أكبر مقاطعة مستهلكة للغاز في الصين.. نمو الطلب يعزز فرص الاستثمار (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق
تُعدّ قوانغدونغ أكبر مقاطعة مستهلكة للغاز في الصين، بحجم وصل إلى 39 مليار متر مكعب بنهاية 2023، وسط توقعات بتزايد الاستهلاك بوتيرة ملحوظة، ما يوفر فرص كبيرة للاستثمار بهذه المقاطعة.
ويُشكّل الغاز المسال في قوانغدونغ، التي تقع في جنوب الصين، أحد العناصر المهمة لتحقيق أهداف المقاطعة المتعلقة بالحدّ من انبعاثات الكربون، إذ تُعدّ المقاطعة أكبر مستورد للغاز المسال في البلاد، بمقدار 21 مليون طن خلال العام الماضي (2023).
ومن المتوقع أن تشهد أكبر مقاطعة مستهلكة للغاز في الصين ارتفاعًا للطلب بمعدل سنوي مُركّب 6.9%، ليصل إلى 62 مليار متر مكعب، مقارنة بـ39 مليار متر مكعب في 2023، بحسب تقرير اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ونظرًا لمكانتها بصفتها مقاطعة اقتصادية رائدة في الصين، فإن إمكانات الطلب على الغاز المسال في قوانغدونغ كبيرة، وتستدعي اهتمامًا كبيرًا، مدفوعًا بالنمو السريع لاستهلاك الغاز بقطاعَي الصناعة والكهرباء.
سوق الغاز المسال في قوانغدونغ
تدعم السياسات الإقليمية توسُّع صناعة الغاز المسال في أكبر مقاطعة مستهلكة للغاز في الصين، من خلال تشجيع تنويع مصادر الإمدادات، وزيادة البنية التحتية لخطوط الأنابيب، وخفض التكلفة للمستهلكين.
ومع هذه السياسات، من المتوقع نمو سوق الغاز المسال في قوانغدونغ وسط ارتفاع الطلب وتوفر شبكة خطوط أنابيب داخلية تغطي كل مدن المقاطعة الـ21، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي.
ومع تزايد الطلب الصناعي وزيادة دخل الأسر، فإن أكبر مقاطعة مستهلكة للغاز في الصين على استعداد لاستيعاب الارتفاعات المحتملة في الأسعار.
وسيكون الاستثمار في نمو سعة إعادة التغويز وتوسيع خطوط الأنابيب البحرية المتصلة بمحطات الغاز المسال أمرًا بالغ الأهمية لتلبية الطلب المتزايد والحفاظ على استقرار الإمدادات مستقبلًا.
هيمنة لقطاعي الكهرباء والصناعة
سيستمر قطاعا الكهرباء والصناعة في الهيمنة على استهلاك الغاز، ليشكّلا أكثر من 85% من إجمالي الطلب المتوقع خلال السنوات الـ6 المقبلة (62 مليار متر مكعب بنهاية 2030)، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المتوقع نمو الطلب على الغاز في القطاع الصناعي بمعدل سنوي 5.7% حتى عام 2031، ليصل إلى ذروته خلال هذه المدة.
ويُعزى هذا النمو إلى القاعدة الصناعية القوية بأكبر مقاطعة مستهلكة للغاز في الصين، والحاجة إلى مصادر طاقة موثوقة لدعم التصنيع والأنشطة الأخرى كثيفة الاستهلاك.
ويمثّل استهلاك قطاع توليد الكهرباء محفزًا -أيضًا- لنمو الطلب على الغاز المسال في قوانغدونغ، لضمان مرونة الطاقة وأمنها في المقاطعة.
وتهدف أكبر مقاطعة مستهلكة للغاز في الصين إلى زيادة قدرتها في الطاقة المتجددة، خاصة طاقتي الرياح البحرية والشمس، ما يعني أن تعزيز سعة توليد الكهرباء بالغاز سيكون مهمًا لمواجهة التقطّع في هذه المصادر.
وفي 2023، بلغت قدرة توليد الكهرباء بالغاز في قوانغدونغ نحو 38.7 غيغاواط، مع توقعات بوصولها إلى 80 غيغاواط أواخر العقد المقبل.
فرص الاستثمار في سوق الغاز المسال
مع الثبات النسبي في واردات الغاز الطبيعي من المقاطعات المجاورة وتقلّص الإنتاج البحري بداية من 2035، من المتوقع زيادة الاعتماد على الغاز المسال في قوانغدونغ من 64% إلى 80% بحلول 2050.
ونتيجة لذلك، قد تتضاعف الغاز الطبيعي المسال إلى 40 مليون طن سنويًا في أواخر العقد المقبل، مع استقرارها عند هذا المستوى حتى عام 2050، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويشير الطلب المتزايد على الغاز المسال بأكبر مقاطعة مستهلكة للغاز في الصين، للحاجة إلى 20 مليون طن إضافية سنويًا بحلول عام 2050، مقارنة بالمستوى الحالي للطلب.
واستجابةً لهذه الفرصة، تبني شركات النفط الوطنية محطات لإعادة التغويز، ومع ذلك فإنها لا تستطيع تلبية سوى 22 مليون طن سنويًا من إجمالي الطلب المتوقع (40 مليون طن سنويًا).
بما يعني وجود فجوة تُقدَّر بـ18 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، ستقع تلبيتها على عاتق شركات الطاقة الإقليمية وشركات النفط الدولية، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ومن خلال الاستفادة من سهولة الوصول إلى محطات إعادة التغويز وخطوط الأنابيب الإقليمية، تستطيع شركات النفط الدولية توسيع حضورها في سوق أكبر مقاطعة مستهلكة للغاز في الصين.
وبالنسبة لشركات الطاقة الإقليمية، فإن المشهد الحالي لارتفاع أسعار الغاز في آسيا الوسطى وانخفاض أسعار الغاز المسال يمثّل فرصة مناسبة لتأمين عقود جديدة واكتساب القدرة التنافسية على الآخرين.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في الخليج.. كيف تدعم قطاع الغاز المسال؟
- واردات الصين من الغاز المسال ترتفع في يوليو.. وشحنات من قطر وعُمان
- أكبر شركة شحن في العالم تبرم صفقة لبناء 12 سفينة تعمل بالغاز المسال
اقرأ أيضًا..
- محطات الطاقة النووية العائمة.. هل تُنهي تحديات الكهرباء في أفريقيا؟
- كثافة طلب الذكاء الاصطناعي على الكهرباء.. هل توفّره المفاعلات النووية الصغيرة؟ (تقرير)
- المغرب بالقائمة.. أكثر الدول الأفريقية امتلاكًا لسعة توليد الكهرباء بالفحم (إنفوغرافيك)
- ارتفاع انبعاثات الكربون من مراكز البيانات والعملات المشفرة يثير قلقًا عالميًا (تقرير)