أعلنت الشركة المشغلة لأول خط ترام يعمل بالهيدروجين في العالم توقفه عن نقل الركاب في مدينة فوشان بمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين.
ودخل الخط حيز الخدمة في ديسمبر/كانون الأول (2019) حيث نال إشادة واسعة بوصفه خطوة لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري التقليدي بقطاع النقل، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وبعد مرور 4 سنوات ونصف السنة على دخوله حيز التشغيل، أعلنت شركة "قاو مينغ مودرن ريل" (Gaoming Modern Rail) خضوع مرافق الخط لعمليات صيانة، دون أن تحدد موعدًا لاستئناف تشغيل الخدمة.
في المقابل، تقول تقارير محلية إن ارتفاع تكاليف وقود الهيدروجين وضعف الإقبال على استقلال الترام هما أبرز الأسباب وراء تعليق العمليات.
إمكانات ترام الهيدروجين
في معرض تبريرها لتوقف خط قطارات الترام، قالت شركة قاو مينغ إنها ستجري عملية صيانة للمعدات والمرافق، وإن عمليات التقييم ستحدد الموعد المحتمل لاستئناف التشغيل، بحسب تقرير لمنصة "هيدروجين إنسايت" (hydrogeninsight).
وفشل المشروع في جذب المواطنين؛ إذ استعمل عدد ضئيل من الركاب خط الترام على مدار مدة طويلة من التشغيل بسبب قِصر طول الخط ومحدودية عدد القطارات وعدم وجود الكثير من المواطنين المقيمين بجوار محطاته.
وتشير بيانات حكومية إلى أن عدد الركاب اليومي انخفض إلى 578 راكبًا في عام 2021، من ألف و100 راكب في 2020، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وبناء على تكلفة التذكرة للاستعمال الواحد 2 يوان (28 سنتًا أميركيًا)، تكون إيرادات خط الترام في 2020 نحو 77 ألفًا و500 دولار أميركي، بما يستلزم الحاجة لتشغيله على مدار أكثر من ألف و500 عام لاستعادة الأموال المستثمرة به.
(الدولار به 100 سنت).
وكان أول خط ترام يعمل بالهيدروجين في العالم أمل منطقة فوشان في قوانغدونغ الصينية لبناء اقتصاد الهيدروجين.
وفي خططها لعام 2019، أعربت عن أملها في جذب وتأسيس 20 شركة رائدة متخصصة في الهيدروجين وخلايا وقود الهيدروجين بحلول عام 2030، بإنتاج سنوي تصل قيمته إلى 4.5 مليار دولار.
وفي أحدث خططها للتنمية الصناعية، لم تضع منطقة قاو مينغ وقود الهيدروجين ضمن خططها لتنمية صناعة مركبات الطاقة الجديدة.
أول خط ترام يعمل بالهيدروجين في العالم
يصل طول أول خط ترام يعمل بخلايا وقود الهيدروجين إلى 6.5 كيلومترًا، ووصلت تكلفة إنشائه إلى 838 مليون يوان (118 مليون دولار أميركي).
ويضم الخط 5 قطارات كل منها قادر على نقل 394 راكبًا بسرعة 70 كيلومترًا في الساعة، ويربط وسط مدينة فوشان بمحطة السكك الحديدية الجنوبية ويمر بـ10 محطات.
وصنّعت شركة "سي آر آر سي تشنغداو سيفانغ" الصينية (CRRC Qingdao Sifang) القطارات، في حين تولت شركة "بالارد" الكندية (Ballard) مسؤولية توفير وقود الهيدروجين.
وتمتلك "سي آر آر" حصة 20% من أسهم تشغيل الخط وشركة "فوشان قاو مينغ" 60% وشركة "فوشان مترو غروب" نسبة الـ20% المتبقية.
قصص فشل
يثير توقف أول خط ترام يعمل بالهيدروجين تساؤلات حول جدوى ربحية الاستثمار في وسائل النقل العاملة بالوقود النظيف رغم إمكاناته وفوائده للبيئة لكن ثمة مخاوف من ارتفاع التكاليف وفاعلية الاستعمال على أرض الواقع.
ويُعول على الهيدروجين بوصفه وقودًا بديلًا للمصادر الأحفورية لتشغيل قطاعات صعب كهربتها مثل النقل والصلب والكيماويات والصناعات الثقيلة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة، شهد العام الماضي (2023) وتحديدًا في أغسطس/آب توقف حافلات الهيدروجين في ليفربول بعد 3 أشهر فقط على تشغيلها بسبب شح إمدادات الوقود.
كما كانت الحافلات تعمل بالهيدروجين الرمادي وهو أحد أرخص أنواع الهيدروجين ويُنتج من الغاز الطبيعي ويتسبب في إطلاق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بصورة أكبر من الديزل الأحفوري.
وفي هولندا، لم تتقدم أي شركة لأول مناقصة تعقدها مقاطعة خرونينغن لتزويدها بـ4 من قطارات الهيدروجين في يناير/كانون الثاني (2024).
كما أعلنت حكومة ولاية ساكسونيا السفلى في ألمانيا خلال أغسطس/آب (2023) تخليها عن الاستثمار بالمزيد من قطارات الهيدروجين، قائلة إن القطارات الكهربائية أرخص.
وقبل إقدام ولاية بافاريا الألمانية على خطوة مماثلة، انتقد اتحاد ركاب السكك الحديدية (Pro Bahn) قطارات الهيدروجين؛ لأنها مكلفة وتؤخر بدائل أكثر جدوى مثل القطارات الكهربائية.
موضوعات متعلقة..
- هل السيارات الهيدروجينية أكثر كفاءة من الكهربائية؟ دراسة صادمة
- اعتماد وقود الهيدروجين في قطاع الشحن البحري يتطلب استثمارات كبيرة
- "هايدروم عمان" ترد على مخاطر مشروعات الهيدروجين.. وهل تستثمر خارج السلطنة؟
اقرأ أيضًا..
- مبادلة الإماراتية تبدي اهتمامها بمزايدة التنقيب عن النفط والغاز في مصر
- حقول النفط والغاز في السعودية.. قصص الاكتشافات والاحتياطيات الضخمة (ملف خاص)
- أول محطة غاز مسال عائمة في نيجيريا تحصل على الضوء الأخضر
- صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا تترقب ارتفاعًا بدعم 3 دول