواصلة دور مورّد رئيس في السوق العالمية، خاصة صناعة البطاريات، والمستهدفات الطموحة لنشر السيارات الكهربائية.
وتُشير المعلومات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) إلى أن هناك مساعي وخطوات فعلية لتطوير القطاع، أحدثُها صفقة اندماج مجموعة الصين للمعادن (تشاينا مينميتالز China Minmetals) مع شركة محلية.
وبموجب الصفقة، تطور الشركات مشروعًا جديدًا تحت غطاء المجموعة المشتركة تشاينا سولت ليك (China Salt Lake).
وتعدّ الصين من الدول الرائدة في إنتاج المعادن الأرضية النادرة، وتستحوذ على حصة كبيرة ضمن خططها التطويرية، في ظل حرب معادن -غير معلنة- مع أميركا للسيطرة على الإمدادات العالمية وسلاسل التوريد.
تفاصيل الصفقة
تتضمن الصفقة الأحدث بقطاع الليثيوم في الصين ضخ مجموعة "تشاينا مينميتالز" ما يصل إلى 5.3 مليار يوان (745 مليون دولار أميركي)، في المشروع المشترك "تشاينا سولت لينك".
(اليوان الصيني = 0.14 دولارًا أميركيًا)
ومقابل ذلك، تتولى المجموعة الحكومية حصة قدرها 53% من المشروع، برأس مال مشترك 10 مليارات يوان (1.4 مليار دولار أميركي).
وخاطبت المجموعة الرائدة بقطاع الليثيوم في الصين بورصة "شنتشن" المستقلة للأوراق المالية بتفاصيل الاتفاق، وفق ما نقلته رويترز.
وتضمَّن ذلك كشف عزم الشركة المشتركة الجديدة شراء 12.54% من شركة "شنغهاي سولت لينك إندستري Qinghai Salt Lake Industry)، لتستحوذ على حصة مسيطرة في إطار إعادة هيكلة تخضع للتشاور منذ أبريل/نيسان الماضي.
وتمثّل مقاطعة شنغهاي -الواقعة شمال غرب البلاد- كنزًا لقطاع الليثيوم في الصين، ما ينعش طموحات المطورين في المشروع المشترك الجديد لزيادة الإنتاج، ودعم صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية.
طموح إنتاج عالمي
يهدف المشروع المشترك إلى إثراء قطاع الليثيوم في الصين بالمزيد من الإمدادات عبر دمج جهود الحكومة المركزية والمقاطعات.
وتُخطط الشركات المتعاونة إلى بناء مركز إنتاج بمستوى عالمي، ما يضمن احتياطيات الليثيوم والبوتاسيوم في البلاد، خاصة أن الشركة المحلية بمقاطعة شينغهاي تملك حاليًا غالبية الموارد.
وتشمل عملية الدمج بين الشركتين (التابعة للحكومة المركزية والمحلية): خطط التعدين واستكشاف موارد جديدة، وإنتاج المواد الأخرى اللازمة لتصنيع البطاريات.
وتستفيد الشركتان من موارد منطقة البحيرات المالحة في تأسيس مركز عالمي يبدأ بتطوير قطاع الليثيوم في الصين، عبر شركتي "تشاينا مينميتالز، وشنغهاي سولت لينك إندستري"، بالإضافة لكيانين حكوميين إضافيين في المقاطعة المحلية، وفق بلومبرغ.
وارتفعت أسهم شركة "شينغهاي سولت لينك" بما يزيد عن 8%، عقب إعلان المشروع الجديد.
صناعة الليثيوم
تنعكس تطورات الليثيوم في الصين على الصناعة، إذ تعدّ بكين أبرز مواقع الإمدادات في ظل منافسة شرسة بينها وبين أميركا، خاصة أن دعم الصناعة يرتبط بمعدل الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية والتخزين.
وتتزامن هذه التطورات مع متغيرات تتعرض لها السوق العالمية، في ظل وفرة المعروض وتراجع الأسعار لمستويات لافتة للنظر.
وتشكّل وفرة المعروض بالتزامن مع تباطؤ الطلب تحديًا كبيرًا أمام المستثمرين، ما ينذر بمتغيرات كبرى بحلول نهاية العام الجاري 2024 وحتى نهاية العقد.
وكانت شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي" قد قدّرت بلوغ المعروض العالمي من مكافئ كربونات الليثيوم 435 ألف طن، بحلول عام 2026.
وأرجع محللون ضعف الطلب إلى تقليص دعم السيارات الكهربائية وانخفاض مبيعاتها، ما قلّص معدل الطلب على تصنيع البطاريات وإمدادات الليثيوم.
موضوعات متعلقة..
- سوق الليثيوم العالمية تنتظر الخلاص من هيمنة الصين.. هل تنقذها أستراليا؟
- كيف تواجه صناعة الليثيوم فائض المعروض المتوقع؟ (تقرير)
- ضعف الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية قد يستمر 4 سنوات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أوكيو العمانية تستهدف جمع ملياري دولار من اكتتاب وحدة الاستكشاف
- الطاقة النووية في الدول العربية.. 3 مشروعات عملاقة
- العراق يرد على الاتهامات الأميركية لقطاع النفط: مزاعم وافتراءات
