أصدرت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول أوابك التقرير ربع السنوي حول الأوضاع النفطية العالمية عن المدة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران (2024).
وكشف التقرير، الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة -مقرّها واشنطن-، ارتفاع كمية صادرات النفط الخام من دول أوابك خلال الربع الثاني من عام 2024 بنحو 157 ألف برميل يوميًا، مقارنة بالربع السابق، لتصل إلى نحو 16.6 مليون برميل يوميًا، وهو مستوى منخفض بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي.
وجاء الارتفاع أساسًا بسبب تراجع الطلب محليًا من دول أوابك وزيادة الإمدادات من ليبيا، وهو ما أسهم في زيادة قيمة صادرات النفط الخام من الدول العربية بنحو 7.9 مليار دولار، أي بنسبة 6.5% مقارنة بالربع السابق، لتبلغ نحو 129.8 مليار دولار، وهو مستوى منخفض بنحو 0.3 مليار دولار، أو بنسبة 0.2%، مقارنة بالربع المماثل من العام السابق.
وتناول الجزء الأول من التقرير ربع السنوي حول الأوضاع النفطية العالمية التطورات الاقتصادية العالمية وفق المجموعات الاقتصادية الدولية الرئيسة، وتوقعات النمو الاقتصادي، والتهديدات التي تهدد العديد من دول العالم، وفي مقدمتها التضخم وأسعار الفائدة.
واستعرض التقرير التطورات في أسواق النفط العالمية على وجه الخصوص، وأسعار النفط الخام والمشتقات النفطية، والعوامل المؤثّرة فيها من عرض وطلب، ومستويات المخزون النفطي، والعوامل الأخرى، وحركة التجارة النفطية في الأسواق الرئيسة، وتطورات صناعة تكرير النفط الخام العالمية.
وعرض تقرير أوابك آخر التطورات في الأسواق العالمية للطاقة المتجددة، والتطورات في الهيدروجين بصفته وقودًا للمستقبل، وأهم الأحداث الاقتصادية والعوامل الجيوسياسية والعوامل الأخرى التي شهدتها سوق النفط العالمية، وكان لها تداعيات مباشرة أو غير مباشرة على أسعار النفط.
أسعار النفط
أشار تقرير أوابك إلى أن أسعار النفط الفورية شهدت تباينًا خلال الربع الثاني من 2023، إذ ارتفعت في أبريل/نيسان بدعم من زيادة أسعار العقود الآجلة، والطلب على الشحنات الفورية، مع وصول موسم صيانة المصافي في بعض المناطق إلى ذروته، واستمرار الطلب من مصافي آسيا.
وانخفضت الأسعار الفورية في مايو/أيار ويونيو/حزيران متأثرة بالتقلبات في نشاط المضاربات في سوق العقود الآجلة التي شهدت تزايد عمليات البيع والتغيرات في التوقعات بشأن أفاق سوق النفط على المدى القريب وتقلّص التباين في أسعار البنزين والديزل وتوافر إمدادات النفط في شمال غرب أوروبا والإمدادات من ساحل الخليج الأميركي، وارتفاع مخزونات النفط الأميركية.
وأوضح التقرير ربع السنوي حول الأوضاع النفطية العالمية أن متوسط الأسعار الفورية لسلة خامات أوبك خلال الربع الثاني ارتفع إلى نحو 85.3 دولارًا للبرميل، بزيادة 4.5 دولارًا، أو ما يعادل 4.3%، مقارنة بالربع السابق.
وارتفعت أسعار النفط بالأسواق الآجلة خلال الربع الثاني من عام 2024، إذ سجلت عقود خام برنت مكاسب بنسبة 3.9% مع استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، واستهداف البنية التحتية لقطاع الطاقة في روسيا، وإعادة فرض العقوبات الأميركية على قطاع النفط في فنزويلا.
وحدَّ من ارتفاع أسعار النفط الآجلة في الربع الثاني عمليات البيع المكثفة للعقود الآجلة من قبل المضاربين والمخاوف بشأن ضعف الطلب في الصين، تزامنًا مع انخفاض وارادتها من النفط الخام، وحالة عدم اليقين بشأن موعد تخفيضات أسعار الفائدة، وفق ما رصده تقرير أوابك.
وتلقّت أسعار النفط دعمًا من استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ تأثرت حركة التجارة عبر البحر الأحمر وسط مخاوف من إغلاق مضيق هرمز الذي يمرّ عبره نحو 20% من حجم تجارة النفط العالمية، واستهداف البنية التحتية في روسيا.
التقرير ربع السنوي حول الأوضاع النفطية العالمية
حسب التقرير ربع السنوي حول الأوضاع النفطية العالمية، شهد إجمالي إمدادات النفط العالمية ارتفاعًا بلغ نحو 62 ألف برميل يوميًا خلال الربع الثاني بنسبة 0.1%، مقارنة بالربع السابق، ليصل إلى نحو 102.2 مليون برميل، مع ارتفاع الإمدادات من الدول غير المشاركة في إعلان التعاون، وخاصة من الولايات المتحدة.
وارتفع الطلب العالمي على النفط خلال الربع الثاني من عام 2024 بنحو 550 ألف برميل يوميًا، مقارنة بالربع السابق، أي بنسبة 0.5%، ليصل إلى 103.7 مليون برميل يوميًا، بزيادة مليونَي برميل يوميًا، وبنسبة 1.9% على أساس سنوي، بسبب ارتفاع الطلب في الأميركتين ودول أوروبا والصين ودول أميركا اللاتينية.
وتحسَّن أداء صناعة تكرير النفط الخام خلال الربع الثاني من 2024، إذ زادت كميات المشتقات النفطية المكررة من المصافي العالمية بنحو 460 ألف برميل يوميًا، مقارنة بالربع السابق، لتصل إلى نحو 81.2 مليون برميل يوميًا، وهو مستوى مرتفع بنحو 440 ألف برميل يوميًا على أساس سنوي.
وأشار التقرير ربع السنوي حول الأوضاع النفطية العالمية الذي أصدرته أوابك، إلى أن كمية النفط الخام والمشتقات النفطية المتدفقة عبر طريق رأس الرجاء الصالح ارتفعت بنحو 50% خلال الـ5 أشهر الأولى من 2024، مقارنة بمتوسط عام 2023، إذ تتجنب السفن التجارية نقاط الاختناق في منطقة الشرق الأوسط.
وزادت كمية النفط الخام والمشتقات النفطية المتدفقة عبر رأس الرجاء الصالح في الاتجاهين إلى نحو 8.7 مليون برميل يوميًا، مقارنة بمتوسط 5.9 مليون برميل يوميًا خلال عام 2023.
ودعا أمين عام أوابك جمال اللوغاني إلى ضخ استثمارات جديدة في مشروعات النفط والغاز، لضمان الحصول على طاقة موثوقة وبأسعار معقولة في المستقبل، مشددًا على أن فوائد الوقود الأحفوري ستظل تفوق بشكل كبير آثاره الجانبية المحتملة.
وتوقّع اللوغاني استحواذ قطاع النفط والغاز الطبيعي على حصة تُقدَّر بنحو 53.7% من مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2045، وفقًا لتقديرات أوبك، موضحًا أنه يمكن تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، عبر دعم الاستثمار والتطوير المستمر في التقنيات النظيفة، مثل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، مع الاهتمام برفع كفاءة استعمال الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- نشرة أوابك الشهرية تستعرض تطورات أسواق الطاقة العربية والعالمية
- أوابك: الطلب على النفط لن يتأثر بالسيارات الكهربائية
اقرأ أيضًا..
- حقل غاز احتياطياته 4.2 تريليون قدم مكعبة يدعم مصر.. ما القصة؟
- صفقة طاقة لأول مرة من نوعها في تاريخ الجزائر
- محطات الطاقة المتجددة في سلطنة عمان.. أبرز الأرقام والمعلومات (إنفوغرافيك)