رئيسيةأخبار الطاقة النوويةطاقة نووية

إيطاليا تعود إلى الطاقة النووية بـ"قوانين جديدة".. وتحدد موعدًا لتشغيل المفاعلات الصغيرة

سامر أبو وردة

تتجه إيطاليا إلى إلغاء الحظر الذي تفرضه على إنتاج الطاقة النووية والعودة إلى استعمالها من جديد، وذلك بهدف تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.

وصرّح وزير الطاقة الإيطالي جيلبرتو بيتشيتو فراتين بأن بلاده تعتزم صياغة قوانين تسمح باستعمال تقنيات الطاقة النووية الجديدة بحلول أوائل العام المقبل (2025)، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وعلى هامش منتدى الأعمال (TEHA) في تشيرنوبيو، قال بيتشيتو، إن المستشار القانوني لوزارة الطاقة البروفيسور جيوفاني جوزيتا وفريقه سيُعدّون تحليلًا شاملًا بشأن الطاقة النووية، ونوعية القوانين التي يلزم تقديمها، بحلول نهاية العام الجاري (2024).

وتابع وزير الطاقة: "نأمل أن يتمكن البرلمان من الموافقة على مشروع القانون خلال العام القادم (2025).

ومؤخرًا، عيّن بيتشيتو جوزيتا لدراسة كيفية إعفاء محطات الطاقة النووية التي تستعمل التكنولوجيا النووية الجديدة من الحظر، بما في ذلك المفاعلات النووية الصغيرة (SMRs) والمفاعلات النووية المتقدمة (AMRs).

وقال بيتشيتو، إن المفاعلات النووية الصغيرة قد تدخل إلى إيطاليا بحلول عام 2035.

الطاقة النووية في إيطاليا

قال وزير الطاقة الإيطالي، إنه من المتوقع تضاعُف الطلب على الكهرباء في البلاد، ليصل إلى 583 تيراواط/ساعة، بحلول عام 2050، وفقًا لما نقلته عنه وكالة رويترز.

ويرى بيتشيتو أنه من غير الممكن تلبية الزيادة المتوقعة في الطلب على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

وترى الحكومة الإيطالية الحالية أنه بإمكان الطاقة النووية الإسهام في تلبية قرابة 11% من الطلب المحلي على الكهرباء، بحلول عام 2050، كما تعتقد أن بإمكان تلك المحطات الطاقة النووية التي تستعمل التكنولوجيا النووية الجديدة دعم انتقالها إلى الطاقة الخضراء.

وحُظرت محطات الطاقة النووية في إيطاليا بعد استفتاءات أُجريت في عامي 1987 و2011، إذ يُعدّ الانشطار النووي بصفته مصدرًا للطاقة موضوعًا مثيرًا للجدل في إيطاليا.

وزير الطاقة الإيطالي غيلبرتو فراتين- الصورة من صحيفة لوموند الفرنسية
وزير الطاقة الإيطالي غيلبرتو فراتين- الصورة من صحيفة لوموند الفرنسية

وخلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، أقامت إيطاليا 4 محطات نووية، كما وضعت خطة توسُّع لزيادة القدرات، لكن بعد انفجار محطة تشيرنوبل عام 1986، صوّت الإيطاليون لصالح إنهاء الإعانات المخصصة لتطوير مفاعلات نووية جديدة، لتُغلق روما آخر محطاتها النووية في عام 1990.

وفي عهد رئيس الوزراء الأسبق سلفيو برلسكوني، جرت محاولة لاستئناف البرنامج النووي الإيطالي، ومُرِّرَت قوانين وعقود لبناء مفاعلات جديدة، بهدف أن تستحوذ الطاقة النووية على 25% من مزيج الكهرباء بحلول عام 2030، لكن استفتاءً للرأي في عام 2011 أجهض المحاولة، بعدم رفض أكثر من 90% من المواطنين خطة عودة الطاقة النووية في إيطاليا.

واحتفظت إيطاليا، رغم الحظر، بخبرة أساسية في قطاع الطاقة النووية، فقد كانت شركة المرافق العامة إينيل، المملوكة للدولة، تُشغّل محطات الطاقة النووية في إسبانيا، كما تستثمر شركة إيني (Eni) بمشروع لتطوير مفاعل الاندماج النووي في الولايات المتحدة.

وكشف رئيس أعمال الشبكة في شركة إينيل جياني فيتوريو أرماني أن هناك اهتمامًا بدراسة إمكانات التقنيات النووية من الجيلين الثالث والرابع، بما في ذلك المفاعلات المعيارية الصغيرة.

ومؤخرًا، أبدت شركة إيديسون للخدمات العامة الإيطالية (Edison)، التابعة للمجموعة النووية الفرنسية إي دي إف، اهتمامها ببناء مفاعل نووي صغير في إيطاليا، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقد يضيف اعتماد التقنيات النووية الجديدة في إيطاليا ما يزيد عن 50 مليار يورو إلى اقتصاد البلاد، وفق دراسة أعدّتها شركة إديسون وشركة أنسالدو النووية المدعومة من الدولة ومؤسسة الأبحاث الاقتصادية يوروبيان هاوس أمبروزيتي The European House Ambrosetti.

المفاعلات المعيارية الصغيرة

بحسب شركة رولز رويس البريطانية المتخصصة بالمفاعلات المعيارية الصغيرة (إس إم آر)، تُعدّ هذه المفاعلات أسرع وأرخص في بدء التشغيل من المنشآت العادية، إضافة إلى أنها توفر نوعًا من أمن الطاقة الذي يبحث عنه العديد من الدول.

تتميز المفاعلات المعيارية الصغيرة بكونها أصغر حجمًا وأكثر مرونة وأقل تكلفة من محطات الطاقة النووية ذات أبراج التبريد الضخمة.

ويستغرق بناء هذه المفاعلات وقتًا أقل، كما أنها أقل تعقيدًا، إذ تُنتَج في المصنع وليس في الموقع، كما هو الحال في المفاعلات الضخمة؛ ما يجعل عملية إنتاج ونشر نسخ إضافية أسهل وأكثر فاعلية من حيث التكلفة.

وينتج المفاعل المعياري الصغير نحو 300 ميغاواط من الكهرباء، ما يمثّل قرابة ثلث قدرات التوليد للمفاعلات النووية التقليدية.

مفاعل معياري صغير تطوره شركة ويستنغهاوس الأميركية - الصورة من وكالة رويترز
مفاعل معياري صغير تطوره شركة ويستنغهاوس الأميركية - الصورة من وكالة رويترز

وقالت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، خلال المنتدى الأوروبي للطاقة النووية في نسخته الـ16، الذي عُقد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2023)، إن المفاعلات المعيارية الصغيرة قادرة على الإسهام في إزالة الكربون، ليس فقط لتوليد الكهرباء، بل في تطبيقات تعتمد عادةً على الوقود الأحفوري.

وأضافت سيمسون أنه يتعين ربط أول المفاعلات النووية الصغيرة بشبكة الكهرباء الأوروبية في غضون عقد على الأقل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق