من المقرر أن يشهد إنتاج النفط القازاخستاني زيادة مرتقبة بحلول عام 2028، وفق التحديثات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتدرس وزارة الطاقة القازاخستانية وشركة شل البريطانية المزيد من فرص التطوير لأكبر حقلين للنفط والغاز في البلاد، حقلي كاشاغان البحري وكارشاغاناك البري، بما في ذلك بناء محطتين جديدتين لمعالجة أحجام الغاز الطبيعي المنتجة في الحقول.
والتقى وزير الطاقة القازاخستاني، ألماس آدام ساتكالييف، برؤساء أقسام أعمال النفط والغاز التقليدية لشركة شل وعمليات التشغيل في قازاخستان.
وتهدف خطة الوزارة -أيضًا- إلى زيادة إنتاج النفط فيما بعد عام 2025، إذ قدّمت تحديثًا لخطّة تعويض فائض إنتاج النفط إلى أمانة منظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك، التزامًا بتعهداتها في تحالف أوبك+.
إنتاج النفط القازاخستاني
عقد وزير الطاقة القازاخستاني ألماس آدام ساتكالييف اجتماعًا، في 26 أغسطس/آب 2024، مع نائب الرئيس التنفيذي لشركة شل للنفط والغاز التقليدي بيتر كوستيلو، ونائب رئيس شركة شل في قازاخستان ورئيس مجلس إدارتها علي الجنابي.
وقال الوزير القازاخستاني خلال الاجتماع، إن "شل شريك إستراتيجي لقازاخستان، وتأمل في تحسين هذه الشراكة بشكل أكبر خلال تنفيذ المشروعات القائمة واستكشاف فرص جديدة".
وأضاف: "إن التنفيذ في الوقت المناسب للمراحل التالية من برنامج تطوير كاشاغان له أهمية إستراتيجية.. يصبح هذا أمرًا بالغ الأهمية في ضوء الطلب المتزايد في السوق المحلية، ومن ثم الحاجة إلى زيادة إنتاج الغاز المعروض للبيع".
ووفق المعلومات التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ناقش الجانبان الخطط المتقدمة لإنشاء محطة غاز بسعة 2.5 مليار متر مكعب سنويًا لحقل كاشاغان، ومحطة أخرى بسعة 4.5 مليار متر مكعب سنويًا لحقل كارشاغاناك.
وقال ساتكالييف، إن المناقشات جاءت جزءًا من آمال الطرفين الأوسع في توسيع شراكاتهما الإستراتيجية الحالية داخل البلاد، فضلًا عن تعزيز التعاون المستقبلي في الاستكشاف المشترك للمشروعات الجيولوجية الأخرى في المنطقة.
وتأتي محطة الغاز التي اقترحتها شركة "قاز موناي غاز" التابعة للدولة (KazMunayGas)، في حقل كاشاغان، بمثابة الخطوة الأولى من المرحلة الثانية لتطوير الحقل، التي تهدف على نطاق واسع إلى زيادة إنتاج النفط والمكثفات مجتمعة بنحو 710 آلاف برميل يوميًا خلال السنوات الـ10 المقبلة.
وبحسب تقرير الشركة السنوي لعام 2023، فإن إنتاج النفط سيرتفع إلى 500 ألف برميل يوميًا، من 408 آلاف برميل يوميًا، من خلال توريد الغاز الخام إلى محطة معالجة الغاز المخططة لها، التي تبلغ طاقتها 2.5 مليار متر مكعب سنويًا.
ووفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، فإن محطة الغاز الجديدة في كاشاغان، التي تمرّ حاليًا بمرحلة التصميم والهندسة الأولية، ستبدأ العمل في عام 2029-2030، حال الموافقة عليها.
أمّا محطة الغاز المقترحة في كارشاغاناك، التي تبلغ طاقتها 4.5 مليار متر مكعب سنويًا، فمن المقرر أن يبدأ تشغيلها بحلول عام 2028، حال الموافقة عليها.
أكبر حقلين للنفط والغاز في قازاخستان
من خلال شركتها التابعة شل قازاخستان ديفلومبنت بي في (Shell Kazakhstan Development BV)، تمتلك شل حصة 16.81% في اتفاقية تقاسم إنتاج شمال بحر قزوين (NCPSA)، الذي يشمل -بالإضافة إلى حقلَي كايران وأكتوتي- حقل كاشاغان الواقع على أعماق مائية تتراوح بين 3 و4 أمتار، على بعد نحو 75-80 كيلومترًا جنوب شرق أتيراو في شمال بحر قزوين.
وتدير شركة تشغيل شمال بحر قزوين (NCOC) حقل كاشاغان -أول وأكبر حقل نفط وغاز بحري لقازاخستان في بحر قزوين- نيابةً عن شركاء اتفاقية تقاسم إنتاج شمال بحر قزوين.
ويشمل الشركاء إلى جانب شركة شل: شركة قاز موناي غاز بحصّة 16.88%، وشركة إيني بحصّة 16.81%، وشركة إكسون موبيل بحصّة 16.81%، وشركة توتال إنرجي بحصّة 16.81%، ومؤسسة النفط الوطنية الصينية (CNPC) بحصّة 8.33%، وشركة إنبكس (Inpex) بحصّة 7.56%، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، في منصة "أويل آند غاز جورنال" (Oil & Gas Journal).
وتتراوح الاحتياطيات القابلة للاستخراج المقدرة لكاشاغان بين 9 مليارات و13 مليار برميل من النفط، وبدأ التشغيل التجاري في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وأنتج المشروع 12.7 مليون طن (90.17 مليون برميل) من النفط في عام 2022.
*(الطن = 7.1 برميل).
على اليابسة، تمتلك شركتا شل وإيني حصة 29.25% لكل منهما في شركة تشغيل نفط كارشاغاناك، مشغّل حقل مكثفات النفط والغاز كارشاغاناك، الذي يغطي مساحة تزيد عن 280 كيلومترًا مربعًا في شمال غرب قازاخستان.
ويُعدّ حقل كارشاغاناك أحد أكبر الحقول في العالم، وتُقدَّر احتياطياته بنحو 1.2 مليار طن (8.52 مليار برميل) من النفط، و1.35 تريليون متر مكعب من الغاز، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في وكالة "إنترفاكس" (Interfax).
وتدير شل وإيني بشكل مشترك حقل كارشاغاناك نيابةً عن شركاء الشركة المشغّلة الآخرين، شيفرون بحصّة 18%، ولوك أويل بحصّة 13.5%، وقاز موناي غاز بحصّة 10%.
خطة تعويض فائض إنتاج النفط
تأتي خطة تطوير إنتاج النفط والغاز في قازاخستان بمثابة دفعة كبيرة لموارد البلاد في مرحلة ما بعد الانتهاء من تعويض فائض إنتاج النفط القازاخستاني بموجب اتفاقية تحالف أوبك+.
وأعلنت وزارة الطاقة في قازاخستان، في 22 أغسطس/آب 2024، أنها حدّثت خطّتها للتعويض، بما في ذلك عن الإنتاج الزائد في يوليو/تموز، وقدّمتها إلى أمانة منظمة الدول المصدّرة للنفط أوبك.
وأكدت قازاخستان التزامها باتفاقية أوبك+، وتدعم القرارات المتخذة بالاشتراك مع الدول الأعضاء في أوبك+، وستبذل الدولة قصارى جهدها للامتثال لالتزاماتها والتعويض عن الإنتاج الزائد وفقًا لخطّة التعويض، بحسب ما نقلته منصة "أستانا تايمز" (Astana Times).
وفي وقت سابق، أشارت أمانة أوبك إلى أن قازاخستان والعراق وروسيا قدّمت خططًا لتعويض الإنتاج الزائد عن النفط للنصف الأول من عام 2024.
وبموجب الخطة، سيصل إجمالي تعويض فائض إنتاج النفط القازاخستاني في يوليو/تموز 2024 إلى 18 ألف برميل يوميًا، و49 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب، و28 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول، و265 ألف برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول، و32 ألف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، و54 ألف برميل يوميًا في ديسمبر/كانون الأول.
أمّا في العام المقبل (2025)، فسينخفض إنتاج النفط القازاخستاني بمقدار 45 ألف برميل يوميًا في يناير/كانون الثاني، و32 ألف برميل يوميًا في فبراير/شباط، و29 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار، و16 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان، و13 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار، و10 آلاف برميل يوميًا في يونيو/حزيران.
وسيبلغ إجمالي تعويض فائض إنتاج النفط القازاخستاني نحو 16 ألف برميل يوميًا في يوليو/تموز، و13 ألف برميل يوميًا في أغسطس/آب، حتى يصل إلى ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول 2025.
موضوعات متعلقة..
- تعزيز صادرات النفط القازاخستاني عبر التوسّع في شراء ناقلات جديدة
- صادرات النفط القازاخستاني في خطر بعد تحذيرات أميركية.. وهذا موقف روسيا
- صادرات النفط القازاخستاني تجد حلًا بديلًا للابتعاد عن روسيا
اقرأ أيضًا..
- مزايدة التنقيب عن النفط والغاز في مصر.. 12 منطقة تبشّر باحتياطيات ضخمة (خاص)
- الطلب على الغاز الطبيعي قد يرتفع عالميًا 2.1% خلال 2024
- ابتكار جديد لبناء مفاعل نووي تحت الأرض.. اقتصادي وأكثر أمانًا
- جنرال موتورز توجه طعنة جديدة لصناعة السيارات الكهربائية