الطاقة الشمسية في الجزائر.. دراسة تقدم توصيات للتوسع بالمشروعات
داليا الهمشري
يشهد قطاع الطاقة الشمسية في الجزائر زخمًا كبيرًا في ظل الموارد الطبيعية الهائلة التي تحظى بها البلاد، والاستثمارات الصينية الضخمة الموجودة بقوة في السوق الجزائرية.
كما تسعى الحكومة الجزائرية لتعزيز أجندة تحول الطاقة من خلال إستراتيجية طموحة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ورفع إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 22% بحلول عام 2030 من خلال التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية.
وفي هذا الإطار، أجرى باحثون مصريون دراسة -اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- تعتمد على تطبيق بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبّؤ بقيم الإشعاع الشمسي في مدينة أدرار بالجزائر.
وتهدف هذه الدراسة إلى تقديم توصيات تُسهم في التوسع بتركيب منظومات الطاقة الشمسية في الجزائر، ولا سيما في مدن الجنوب الجزائري.
ارتفاع التكلفة
قال رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مرصد حلوان الدكتور ياسر عبدالهادي، إن فكرة البحث تعتمد على إجراء عملية النمذجة الحاسوبية لقيم الإشعاع الشمسي.
وأضاف عبدالهادي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أن هذه النمذجة قد تُتخذ بديلًا عن القياسات المكانية المباشرة في أحيان كثيرة، نظرًا إلى صعوبة إجراء الأخيرة، والتكلفة المرتفعة لإنشاء محطات رصد في مساحات واسعة وبعيدة.
وتابع أن النماذج قيد التقييم تشتمل على آلة التعلم المتطرفة (ELM)، وآلة التعلم المتطرفة الموزونة (WELM)، وآلة التعلم المتطرفة ذاتية التكيف (SA-ELM)، مشيرًا إلى أنها شبكات عصبية تُغذَّى بقيم العديد من المؤثرات والعوامل في طبقة واحدة أو طبقات متعددة.
اختيار الصحراء الكبرى
أوضح الدكتور ياسر عبدالهادي أن الفريق البحثي قد وقع اختياره على منطقة الصحراء الكبرى لإجراء الدراسة، نظرًا إلى كونها أكبر صحراء حارة في العالم حيث تمتد على مساحة تزيد على 3.6 مليون ميل مربع عبر شمال أفريقيا.
ولفت إلى أن هذه المنطقة تتميّز بالجفاف الشديد مع متوسط هطول أمطار سنوي أقل من 4 بوصات في بعض أنحائها.
وتتجاوز مساحة الصحراء الكبرى الـ9 ملايين كيلومتر مربع، وتغطي نحو 31% من قارة أفريقيا، وتمتد على مساحات شاسعة من الجزائر ومصر وليبيا وتشاد ومالي وموريتانيا والمغرب والنيجر والسودان وتونس.
وتتمتع الصحراء الكبرى بإمكانات هائلة لإنتاج الطاقة الشمسية، إذ تصل مدة السطوع الشمسي إلى 4 آلاف و300 ساعة في بعض المناطق مثل صعيد مصر وصحراء النوبة.
كما تمثّل الصحراء الكبرى إحدى أكثر المناطق الواسعة سخونة في العالم، ولا سيما خلال فصل الصيف في بعض المناطق في الجزائر مثل أدرار وتيميمون وعين صالح ورقان.
ولذلك تتمتع مشروعات الطاقة الشمسية في منطقة الصحراء الكبرى بإمكان الإسهام بصورة كبيرة في تلبية متطلبات الكهرباء للسكان المجاورين، وتعزيز التنمية المستدامة الإقليمية.
تلبية الطلب المتزايد
توقع الدكتور ياسر عبدالهادي -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن تُسهم منطقة الصحراء الكبرى في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة، وأن تصبح مركزًا لإنتاج الطاقة النظيفة، خاصة الطاقة الشمسية في الجزائر، والابتكار خلال الأعوام المقبلة.
كما سلط الضوء على أن الفريق البحثي قد فضّل إجراء الدراسة في منطقة أدرار -جزء من الصحراء الكبرى تقع في الجزائر- للاستفادة من الإمكانات العالية في إنتاج الطاقة الشمسية في الجزائر، بمتوسط إشعاع شمسي يومي يتراوح من 5 إلى 7 كيلوواط ساعة/متر مربع.
ولفت إلى أن البحث قد طبّق بعض المؤشرات الإحصائية لتقييم أداء تقنيات الذكاء الاصطناعي المستعملة التي بدورها أثبتت كفاءة هذه التقنيات في التنبّؤ بقيم الإشعاع الشمسي بنسبة كبيرة جداً.
وأشار إلى أن هذه النتائج قد رجحت التوسع في تركيب منظومات الطاقة الشمسية في الجزائر على نطاق أوسع ضمن خطة طموحة لاستغلال منطقة الصحراء الكبرى.
واقترح تعظيم الاستفادة من منطقة الصحراء الكبرى لتوفير إمدادات الطاقة إلى دول كثيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط وغيرها.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية في الجزائر تنتعش بمشروع جديد (صور)
- بدء تنفيذ ثالث محطات الطاقة الشمسية في الجزائر من برنامج 3000 ميغاواط (صور)
- الطاقة الشمسية في الجزائر تشهد خطوة لأول مرة في تاريخها
اقرأ أيضًا..
- تقرير أميركي يخفّض توقعات أسعار النفط في 2024 و2025
- إنتاج أوبك+ النفطي في أغسطس ينخفض 304 آلاف برميل يوميًا
- اكتشاف نفط وغاز باحتياطيات 25 مليون برميل
- حقل الحوطة السعودي.. قصة اكتشاف نفطي عمره 35 عامًا