رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

مختبر هايدروم يمهد الطريق لبدء إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

الطاقة

يستعد العديد من القطاعات للمضي قدمًا في خطط طموحة لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، بما يعزز مساعي مسقط لتنويع الاقتصاد الوطني وقيادة تحول الطاقة في المنطقة.

وتسعى شركة هيدروجين عُمان (هايدروم) إلى ترسيخ أطر التعاون بين القطاعات لتحقيق أهداف إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول 2030، وتطوير اقتصاد الهيدروجين في سلطنة عمان، من خلال تنظيم مختبر جاهزية المنظومة الوطنية الداعمة لقطاع الهيدروجين.

ونظّمت "هايدروم"، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، بالتعاون مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 ووزارة الطاقة والمعادن، مختبرًا لتقييم جاهزية المنظومة الوطنية الداعمة لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان على مدار أسبوعين، انطلقت فعالياته اليوم الإثنين 2 سبتمبر/أيلول (2024).

يأتي إطلاق فعاليات المختبر في إطار الدفع بمساعي سلطنة عمان لتحقيق أهدافها الإنتاجية للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، إذ تطمح لإنتاج أكثر من مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد الحالي.

قطاع الهيدروجين في سلطنة عمان

قال وزير الطاقة والمعادن المهندس سالم بن ناصر العوفي، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمختبر: "إن التزام عُمان بتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر يعدّ ركيزة أساسية في إستراتيجية البلاد للتحول المنسق في قطاع الطاقة، بما يدعم تحقيق أهداف وتطلعات رؤية عُمان 2040".

وأضاف: "لا تقتصر أهداف مختبر تقييم جاهزية المنظومة الوطنية الداعمة لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان على تجهيز البنية الأساسية فحسب، بل تتخطّاها لتشمل وضع خطة إستراتيجية تجمع القطاعات ذات الصلة من أجل ضمان حراك متّسق بين القطاعات، وانعكاس ذلك على تنافسية السلطنة في هذا القطاع الجديد، وما يصاحبه من فرص اقتصادية".

وأشار إلى أنه من خلال توظيف الموارد الطبيعية وتحسين وتطوير إمكانات وقدرات سلطنة عمان المحلية وتعزيز الشراكات العالمية، سيكون ترسيخ لمكانة عُمان على خريطة الدول المنتجة والمصدّرة للهيدروجين الأخضر.

الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
جانب من إطلاق فعاليات مختبر الهيدروجين في سلطنة عمان - الصورة من هايدروم (2 سبتمبر 2024)

وتسعى سلطنة عمان لتصبح إحدى أكبر الدول المُصدّرة للهيدروجين منخفض الكربون، إذ تعمل على تعزيز بُنيتها الأساسية من خلال ضخّ استثمارات تبلغ قيمتها 49 مليار دولار بحلول 2030، من خلال التخطيط لتركيب 40 مليون لوح شمسي و2000 من توربينات الرياح و650 محللًا كهربائيًا.

وحددت سلطنة عمان أهدافًا أساسيةً لتطوير اقتصاد الهيدروجين، يأتي في مقدّمتها التركيز على أمن إمدادات الطاقة، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، وتعزيز برامج التنويع الاقتصادي، وتعظيم القيمة المحلية من الموارد الوطنية.

وفي مارس/آذار 2022، جاء توجيه سلطان عُمان هيثم بن طارق، خلال ترؤُّسه اجتماع مجلس الوزراء، بالعمل على تسريع إجراءات تنظيم قطاع الهيدروجين الأخضر، ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنمو وتخصيص المواقع التقنية، وإعداد الدراسات اللازمة لذلك، وإنشاء مديرية تُعنى بالطاقة النظيفة والطاقة الهيدروجينية ضمن الهيكل التنظيمي لوزارة الطاقة والمعادن، وتأسيس شركة لتنمية هذا القطاع.

ومُنحت "هايدروم" بصفتها المنسّق والمخطط الرئيس لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان حتى الآن ما يزيد عن 2300 كيلومتر مربع من الأراضي لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، من أصل 50 ألف كيلومتر مربع، إذ أرست مشروعات بإجمالي استثمارات بلغت 49 مليار دولار، مع تحالفات طاقة لشركات من آسيا وأوروبا وأستراليا ومنطقة الشرق الأوسط.

مختبر الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان

صُمم مختبر الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان للوقوف على جاهزية القطاعات الداعمة في 5 مرتكزات أساسية، سيجري من خلالها تقييم البنية الأساسية الوطنية ورسم خريطة طريق لتطوير منسّق وفاعل لقطاع هيدروجين تنافسي ومستدام.

وسيتمحور المرتكز الأول حول قطاع المقاولين وتقييم جاهزية مقاولي أعمال الهندسة والمشتريات والبناء المحليين، وقدرتهم على تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان على نطاق أوسع، وتحديد الثغرات، والوقوف على جاهزية التعاون بينها.

ويتناول المرتكز الثاني قطاع القوى العاملة والمتطلبات الحالية والمستقبلية من العمالة المؤهلة ووضع برامج لتحسين مهارات وإمكانات القوى العاملة الوطنية، أمّا المرتكز الثالث فيتناول قطاع التصاريح والاشتراطات لتبسيط أنظمة إصدار التصاريح وإزاحة أيّ تحديات تعوق تنفيذ المشاريع من خلال اتّباع نظام المركز الموحّد.

وفي القطاع اللوجستي، سيتمحور المرتكز الرابع حول متطلبات البنية الأساسية والمتطلبات التشغيلية للقطاع اللوجستي لضمان الجاهزية الكاملة للمواني، وشبكات النقل، وسلاسل التوريد، لدعم أهداف إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.

ويتناقش المرتكز الخامس المحتوى المحلي والفرص المتاحة من القطاعات الداعمة، فضلًا عن تأطير فرص أخرى واعدة من خلال زيادة مشاركة المؤسسات والشركات المحلية في سلسلة قيمة قطاع الهيدروجين الأخضر، وتعزيز الابتكار، وتعظيم الاستثمارات في قطاع الطاقة البديلة.

ويستهدف أن تتضمن مخرجات المختبر خريطة طريق للمنظومة الوطنية الداعمة لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان وخطة عمل شاملة سينبثق منها خطط عمل قطاعية تفصيلية لرفع جاهزية القطاعات ذات الصلة، متضمنة الإطار الزمني والاستثمارات والموارد المطلوبة، فضلًا عن إطار عام لقياس الأداء ومتابعة تقدّم عمل الخطط.

جانب من اطلاق فعاليات مختبر الهيدروجين في سلطنة عمان
جانب من إطلاق فعاليات مختبر الهيدروجين في سلطنة عمان- الصورة من هايدروم

مختبر هايدروم

من جانبه، قال المدير العام لشركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، المهندس عبدالعزيز بن سعيد الشيذاني: "تمّ تصميم المختبر لتقييم الجاهزية بشكل إستراتيجي، والتقدم بخطى واثقة ومنسقة وفاعلة في قطاع الهيدروجين الأخضر، لتعزيز مكانة سلطنة عمان وتنافسيتها عالميًا، توظيفًا لمقوماتها الطبيعية والجغرافية والسياسية والبشرية".

وأضاف: "نهدف إلى الوقوف على جميع جوانب القطاعات ذات العلاقة بتنفيذ مشروعات الهيدروجين وجاهزيتها وحلحلة التحديات وبلورة الفرص ذات العلاقة بالمحتوى المحلي، وخلق فرص اقتصادية محليًا متوائمة مع برامج التنويع الاقتصادي، بما يعزز من نمو الاقتصاد الوطني".

من جانبه، قال مدير التخطيط والتنظيم في شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، المهندس أحمد بن إبراهيم العبري: "بعد النجاح الذي حققته حلقة العمل السابقة حول جاهزية المنظومة الوطنية للهيدروجين الأخضر، جاء تنظيم المختبر لتحسين إستراتيجيتنا ومدّ جسور التعاون المتبادل بين القطاعات ذات العلاقة".

وتواصل هايدروم بناء شراكات راسخة تدعم رحلة البلاد نحو التنويع الاقتصادي المستدام، وبصفتها المنسق والمخطط الرئيس لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، إذ تتعاون مع مختلف الجهات في القطاعين العام والخاص، لتسريع تطوير البنية الأساسية ومرافق التخزين والخدمات اللوجستية والتحول الرقمي في عُمان.

جانب من اطلاق فعاليات مختبر الهيدروجين في سلطنة عمان
جانب من إطلاق فعاليات مختبر الهيدروجين في سلطنة عمان- الصورة من هايدروم

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "يامنة" (تحالف شركة إي دي إف للطاقة المتجددة، وشركة جي باور، وشركة يامنة ليمتد)، المهندس عبدالعزيز الياتريبي، أهمية مقومات الاستثمار الجاذبة بقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، وأهمية وجود شراكة حقيقية لتعزيز نجاح هذه المشروعات العملاقة بالسلطنة.

ويهدف التحالف إلى إنتاج 185 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، باستعمال 4.3 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، إضافة إلى مُحلل كهرباء بسعة 2.5 غيغاواط، إذ سيُوَرَّد الهيدروجين الذي سيُنتَج إلى مصنع أمونيا مقرّر إنشاؤه في المنطقة الحرة بصلالة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق