توربينات الرياح الجديدة تضيف 4 مليارات دولار على فواتير الكهرباء في بريطانيا
نوار صبح
- وزير الطاقة والحياد الكربوني البريطاني إد ميليباند يشرف على توسّع قياسي للطاقة الخضراء
- اتُّفِق على الأموال اللازمة لتوربينات الرياح بجزء من مزاد حكومي لعقود الطاقة المتجددة
- أكثر من 5 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية الجديدة جاهز للبناء الآن
- فاز ما مجموعه 131 مشروعًا للطاقة النظيفة بإعانات حكومية في مزاد هذا العام
سينفق دافعو فواتير الكهرباء في بريطانيا ما يصل إلى 150 جنيهًا إسترلينيًا (197.15 دولار) لكل أسرة على توربينات الرياح الجديدة.
يأتي ذلك مع خطط وزير الطاقة والحياد الكربوني البريطاني، إد ميليباند، للتوسع في توليد الطاقة الخضراء، من أجل تلبية طموح البلاد في خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.
ومن المتوقع أن تتضاعف الإعانات المقدمة لتوليد الكهرباء بأكثر من الضعف في عهد الوزير ميليباند، حسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومعظم الأموال -ما مجموعه 3 مليارات جنيه إسترليني (3.94 مليار دولار)- التي ستأتي من المستهلكين، لتمويل بناء أو توسيع 9 مواقع رياح بحرية بين عامي 2027 و 2031، مملوك لشركات طاقة أجنبية، بالإضافة إلى تقنيات خضراء أخرى مثل طاقة الرياح البرية والطاقة الشمسية.
(الجنيه الإسترليني = 1.31 دولارًا أميركيًا).
أكبر الفائزين
تُعدّ شركة الطاقة الدنماركية التي تديرها الدولة أورستد (Orsted) من بين أكبر الفائزين في مشروعات توربينات الرياح الجديدة، إلى جانب شركة سكوتيش باور (ScottishPower)، المملوكة لشركة المرافق الإسبانية إيبردرولا (Iberdrola).
واتُّفِق على الأموال اللازمة لتوربينات الرياح الجديدة بجزء من مزاد حكومي لعقود الطاقة المتجددة المعروفة باسم جولة التخصيص السادسة (AR6)، حسب مقال لمحرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية (The Telegraph)، جوناثان ليك.
بموجب النظام، تشجع الحكومة الشركات على بناء محطات كهرباء منخفضة الكربون، مثل مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من خلال تقديم سعر أدنى للكهرباء المولدة.
وأوضح جوناثان ليك أن الأموال اللازمة لهذه الإعانات تضاف في النهاية إلى فواتير الكهرباء في بريطانيا.
الكهرباء في بريطانيا
تقدّر هيئة تشغيل شبكة الكهرباء في بريطانيا، مشغّل نظام كهرباء الشبكة الوطنية (ESO)، "التأثير في الموازنة" للإعانات المقدمة لطاقة الرياح البحرية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، بمبلغ 4 مليارات جنيه إسترليني من عام 2026 إلى عام 2031، بأموال اليوم.
وتستبعد التكاليف المذكورة النفقات الإضافية لخطوط النقل وتوسيع الشبكة الوطنية للتعامل مع الكهرباء الإضافية.
وهذا يعني أن أكثر من 5 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية الجديدة جاهزة للبناء الآن، وهو تناقض صارخ مع جولة المزاد الفاشلة في العام الماضي، عندما لم تكن هناك عطاءات.
وقال محرر شؤون الطاقة لدى صحيفة ذا تيليغراف البريطانية، جوناثان ليك، إن حكومة المحافظين عرضت إعانات منخفضة للغاية -40 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة-، لدرجة أن أيّ مطور لطاقة الرياح البحرية لم يتقدم.
مضاعفة الإعانات
ستُضاعَف الإعانات في عهد الوزير ميليباند إلى أكثر من 82 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وستحصل مزارع الطاقة الشمسية على 70 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة، مع منح التقنيات الأحدث مثل طاقة الرياح العائمة 195 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة، ومشروعات تيار المد والجزر 239 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة.
وفاز ما مجموعه 131 مشروعًا للطاقة النظيفة بإعانات حكومية في مزاد هذا العام، بما في ذلك 115 مشروعًا للطاقة الشمسية في جميع أنحاء إنجلترا، ومشروعات الرياح البرية بشكل رئيس في إسكتلندا وويلز.
ومن المرجّح أن يُثبت العديد من مشروعات الرياح البرية كونه مثيرًا للجدل، إذ يعترض أصحاب المنازل والمدافعون عن البيئة على إشغال المساحات الزراعية بالألواح وتوربينات الرياح.
إزاء ذلك، أشاد الوزير ميليباند بنتائج المزاد بعَدِّها انتصارًا، وقال: "ورثنا سياسة طاقة محطمة.. اليوم لدينا جولة قياسية لتوفير ما يكفي من الطاقة المتجددة لـ 11 مليون منزل، وهو أمر ضروري لتوفير الأمن الطاقي للأسر في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف: "إنها خطوة أخرى مهمة إلى الأمام في مهمتنا من أجل الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، وهي تحقيق استقلال الطاقة لبريطانيا وخفض الفواتير إلى الأبد".
في المقابل، سيعتمد الكثير على القيمة السوقية للكهرباء في السنوات المقبلة، وفي حالة ارتفاع القيمة السوقية فوق القيم المعروضة بموجب عقود الفروقات (CfDs)، فقد ينتهي الأمر بشركات الطاقة إلى إعادة جزء من الأموال الإضافية.
وتُعدّ شركة أورستد واحدة من أكبر الفائزين، فقد سُمح لها بنقل جزء كبير من مشروع هورنسي 3 من العقود الموقعة بموجب جولات التخصيص السابقة، حيث عُرضت إعانات أقل، إلى مزاد هذا العام.
وقال متحدث باسم الوزير ميليباند، إن هذه الخطوة سُمح بها لأنه بخلاف ذلك، ربما لم تُبْنَ هورنسي 3 - أكبر مزرعة رياح في العالم بسعة 3 غيغاواط.
وسيجادل المنتقدون بأن مثل هذه العقود تصبح دون معنى، إذا كان بإمكان الشركات نقلها من جولة مزاد واحدة، إذا قدمت جولة لاحقة شروطًا أفضل.
وحصلت أورستد على 2.4 غيغاواط من عقود الفروقات لمشروع هورنسي 4، وقال نائب الرئيس التنفيذي المدير التجاري لدى أورستد، راسموس إيربو: "نتطلع إلى تقديم هذه المشروعات البارزة، التي تساعد حكومة المملكة المتحدة على تحقيق هدفها المتمثل في مضاعفة سعة الرياح البحرية إلى 60 غيغاواط بحلول عام 2030".
اقرأ أيضًا..
- الأردن يستأجر وحدة تخزين عائمة للغاز المسال.. هل تستقبل الشحنات المصرية؟
- خريطة مشروعات الطاقة الشمسية تحت الإنشاء في الدول العربية.. السعودية الأولى
- خريطة واردات تركيا من الغاز المسال.. دولتان عربيتان تؤمّنان صفقات أنقرة