قطر تطلق خدمة جديدة للتوسع في نشر الطاقة الشمسية على الأسطح
تعوّل قطر على الطاقة الشمسية على الأسطح لتحقيق طموحها في زيادة مساهمة الطاقة المتجددة إلى نحو 18% بحلول 2030، ارتفاعًا من 5% في الوقت الراهن.
وأحرزت الدوحة نجاحات كبيرة على صعيد خفض الانبعاثات الكربونية من خلال التوسع في استعمال مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، بالاعتماد على الخلايا الشمسية التي تعدّ أسرع مصدر للطاقة نموًا على الصعيد العالمي.
ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أطلقت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء "، مؤخرًا خدمة "بي سولار" (BeSolar) الجديدة بشأن تركيب نظم الطاقة الشمسية على الأسطح، بما يتماشى مع أهداف إستراتيجية قطر الوطنية للطاقة المتجددة.
وتمثّل الطاقة المتجددة في قطر أهمية كبرى لتحقيق الأهداف الواردة في إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة "2024-2030"، الهادفة إلى تطوير منظومة مستدامة للطاقة بتكلفة تنافسية، مستفيدة من وفرة مخزونها من الغاز الطبيعي والمصادر المتجددة في الدولة.
تفاصيل الخدمة الجديدة
قال مدير إدارة تخطيط وتطوير الإنتاج في المؤسسة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" المهندس عبدالرحمن إبراهيم الباكر، إن الهدف من إطلاق الخدمة الجديدة لتركيب نظم الطاقة الشمسية الموزعة، تشجيع مشتركي كهرماء على تركيب منظومات الطاقة الشمسية، مما سيسهم في تحقيق الأهداف الوطنية للطاقة المتجددة لتعزيز أمن وتنوع مصادر الطاقة في الدولة.
وأوضح الباكر حول انعكاسات تطبيق الخدمة على خدمات الطاقة الكهربائية التي تقدّمها "كهرماء"، أن الخدمة تتلاءم مع الخدمات الحالية التي تقدمها "كهرماء"، ولا تتسبب بأيّ إشكالات لمشتركي خدمة التيار الكهربائي.
وأشار إلى أن الاشتراك في الخدمة سيكون اختياريًا للمشتركين، وعبر الأنظمة الحالية نفسها التي يتبعها المشترك للحصول على خدمة التيار الكهربائي، سواء كان طلبًا جديدًا أو تقوية أحمال.
وشدد على أن الخدمة ستسهم بصورة عامة في تحسين وتنويع الخدمات التي توفرها "كهرماء" للمشتركين، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة".
الطاقة الشمسية على الأسطح
أشار مدير إدارة تخطيط وتطوير الإنتاج في المؤسسة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" إلى أن الخدمة حققت نجاحًا ملموسًا في العديد من الدول، ما يشجع على تطبيقها في قطر.
وأوضح أن نماذج عديدة طُبِّقَت لتشجيع منظومات الطاقة المتجددة الموزعة في العديد من الدول حول العالم، بما في ذلك دول الخليج العربي، مؤكدًا أن التجارب أثبتت أنّ تبنّي مثل هذه الخدمات يحقق العديد من الفوائد، مثل تقليل الحمل على الشبكة الكهربائية، وتقليل فواتير المشتركين، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتطوير سوق محلي للقطاع الخاص، مما يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية.
وحول ما إذا كانت الخدمة تصلح للتنفيذ في جميع البيوت والمنازل والشقق السكنية، أكد الباكر أن التسجيل في الخدمة متاح لجميع مشتركي "كهرماء"، ولكن لتحديد الجدوى التقنية والاقتصادية لكل مشترك، لا بدّ من دراسة عدّة أمور، مثل مساحة السطح المتاحة، والاستهلاك الحالي للكهرباء، وبناءً على هذه الدراسة، التي يمكن أن يقوم بها المشترك بنفسه أو عبر شركة متخصصة، أن يحدد ما إذا كان يرغب في التقديم لهذه الخدمة أم لا.
وقال، إنه جرى في الوقت الحالي الإعلان الأولي عن الخدمة ونشر المعلومات الأساسية عنها في موقع كهرماء وفي منصات التواصل الاجتماعي، كما نُشِرت الاشتراطات والضوابط الفنية وآليات تأهيل الموردين والمقاولين، وسيُعلَن قريبًا البدء في استقبال الطلبات من المشتركين وآلية التقديم، حسبما ذكرت وكالة قنا.
الجدوى الاقتصادية
كشف مدير إدارة تخطيط وتطوير الإنتاج في المؤسسة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، الجدوى الاقتصادية لهذه الخدمة، وإمكان تقليلها من قيمة فواتير الكهرباء، موضحًا أن تكلفة أنظمة الطاقة الشمسية تعتمد على عدد من العوامل، مثل ما تحديث النظام أو دمجه في تصميم المبنى، وحجم النظام، والشركة المصنّعة لمكونات النظام.
وقال: "يعتمد عائد الاستثمار على عدّة عوامل، مثل الاستهلاك الحالي للمشترك من الكهرباء، وفئة المشترك (حكومي، تجاري، سكني إلخ) وشرائح التعرفة، وحجم وأداء النظام الشمسي، وشروط التمويل".
وأكد أنه يمكن للمشتركين ذوي الاستهلاك الكبير، والذين لديهم شريحة تعرفة أعلى، أن يتوقعوا الحصول على عائد جيد جدًا للاستثمار في أنظمة الطاقة الشمسية، بسبب تطبيق آلية صافي الفوترة.
وأشار مدير إدارة تخطيط وتطوير الإنتاج في "كهرماء" إلى أن الكهرباء التي ينتجها النظام الكهروضوئي تعمل على تقليل كمية الكهرباء التي يستهلكها المشترك من الشبكة، وإذا أُنتِجَت كهرباء أكثر من المستهلكة في أيّ وقت من الأوقات، فسيُصَدَّر الفائض إلى الشبكة، وإذا صُدِّرَت كهرباء أكثر من المستوردة خلال مدة الفاتورة (شهر واحد)، فستكون قيمة الكهرباء المفوترة صفرًا، وسيظهر فائض الكهرباء رصيدًا يمكن ترحيله في مدة الفاتورة التالية، وإذا أُنتِجَت كهرباء أكثر من تلك المستوردة من الشبكة خلال عدّة أشهر متتالية، فإن الرصيد سيتراكم، ويُرَحَّل إلى الأشهر التالية، ولكن لا يمكن ترحيل المبلغ الفائض لأكثر من 12 شهرًا.
وأشار الباكر إلى أن أنظمة الطاقة الشمسية تتأثر كغيرها من الطاقات المتجددة بالطقس، إذ إن الغيوم والرطوبة العالية تؤدي لتقليل إنتاج الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية، ومع ذلك، فإن التطور الكبير في صناعة الطاقة الشمسية أسهم بتحسين الأداء، وتعدّ الطاقة الشمسية حاليًا أفضل مصدر للطاقة المتجددة في قطر.
تكلفة تركيب نظم الطاقة الشمسية
أشار مدير إدارة تخطيط وتطوير الإنتاج في "كهرماء" إلى أن تكلفة تركيب نظم الطاقة الشمسية الموزعة تعتمد على عدد من العوامل، مثل تحديث النظام أو دمجه في تصميم المبنى، وحجم النظام، والشركة المصنعة لمكونات النظام، ولكن بصورة عامة، فإن التكلفة المتوسطة لتركيب الكيلوواط الواحد هي في حدود 4000 ريال قطري (1098.68 دولارًا)، قابلة للانخفاض، مع حجم انتشار الخدمة وتنافسية السوق.
وأوضح أن تحديد أسعار الخدمة متروك للمقاولين والمورّدين، إذ يوجد العديد من الشركات في السوق الذين يمكن للمشتركين الاستعانة بهم، وستقوم "كهرماء" بنشر قائمة للمقاولين المعتمدين في موقعها الرسمي، مشيرًا إلى أنه يجب على المشتركين المهتمين بمنظومات الطاقة الشمسية الاستعانة فقط بالشركات المرخصة من كهرماء.
وكانت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء"، قد أطلقت، في 18 أغسطس/آب الجاري، خدمة "BeSolar" الجديدة بشأن تركيب نظم الطاقة الشمسية الموزعة، للطاقة المتجددة.
وأوضحت أنه تمّ إعداد سياسة الطاقة الشمسية الموزعة وآلية صافي الفوترة التي تسهم في تشجيع المشتركين لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المنازل والمزارع والعزب والمصانع وكل المنشآت، وذكرت "كهرماء " أن من مميزات هذه الخدمة الاستفادة من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة في قطر، فضلًا عن تحقيق فوائد اقتصادية للمشترك عن طريق برنامج "صافي الفوترة"، وقالت، إن للخدمة فوائد بيئية تسهم في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ ترمي إلى تحقيق أهداف استراتيجية قطر الوطنية للطاقة المتجددة، ورؤية قطر الوطنية 2030، وإستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة "2024 - 2030".
وتتمثل أهداف إستراتيجية قطر الوطنية للطاقة المتجددة بزيادة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، مع الحفاظ على موثوقية واعتماد الشبكة وخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، كما ترمي إلى إنتاج 4 غيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية المركزية، مما يسهم في زيادة حصة الطاقة المتجددة في قطر من 5% إلى 18% بحلول عام 2030.
ووضعت الإستراتيجية هدفًا لإنتاج 200 ميغاواط من أنظمة الطاقة الشمسية الموزّعة، وهو ما سيسمح للمشتركين بربط أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في منشآتهم، وإنتاج وتصدير الكهرباء الفائضة إلى الشبكة.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في قطر تقفز إلى 18% بحلول 2030.. وهذا حجم الاستثمارات المطلوب
- نجاح تحول الطاقة في قطر يرتكز على استبدال الغاز بالفحم (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط في الأردن خلال 2023 يهبط 53%.. وطفرة بإمدادات الغاز (3 رسومات)
- اكتشاف نفط وغاز في مصر.. وهذا حجم الإنتاج المتوقع
- حقل الظلوف البحري السعودي.. ثالث أكبر الحقول عالميًا بـ31 مليار برميل