حصلت الشركة المطورة لأول محطة غاز مسال عائمة في نيجيريا على الموافقة على بدء أعمال البناء، ما يغذّي طموحات أبوجا للتصدير ودعم خزينة البلاد بالنقد الأجنبي.
وتلك هي أول رخصة تصدرها هيئة تنظيم صناعة النفط في نيجيريا (NMDPRA) لبناء محطات الغاز المسال بالبلد الواقعة في غرب أفريقيا وأكبر منتج ومصدر للنفط بالقارة السمراء.
وكان الإعلان الأول عن المحطة بقدرة 2.8 مليون طن متري سنويًا قبل 5 سنوات، لكنها تعرّضت لتأجيلات أكثر من مرة في اتخاذ قرار الاستثمار النهائي.
وتُعد نيجيريا صاحبة أكبر احتياطيات غاز في أفريقيا عند ما يزيد على 209 تريليونات قدم مكعبة، لكنها تخسر أكثر من مليار دولار سنويًا بسبب حرق الغاز، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
قدرات المحطة
حصلت شركة الخدمات البحرية واللوجستية "يو تي إم أوفشور" (UTM Offshore)، ومقرها العاصمة أبوجا، على الموافقة الرسمية لبناء محطة الغاز المسال الأولى، أمس الموافق 6 سبتمبر/أيلول (2024).
وأشاد مدير الهيئة فاروق أحمد بالإعلان، قائلًا إن منح الترخيص إنجاز مهم، ويتماشى مع طموحات الحكومات للتوسع بقطاع الغاز، وفق تقرير لوكالة رويترز.
وكانت "يو تي إم" قد حصلت على رخصة لبناء محطة إسالة بقدرة 1.2 مليون طن سنويًا في عام 2019، لكنها رفعت قدراتها إلى 2.8 مليون طن، بسبب "زيادة الطلب على الغاز المسال بالسوق"، وفق فاروق أحمد.
ومن المتوقع الانتهاء من الأعمال الهندسية بالمحطة في عام 2028، وستبدأ إنتاج الغاز المسال خلال الربع الأول من العام التالي (2029).
بالإضافة إلى الغاز المسال الذي سيُوجه إلى السوق العالمية، ستنتج المحطة 500 ألف طن متري من غاز النفط المسال يُخصص للاستهلاك في السوق المحلية.
ولم يحدد فاروق أحمد التكلفة الدقيقة للمشروع، لكنه حددها عند عدة مليارات من الدولارات، قائلًا إن المحطة ما زالت في طور الأعمال الهندسية وثمة مراحل أخرى.
وقدم بنك التصدير والاستيراد الأفريقي أفريكسيم بنك (Afreximbank) مبلغ 5 مليارات دولار للمشروع، مقسمة بين 2.1 مليار دولار لتمويل بناء المرحلة الأولى، و3 مليارات دولار للمرحلة الثانية.
أول محطة غاز مسال عائمة في نيجيريا
نجحت شركة "يو تي إم" المطورة لأول محطة غاز مسال في نيجيريا في إبرام عقود لدفع المشروع قدمًا؛ إذ يسعى البلد الأفريقي لزيادة إنتاج الغاز إلى 12 مليار قدم مكعبة بحلول عام 2030.
وتحاول نيجيريا، وهي أكبر منتج للنفط الخام في أفريقيا، تعزيز استثمار احتياطيات الغاز غير المستغلة التي تذهب سدى سواء من خلال حرق الغاز أو إعادة الضخ في الآبار.
وجاءت نيجيريا في المركز الثامن ضمن قائمة أكثر 10 دول حرقًا للغاز في العالم خلال العام الماضي (2023)؛ إذ ارتفع حرق الغاز إلى 5.8 مليار متر مكعب من 5.3 مليار متر مكعب خلال العام السابق (2022).
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أكثر الدول حرقًا للغاز في العالم:
وتعاقدت "يو تي إم" مع شركة "جيه جي سي" اليابانية (JGC)، وشركة "كي بي آر" ومقرها هيوستن (KBR)، لتصميم محطة الغاز المسال.
وأمّنت "يو تي إم" بيع إنتاج أول محطة غاز مسال في نيجيريا بصفقة مع أكبر تاجر نفط مستقل في العالم شركة فيتول العالمية (Vitol).
كما اتفقت شركة الخدمات البحرية واللوجستية مع شركة النفط الوطنية النيجيرية على بيع 20% من حصة المحطة في العام الماضي (2023).
تحديات قائمة
سترسو محطة الغاز المسال قبالة سواحل ولاية أكوا إيبوم في دلتا نهر النيجر الغنية بالموارد، حيث ستعالج الغاز المصاحب المُستخرج من حقل "يوهو" (Yoho) داخل رخصة التنقيب عن النفط رقم 104.
وتدير الحقل شركة إكسون موبيل الأميركية (ExxonMobil)، وتمتلك 40% من أسهم الرخصة، وشركة النفط الوطنية "إن إن بي سي" (NNPC) نسبة الـ60% المتبقية.
ويجري حاليًا بيع الحقل إلى شركة سيبلات النيجيرية (Seplat)؛ إذ أعلنت الحكومة موافقتها الرسمية في نهاية أغسطس/آب (2024) على صفقة بيع أصول النفط والغاز التابعة لإكسون التي سبق إعلانها لأول مرة في فبراير/شباط (2022).
وتوقع الرئيس التنفيذي لشركة "يو تي إم" جوليوس رون اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في الربع الأخير من العام الجاري (2024) في ثالث تأجيل لموعد اتخاذ القرار، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة لقطاع النفط والغاز في نيجيريا.
وكان رون قد ذكر في تصريحات بتاريخ مارس/آذار (2024) أن قرار الاستثمار النهائي لمحطة الغاز المسال سيُتخذ في الربع الثاني من 2024، كما قال في ديسمبر/كانون الأول (2023) إن القرار سيكون في الربع الأول (2023).
وفي يوليو/تموز (2023)، قال إن موعد القرار في نهاية 2023.
موضوعات متعلقة..
- أزمة الوقود في نيجيريا تتفاقم.. ضائقة مالية وارتفاع وشيك للأسعار
- توتال إنرجي تكثف الحفر في نيجيريا.. و3 حقول تشهد تطورات جديدة
- محطة إنتاج الميثانول من الغاز في نيجيريا تؤمن التمويل
اقرأ أيضًا..
- حقول النفط والغاز في السعودية.. قصص الاكتشافات والاحتياطيات الضخمة (ملف خاص)
- صفقة شل لتوريد الغاز المسال إلى تركيا.. تفاصيل السعر وشروط تسليم الشحنات
- حقل الحوطة السعودي.. قصة اكتشاف نفطي عمره 35 عامًا
- استقرار عدد حفارات النفط الأميركية للأسبوع الثالث على التوالي